الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الحرب البيولوجية.. حقيقة أم خيال؟

الحرب البيولوجية.. حقيقة أم خيال؟
19 سبتمبر 2020 00:11

يحب نيكولسون بيكر الوصول إلى حقيقة الأمور، وتتبعت روايته الأولى، «الميزانين» لعام 1988. لقد كان مهووساً بفكرة أن الحرب العالمية الثانية كانت «جيدة» في فيلم «هيومان سموك» لعام 2008، وكان فيلم «الطية المزدوجة» لعام 2001 بمثابة تحقيق صعب لبروتوكولات حفظ المكتبات. وكتب ذات مرة مقالاً من 150 صفحة عن كلمة «خشب»، لذا فإن كتابة كتابه «بلا أساس» عن قانون حرية المعلومات، لن يكون إلا ممارسة للإحباط. قد يرغب في الوصول إلى لب الحقيقة، لكن قانون حرية المعلومات، خاصة عندما يتعلق الأمر بمسائل الأمن القومي، بالكاد يتيح لك رؤية ما قد يكون الأساس. 

في كتاب «بلا أساس» يحاول بيكر أن يفجر مفاجأة: هل استخدمت الولايات المتحدة أسلحة بيولوجية ضد الصين وكوريا خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية؟عنوان «بلا أساس» يثير غضب «بيكر» المتصاعد بسبب افتقاره إلى أدلة دامغة للإجابة عن هذا السؤال، كما يشير بأصبع الاتهام إلى البنتاجون ووكالة الاستخبارات المركزية فيما يتعلق بما يقال عن الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان. لكنه يشير إلى «بروجيكت بيزليس»، وهو برنامج أطلقه البنتاجون خلال الحرب الكورية لدراسة الأسلحة الكيماوية والبيولوجية. كان مركز عمله في معسكر«ديتريك»، وهو مركز أبحاث افتتح في عام 1942 في فريدريك بولاية ميريلاند. ماذا فعل «ديتريك»، و«مشروع بلا أساس»؟ نحن نعرف بعض الأشياء. على سبيل المثال، استكشفوا جدوى إلقاء قنابل محشوة بالبراغيث والبعوض والريش الملوث بالأمراض، والتي يمكن أن تقتل المحاصيل وتمرض الناس. نعلم أنهم قاموا بتربية جميع أنواع المخلوقات، مثل الفئران، لإجراء التجارب، في عام 1952، سقطت مئات من الفئران النافقة على أجزاء من الصين، مع وجود أدلة على أن الطائرات العسكرية الأميركية أسقطتها كجزء من أبحاث الحرب البيولوجية.

إن خيبة أمل «بيكر» مبنية في هيكل كتابه. فصوله عبارة عن مذكرات يومية مكتوبة خلال ربيع عام 2019 والتي تسرد قصاصات المعرفة التي حصل عليها ومعاركه مع البنية التحتية لقانون حرية المعلومات للحصول عليها. هذه الصيغة ليست حجة ثابتة حول تاريخ أميركا في الحرب البيولوجية بقدر ما هي نسخة واقعية من «عيد فأر الأرض» (عيد سنوي تحتفل به الولايات المتحدة في 2 فبراير)، يتبع الكتاب إيقاعاً يومياً لطلبات الملفات، والرفض، وزيارات الأرشيف، ومحاولات ربط النقاط، تتخللها نزهات الكلاب، وتسكع «بيكر» حول منزله في ولاية «مين». يمنح هذا الهيكل الكتاب إحساساً شخصياً لطيفاً، لا يوجد كتاب عن قانون حرية المعلومات يمكن أن يكون في متناول الشخص العادي، لكنه أيضا تراكم لسحب عاصفة من اليأس. ليس لدى «بيكر» قصة حازمة وشاملة يرويها. كل ما يمكن لـ«بيكر» فعله هو أن يظهر لك كومة من الخيوط التي جمعها. ربما يكون كتاب «بلا أساس» غير مرضٍ بطبيعته. ومع ذلك، لم يضيع الجهد. يكشف «بيكر» ما يكفي من الأخبار الملفقة -ويذكر القارئ بما يكفي من الفظائع العسكرية الأميركية السابقة – لدرجة أنه بات من الواضح أن رغبته في الوضوح تأتي من مكان صحيح بشكل معقول. وهو يقول: إن وكالة الاستخبارات المركزية كان لها على الأرجح دور في إيصال حمى الخنازير لكوبا عام 1971 وكوليرا الخنازير إلى ألمانيا الشرقية عام 1953، لقد خططت وربما تابعت تدمير محصول القهوة في جواتيمالا بالحشرات الاجتياحية كجزء من دعمها لانقلاب 1954. وطور الجيش عملية «سفينكس»، وهي خطة لإسقاط الغاز السام على المدن اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية، والتي كانت مخفية حتى عام 1998.
والأكثر من ذلك: كان علماء ديتريك يستكشفون حمى سونجو، وهي حمى نزفية مع معدل وفيات يقترب من 30%، في السنوات التي سبقت ظهور المرض بشكل غامض في كوريا عام 1951 - بين الجنود الأميركيين. 

المؤلف: نيكولسون بيكر
عرض: مارك أثيتاكيس

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©