الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سافر معي إلى الصويرة

سافر معي إلى الصويرة
22 سبتمبر 2020 03:40

الصويرة، مدينة لا تخاصمها الرياح إذ يدوي صفيرها فيها طوال العام، الصويرة أو «السويرة» (تصغير للسور)، المدينة المغربية الساحلية الساحرة، والتي تصلها عن طريق مراكش عبر طريق ساحر، هذا الطريق هو مصدر الصور الشهيرة التي ترى فيها الماعز المشاغبة متسلقة لأشجار «الأرغان» تلوك بأفواهها ثمار هذه الشجرة التي اشتهرت بزيتها المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمغرب، فمن منا لا يعرف زيت الأرغان؟ وللعلم فإن ثمرة الأرغان تكون مغطاة بقشرة تتم إزالتها إما يدوياً، أو من خلال الخراف، لأنها لا تستطيع هضمها، هم أخبروني بذلك، وهم المسؤولون عن هذه المعلومة. 
الصويرة، كانت في وقت من الأوقات ميناءً رئيسياً للمغرب اسمها القديم «موغادور» مستقى من الاسم الفينيقي «ميكدول» الذي يعني الحصن الصغير، وعرفت أيضاً بـ«تاسورت»، وهي تعني السور بالأمازيغية.
 ويقول الباحث الفرنسي دافيد بنسوسان: إن الاسم قد يكون تحريفاً لكلمة «أمغادير» التي تعني المدينة المحاطة بسور، وما أكثر أسماء الصويرة فهي مدينة النوارس ولؤلؤة المغرب ومدينة الرياح.. مدينة زرتها أكثر من مرة، وفي كل مرة أزور فيها المغرب تأخذني رياح الشوق إليها. 
ببساطة أنت تزور متحفاً فنياً مفتوحاً، أزقة وطرقات وحارات مزدانة باللوحات المعلقة على الجدران، فنانون تشكيليون وكتّاب يستوحون الإلهام من المدينة التي تتميز باللونين الأبيض والأزرق الفاتح، حتى تكاد لا ترى أي ألوان أخرى، ولمن يبحث عن الهدوء والسكينة والتأمل، فهي الملاذ الأول للسياح -خاصة الفرنسيين- لقلة حركة السير في الشوارع. 
هي مزيج من الحضارة والتراث والعراقة، فأسوار المدينة ما زالت تحيط بها بكل ثقة، وحصن باب مراكش يقف شامخاً بجانب صقالة الميناء والمدينة، والقلعة البرتغالية متأهبة لصد العدوان، والأبواب القديمة ومسجد ابن يوسف شواهد على تاريخ عريق، ولا تنس الملاح، الحي اليهودي الذي لم يبق منه إلا الأطلال بالإضافة إلى العديد من القصبات والأسواق والمباني القديمة، واحرص على أن تعرج على ساحة مولاي الحسن فهي قلب المدينة.
الصويرة تعتبر ملاذاً مثالياً لمحبي ركوب الأمواج، بسبب ثراء شواطئها بالأمواج طوال العام، كما أنصحك إذا كنت من محبي المأكولات البحرية، بأن لا تجرب غيرها في الصويرة فالسمك الطازج وثمار البحر الشهية، تتمنى أن تأكلها نيئة من جمال عرضها من قبل الباعة اللحوحين، ولا تنس أن تشرب عصير البرتقال «الليمون» الطازج. واقض وقتك متجولاً بين متاهاتها الساحرة المزدانة باللوحات والفنون. 
ولا تنس كذلك أن تشتري بعض الأرغان في رحلة العودة، لتتعرف أكثر على كيفية استخلاص هذا السائل الذهبي من بذوره القاسية، وكلي ثقة بأنك ستسمع صوت الرياح يناديك عبر بواباتها القديمة عند المغادرة، يدعوك راجياً أن تبقى، فهي مدينة حنونة، زاخرة بالذكريات التي لا تنسى.. 
حيّاك سافر معي إلى الصويرة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©