عدد اليوم
هل تعاني اضطرابات في النوم هذه الأيام؟
حسب دراسة إيطالية حديثة، يبدو أننا جميعاً نعاني هذا الأمر بدرجة أو بأخرى.. ففي ظل جائحة «كوفيد- 19»، وجد الباحثون أن اضطرابات النوم أصبحت أكثر شيوعاً بين الناس.. ومن العجيب، أن هذا الأمر يعاني منه أكثر، أولئك الذين يعملون من المنزل!
خلل النوم
قام باحثون إيطاليون من كلية الطب بجامعة فيديريكو الثاني في نابولي، بدراسة بيانات 121 رجلاً وامرأة تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاماً، خلال فترة العزل المنزلي لمعرفة تأثير ذلك عليهم.. تحمل الدراسة عنواناً شاعرياً، هو: هل يهدد «سارس- كوفيد- 2» أحلامنا؟، حيث يحاول الباحثون فيها استطلاع تأثير العزل المنزلي على كل من جودة النوم وكتلة الجسم. فماذا وجدوا؟
تقول الدراسة المنشورة في «جورنال أوف ترانليشونال مديسن»: إن المشاركين في الدراسة شهدوا ارتفاعاً في الوزن بسبب قلة الحركة، كما أظهروا مؤشرات تدل على نوم أسوأ خلال 40 يوماً من الحجر الصحي، حيث أظهر المشاركون اختلالاً وظيفياً أثناء النهار، ناتجاً عن اضطراب متزايد في النوم، كزيادة في الوقت الذي يستغرقونه للنوم، وانخفاض جودة النوم نفسه. وعلى عكس المتوقع، لم يكن الذين يعملون في المنزل أكثر قدرة على الراحة والاسترخاء.. فقد اكتشف الباحثون، الدكتور لويجي باريا وزملاؤه، أن الذين يعملون في المنزل، عانوا أكثر من اضطرابات النوم.. وهناك عدد من الأسباب المحتملة لذلك..
السبب الأول، أن استخدام هذه الهواتف والأجهزة اللوحية الذكية وشاشات الكمبيوتر زاد خلال العزل المنزلي، ولأوقات متأخرة في المساء، إما للعمل أو للترفيه، مما قد يؤثر على جودة النوم بطبيعة الحال... فمن المعروف أن النظر للشاشات المضيئة للأجهزة الذكية يسبب الأرق وقلة النوم.
التفسير الآخر هو زيادة هرمون التوتر الكورتيزول، الناتج عن تغير نمط الحياة واختلال الخطط المستقبلية والضغوط المادية التي ربما نتجت عن العزل المنزلي.. ومن المعروف وجود علاقة بين الكورتيزول، وحدوث الأرق والنوم المتقطع، وقلة ساعات النوم وجودته.. والعكس صحيح أيضاً، يمكن أن تؤدي قلة النوم إلى زيادة الكورتيزول أيضاً، مما يخلق دورة لا نهاية لها من التوتر والأرق!
الرجال أكثر تأثراً
كما كشفت الدراسة أن الرجال كانوا أكثر تأثراً بالعزل المنزلي، حيث عانوا ارتفاع الوزن وقلة النوم بشكل يفوق النساء.. ولم تبحث الدراسة في الأسباب، ولكن الباحثين يتوقعون أن السبب قد يكمن في استخدام الرجال للشاشات بشكل أكثر، وأن نشاط الرجل خارج المنزل يتضمن جهداً بدنياً أكثر.. وربما يكون السبب، هو ميل الرجال للطعام غير الصحي، أو حرص النساء على صحتهن بشكل أكبر في هذه الظروف!
حلول
بالإضافة لتقليل استخدام الأجهزة الذكية في المساء قدر الإمكان، يقترح الباحثون تناول الأطعمة التي تحتوي على -أو تعزز من- تخليق السيروتونين والميلاتونين في وجبة العشاء، مثل الجذور والأوراق والفواكه والبذور، كاللوز والموز والكرز والشوفان، لأن هذا قد يساعد في تخفيف اضطرابات النوم.
