الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«لغة الإشارة».. صوت أصحاب الهمم

«لغة الإشارة».. صوت أصحاب الهمم
25 سبتمبر 2020 00:21

هناء الحمادي (أبوظبي)

تحت شعار «إعادة تأكيد حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية» أحيا العالم في 23 سبتمبر اليوم الدولي للغات الإشارة، بالتزامن مع بدايد الأسبوع العالمي للصم من 23 إلى 29 الشهر الجاري، التي تعتمد  على استخدام اليدين بإشارات محددة، وتكون الإشارات تبعاً لكل حرف من الحروف الأبجدية، ومن خلالها يمكن تكوين جمل، ولغة الإشارة ليست قاصرة فقط على حركة اليدين، فهي تشمل تعابير الوجه، وحركة الشفاه والجسم، كما هي بالنسبة للصم «الصون» الذي لا يمكن التواصل إلا به، والرئة التي لا يمكن التنفس إلا من خلالها.

نورة الكعبي تتميز في الذكاء الاصطناعي
لغة الإشارة لا تشكل عجزاً عند الكثير من الصم، بل كانت دافعاً قوياً لمسيرة الحياة والإنجازات وتحقيق الطموحات، التي يصبون لها، وخير دليل نورة الكعبي من «فئة الصم»، التي تميزت بالكثير من الإنجازات، ويرجع ذلك لاهتمام أسرتها، التي تحيطها بالرعاية وبذل الجهود الكبيرة في صقل هواياتها ومهاراتها المتعددة، حيث تتفاعل مع الكثير من الأنشطة والفعاليات، وهي غيرها من الأطفال، تمرح وتتعلم، وتحقق طموحاتها، خاصة أنها تنبهت لكونها مختلفة عن الآخرين بنفسها، وبدأت تتساءل كثيراً عن السبب، وحينها تم إقناعها أنها مميزة عن الجميع، فتقبلت اختلافها بسرعة، وتأقلمت معه.
وتقول والدتها بدور سعيد الرقباني: نحرص على دعمها معنوياً ونفسياً، لتشعر بالإيجابية والسعادة، وما النجاح الذي وصلت إليه نورة اليوم، إلا ثمرة حماسها الذاتي، وحبها للتعلم والاستكشاف وخوض تجارب جديدة، إضافة إلى قدرتها على التكيف مع محيطها، وحرصها على بناء صداقات ومعارف جديدة، عبر التواصل بلغة الإشارة ببراعة عالية، وجرأتها بالتعبير عن نفسها وميولها.

وعن أهم إنجازاتها، تذكر والدتها: ضمن الأنشطة التعليمية، حاز فريق نورة على المركز الثالث على نطاق مسابقات المدارس الخاصة، التابعة لمؤسسة تعليم، في العلوم والذكاء الاصطناعي، وشاركت في مخيم الفضاء لمؤسسة محمد بن راشد للفضاء، وقد تم اختيارها من بين مجموعة من طلبة المدارس للتواصل مع رائد الفضاء هزاع المنصوري، عندما كان في المركبة الفضائية، كما شاركت بتقديم الجوائز في مسابقات الأولمبياد الخاص وتوزيع الميداليات على الفائزين، وشاركت في فعالية الألعاب العالمية لأصحاب الهمم، كما قدمت ورش توعية عن الصم ولغة الإشارة في مركز الشباب في دبي وفي مؤسسة رؤيتي في دبي، وتمارس الرماية في فريق الصم لرياضة الرماية للناشئين في نادي دبي لأصحاب الهمم، ورياضة كرة القدم، ضمن فريق كرة القدم بمدرسة المزهر الأميركية للبنات.

عفاف الهريدي: ترجمة إرشادات التوعوية بـ «كوفيد - 19»
عفاف علي الهريدي، مدير مدرسة وروضة الأمل للصم في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، قالت: إن المدينة قدمت الكثير من الإنجازات والبرامج لأصحاب لغة الإشارة لذوي الإعاقة السمعية في مدرسة الأمل للصم، حيث تمت ترجمة المناهج الدراسية، وتم تدريب كادر تعليمي وأولياء أمور الطلبة على لغة الإشارة، والعمل على التهيئة البيئية داخل مؤسسات الدولة في إمارة الشارقة، بتنفيذ دورات لغة الإشارة لمشرفي الحدائق لسهولة التواصل مع الصم، ودورة للموظفين لخدمة العملاء في عدة جهات، ودورة لغة إشارة للكادر الطبي، وترجمة كافة الإرشادات التوعوية بخصوص وباء «كوفيد -19» المستجد، كما قدمت المدينة خدماتها في الترجمة الفورية لكافة مؤسسات الدولة، كما يتم إعداد االبرامج بلغة الإشارة، بعرض مادة فلمية للتدريب والتعليم، والتخاطب داخل حرم المدينة، كما يتم توزيع الكمامات الشفافة التي نفذها أحد أصحاب الهمم عبد السلام زعرب، لسهولة التواصل مع طلاب مدرسة الأمل.

وأشارت إلى أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بها مترجمين معتمدين بالإضافة إلى 5 في جامعة الشارقة وواحد في مستشفى القاسمي، موضحة أن وجود مترجمي لغة الإشارة في الأحداث والفعاليات أو نشرات الأخبار يرجع إلى الجهة نفسها، التي  تقدم الخدمة.

مها المحيربي تطلق مبادرة «نتحدث بأيدينا»
حب عالم الصُم، دفعها لتعلم لغتهم وإشارتهم، والتواصل معهم، سخرت وقتها لاكتساب خبرة في تعلم لغة الإشارة، نظمت الكثير من المبادرات والورش لتعلم تلك اللغة، لتشاركهم أحلامهم وآمالهم.. مها المحيربي، الحاصلة على بكالوريوس إذاعة وتلفزيون من جامعة أبوظبي، أطلقت مبادرة «نتحدث بأيدينا»، وهي مبادرة تستهدف دمج الصُم في المجتمع، وعن ذلك تقول: عندما انطلقت مبادرة «أتحدث بيدي وأسمع بعيني» كان عدد المشاركين بها ما يقارب الـ(5)، بينما اليوم وصل إلى أكثر من (30) مشاركاً، وأصبح لدينا حساب على «انستغرام» بعنوان «handspeaKers.ae» يتابعه الكثير من المهتمين بهذا الأمر، حيث نبرز فيه كل الفعاليات والورش التدريبية عن فئة الصم، ومن خلال هذا الحساب، نطمح لبناء مجتمع يفهم ويتحدث لغة الإشارة العربية بإتقان.

وتضيف المحيربي: «من واجبنا دمج كافة أفراد المجتمع بجميع فئاته، وقد تعلمنا لغة الإشارة لتحقيق أحد مطالب المسؤولية المجتمعية، وهي دمج أفراد الصم مع باقي أقرانهم، لتحقيق التواصل مع الصم عن طريقة لغة الإشارة، ما يساهم في تمكين الصم في المجتمع وتفعيل دورهم. لافتة إلى أنه منذ انطلاق المبادرة زاد التفاعل، فالكثير أصبح ينضم إلى هذه المبادرة من فئة الصم أو الأسوياء من الأعمار كافة، لتعلم لغة الإشارة.
وأرجعت أهمية تعلم الأسوياء لغة الإشارة، إلى سهولة وسرعة الاندماج مع هذه الفئة، وقالت: أنا شخصياً استطعت منذ انطلاق المبادرة، تنظيم عدة ورش مثل ورشة مجتمع الصم ولغة الإشارة التي تفاعل معها الكثير من المهتمين، نبرز من خلاله كل الفعاليات والورش التدريبية عن فئة الصُم، بهدف بناء مجتمع يفهم ويتحدث لغة الإشارة بإتقان، ما يساهم في تمكين الصُم وتفعيل دورهم المجتمعي.

بدرية الجابر تعمل على إنشاء «قاموس إشاري»
استطاعت بدرية الجابر أن تثبت تميزها ونجاحها، وأكملت مسيرتها التعليمية لتصبح مدرسة لغة إشارة بوزارة تنمية المجتمع في مركز دبي لرعاية وتأهيل أصحاب الهمم، وإدارية أصحاب الهمم السمعية بنادي دبي لأصحاب الهمم، واحتوت زميلاتها من فئة الصم، وكانت لهم الأخت الكبري، حيث تميزت واجتهدت، إلى أن تم اختيارها لتصبح عضواً بالمجلس الاستشاري لأصحاب الهمم، وهذا جعلها أكثر قوة وعطاء، والتحقت بمركز دبي لتأهيل المعاقين لتعمل موظفة، إلى أن بدأ هدفها في التحقق.
أتثبت بدرية للجميع أن الشخص الأصم لا تنتقص إعاقته من تحقيق أهدافه، وأنه لا بد أن يتم تحقيق المساواة له بأقرانه في المجتمع.

أكملت الجابر الصف التاسع وهي في عمر 16 عاماً توجهت إلى طلب الوظيفة في عمر 18 عاماً بمهنة الطباعة، ثم إدارة البريد، ومن ثم إلى كاتب أول، تحدت خلالها الموظفة نفسها وأصرت على التسجيل في العديد من الدورات والمهارات الوظيفية، إلى أن تم نقلها إلى العمل عام 2007 مدرسة حاسوب للصم، ثم إلى مدرسة تربية خاصة بمركز دبي لرعاية وتأهيل أصحاب الهمم.
وفي عام 2004، انضمت بدرية إلى عضوية نادي دبي لأصحاب الهمم، وتم اختيارها عام 2009 لإدارة الشؤون الثقافية والرياضية لفتيات الإعاقة السمعية، وتم تكريمها ضمن مبادرة أوائل الإمارات «أول معلمة إماراتية للصم»، ساهمت في دمج الصم في المدارس الحكومية، وتولت منصب رئيسة لجنة الرياضة النسائية للصم، وعضوية لجنة اختبار مزاولي مهنة مترجمي لغة الإشارة، وتعمل الجابر مع مجموعة من الصم، على إنشاء ووضع أول «قاموس إشاري» إماراتي، وتكمل حالياً تحصيلها الأكاديمي لنيل دبلوم إدارة الأعمال، ضمن مبادرة تمكين، في المدينة الأكاديمية.

مصبح النيادي: تعزيز استخدام لغة الإشارة
أكد مصبح النيادي، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للصم، أن اليوم العالمي للغة الإشارة، يعد فرصة لدعم وحماية الهوية اللغوية والتنوع الثقافي لجميع الصم ومستخدمي لغة الإشارة الآخرين في العالم، موضحاً أنه في عام 2020 أصدر الاتحاد العالمي للصم «تحدي القادة العالميين»، بهدف تعزيز استخدام لغة الإشارة، بالشراكة مع الجمعيات الوطنية للصم في كل بلد، فضلاً عن المنظمات الأخرى للصم.

ثقافة
ويضيف:«يوجد 72 مليون أصم في كل أنحاء العالم، بحسب إحصاءات الاتحاد العالمي للصم، يعيش 80% منهم في البلدان النامية، ويستخدمون أكثر من 300 لغة إشارة، وترتبط لغة الإشارة في أي دولة بثقافة مجتمع، وهي تمثل حجر الأساس في هذه الثقافة.

ويقول:«تعتبر لغة الإشارة حجر الأساس في ثقافة الصم، وفي هذا الجانب عملت جمعية الإمارات للصم مع مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، على إنتاج «معجم لغة الإشارة الإماراتي للصم»، وهو أول معجم معتمد في الدولة، حيث يجمع مصطلحات لغة الإشارة المحلية الإماراتيّة، وتوثيقها في قاموس معتمد تحت شعار «نحو معجم لغة إشارة إماراتي موحد»، للعمل نحو دمج فئة الصم من أصحاب الهمم في المجتمع ونشر لغتهم، خاصة المفردات الإماراتية بلغة الإشارة الإماراتية.

الهوية 
ويورد النيادي: تعتبر اتفاقية إتاحة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة باستخدام لغات الإشارة، وتدعو إلى تعزيز ذلك الاستخدام، كما أنها تساوي بين لغات الإشارة واللغات المتكلمة، وتلزم الدول الأطراف بتسهيل تعليم لغة الإشارة، وتعزيز الهوية اللغوية للصم، مشيراً إلى أنه تم إعلان 23 سبتمبر بوصفه «اليوم العالمي للغات الإشارة»، لإذكاء الوعي بأهمية لغة الإشارة في الإعمال الكامل لحقوق الإنسان لفئة الصم. وقد أشار قرار الجمعية العامة إلى ضرورة الاستفادة المبكرة من لغة الإشارة والخدمات المقدمة بها. 
وشدد على مناشدة أصحاب الهمم من الصم وضعاف السمع جميع أفراد المجتمع، بأن تتوفر لهم أدوات التواصل بلغة الإشارة من خلال توفير المترجمين، أو الترجمة الفورية في جميع المؤسسات والفعاليات والأنشطة والندوات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©