الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الدعم الأسري.. رافعة نفسية على درب العلاج

الدعم الأسري.. رافعة نفسية على درب العلاج
9 أكتوبر 2020 00:33

نسرين درزي (أبوظبي)

لا يمكن الحديث عن سرطان الثدي من دون الإتيان على ذكر الدور الأساسي الذي يلعبه الدعم الأسري كرافعة نفسية ضرورية لمساعدة المريضة على تخطي مراحل العلاج، فالوعي مطلوب من الزوج أولاً، كما الأم والأب والأبناء، وصولاً إلى الإخوة والأصدقاء والمقربين، مع عدم إغفال الطاقة الإيجابية المنوطة بالمجتمع عموماً، بعدم تصوير الإصابات على أنها حالات مستعصية، ولاسيما مع تقدم الطب في هذا المجال.

تشجيع وإطراء
وتحدثت المستشارة النفسية زينب قاسم عن إصابة الأم بسرطان الثدي، وما يحمله لها هذا المرض من تداعيات على الصعيدين الصحي والجمالي، حيث يضعها في حالة معنوية تجعلها في أمسّ الحاجة لتكون محوطة بالمحبين والمرافقين لها في كل خطواتها، واعتبرت أن الحاجة هنا لا تقتصر على الدعم الصحي والنفسي، وإنما تشمل أيضاً تشجيعها للحفاظ على جمالها وأناقتها، لأن ذلك يشعرها بأنها موجودة، ويمثل حافزاً لها للشفاء وللرغبة بالحياة، إذ إن نظرتها لنفسها أثناء العلاج ضرورية لعدم خسارتها ثقتها بقيمتها، بالرغم من ملامح التعب أو الوهن التي قد تظهر عليها.
وذكرت زينب قاسم أن المصابة بسرطان الثدي تهتم بموقف أسرتها من الأمر، ويعنيها أن تشعر بوجود الجميع إلى جانبها، مما يعزز أهميتها في حياتهم. وعليه، لابد لزوجها من الإطراء على أنوثتها ورقتها مهما اختلف شكلها، وأن يردد على مسمعها أنها مهمة عنده وأجمل الجميلات في نظره، بالرغم من التغيرات التي قد يسببها العلاج في مختلف مراحله. وقالت: إنه من المهم تثقيف المريضة حول حالتها الصحية ووسائل المساعدة التي يتطلبها تسريع العلاج مثل النظام الغذائي القلوي، والتنفس العميق، ويكون من المفيد أيضاً مشاركة أفراد العائلة في هذا النظام المتكامل، مما يشعر المريضة بالحب وأنها ليست وحيدة في رحلتها، ويزيد من مناعة جسمها على محاربة المرض. 
وبالحديث عن المجتمع المتمثل بالعائلة الممتدة والأصدقاء وبيئة العمل ومدرسة الأبناء، فهو يلعب دوراً كبيراً في التكافل مع الأسرة ودعمها نفسياً، من خلال إقامة جلسات توعوية عن المرض واحتياجات المرأة في هذه الفترة، وإشراكها بنشاطات تسعدها ولا تقصيها كونها مريضة. وإنما تشجعها على ممارسة حياتها تماماً، كما كانت قبل اكتشاف حالتها، مع الاستماع الدائم إلى مخاوفها والمداومة على إشعارها بالطمأنينة، وأن ما تمر به مجرد مرحلة مؤقتة.

الأمل في الشفاء
وذكرت الدكتورة دولي حبال أخصائية العلاج النفسي، أن الدراسات والأبحاث العلمية أظهرت أن الشعور بالدفء العائلي والتضامن المعنوي، يمنح مرضى السرطان عموماً، وسرطان الثدي خصوصاً، الأمل بالشفاء لمواصلة الحياة، مما يقوي جهاز المناعة. وقالت: «لأن الدعم النفسي يحتاجه أهل المريضة تماماً كما تحتاجه هي، فإنه من المفيد التعامل مع المرض على أنه مرحلة لابد من مواجهتها بالإيمان والصبر والتعاضد، وتجنب إحداث المزيد من الضغوطات والسيطرة قدر المستطاع على مشاعر الحزن».  وأكدت حبال أن التصرف بإيجابية يمنح المصابة بسرطان الثدي إحساساً بالتوازن، ويمكّنها من مقاومة الألم الجسدي والمعنوي والتحلي بإرادة قوية للنهوض بمعنويات مرتفعة في وجه التحديات، أما ردود الفعل السلبية وعلامات الحزن والبكاء، فمن شأنها أن تزيد الوضع سوءاً وتصيب المريضة بالاكتئاب، مما يؤخر في عملية الشفاء بدلاً من تسهيلها، لافتة إلى ضرورة التعامل مع سرطان الثدي على أنه مرض قابل للعلاج باتباع إرشادات الطبيب، وكل ما يحتاجه هو الصبر والابتعاد عن الأجواء المحبطة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©