الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الآباء في كل الدنيا

الآباء في كل الدنيا
18 أكتوبر 2020 00:19

أبي تستحق ابناً يشبهك 
وابناً أقل منك شبهاً 
......
أنا محب جداً لأبي، أقبل يده ورأسه أقْرؤه داخلي، حياته هي حياتي التي أسند ظهري عليها الآن، تعبيراً عن الحب ووقوفاً جنباً إلى جنب مع الطمأنينة مع زيارة الراقدين على أسرتهم في المشافي الآباء الغالين الذاهبين إلى كل الأماكن في كل الدنيا.
 الأب السند رأيته يقطع الشارع إلى صلاة الفجر، يهمس بصدق في أذن البائع ويجادل بكل لين وابتسامة لارتفاع الأسعار بحكمةٍ ورويةٍ.. الآباء في كل الدنيا بملابس بيضاء كالسر بعطاء مستمر حتى الانحناء للشيخوخة وثقل السنوات، أذهب إليهم وأزدهر بالمعرفة والامتلاء وبروحٍ تقاوم السنين أستمع إلى قصصهم ومشورتهم.
أقود سيارتي قاطعاً شوارع المدينة سعيداً أحيي أباً على كرسيه أمام منزله بمسبحته الطويلة ممتلئ «بذكر الله»، وأباً يقول لي لاتنسى الشارع من دعائك كلُ الأشياء مُلكٌ لنا وهي ثروتنا، والإمارات بلدنا ما تركناها ولا اكتفينا من حبها، الأب العظيم يقربني منه يفتح لي المسرات ويمنحني التفاؤل.
كأنه يودُّ أن يخبرني بأن الطريق يحتاج إلى دعاء حتى يأمن المارين مفاجأته ويصلوا بيسر وسهولة إلى أماكن عملهم، هو عطاء الرب وثم المنتمين بإخلاصٍ للوطن وها أنا في صندوق الصباح المفتوح أعانق الشمس أفتح لها صدري حتى تراني وتنهض عظامي من كسلها، أرتفع وأخرج أصافح أبي في كل الأماكن التي يحب أن يراني فيها، المسجد، العمل، والحياة والنور، قليلاً من صوتي أتركه في المنزل.. الآباء في كل الدنيا يفتحون في وقت واحد، اليوم ويبدؤون العمل متفقين على الإخلاص في استثناء لا مثيل لجودتهم في العطاء.
عانقت روح أبي الكبيرة واحتضنت صورته بكل اللطافة والحب، حاورته بدمع المحتاج إلى من يسمعه ويأخذ بيده الأب الحكيم الذي بيده الحلول، واختصار الرد المكتمل يدلني على التيسير والعناوين العريضة للخير.
الأب الذي يخفي دمعته وينكر ويبتسم وهو مجروح، كيف يسعد من حوله ويوفر للأبناء ما يحتاجون، انتظرته يعود من سفره حتى أمسك بيده، وأقرأ من خلالها تعبه، وأتعرف على سعادته بنا وسعادتنا بعودته «حفظ الله كل الآباء» ويسر لهم.
 «والدي خبأ شيئاً ما
 في حقيبة..
 أراه حاضراً بعد رحيله
 في غرفة
 لم تعد تبصر»..

* أحمد العسم
a_alasam@hotmail.com

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©