الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مصروف الطفل أداة تربوية لتعلّم الإدارة المالية

مصروف الطفل أداة تربوية لتعلّم الإدارة المالية
26 أكتوبر 2020 00:13

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

تواصل مؤسسة التنمية الأسرية تقديم برامجها الرامية إلى إكساب مختلف فئات المجتمع العديد من المهارات والقيم وتعزيز الوعي  والسلوكيات الإيجابية، من خلال سلسلة ورش تدريبية علمية مدروسة ومفتوحة للعموم، ومن هذه الورش التي قدمتها مؤخراً «عن بُعد»، ورشة «التنشئة الاقتصادية السليمة للأبناء».  شهدت الورشة، التي قدمتها غنيمة تراب اختصاصية خدمة اجتماعية، تفاعلاً كبيراً، وناقشت فحوى الادخار وأهدافه وكيف يسهم في تنشئة الطفل والتأثير على شخصيته بشكل سليم، وتركزت النقاش حول عدة محاور منها: المصروف كأداة تربوية لتعليم الإدارة المالية، ومعرفة التعامل مع السلوكيات الاستهلاكية للأبناء، والفرق بين الحاجات والرغبات، وأهم سبل تشجيع الادخار لدى الأبناء.
قالت غنيمة تراب عن الورشة، إن التنشئة الاقتصادية للأبناء، لها عدة فوائد تنعكس على شخصيتهم ، وأشارت إلى أن عادات الطفولة كثيراً ما تلقي بظلالها على شخصية الفرد، ليس فقط في مرحلة الطفولة، ولكن تمتد لتشمل باقي مراحل الحياة، موضحة أننا نحتاج إلى التربية الاقتصادية إلى جانب أنواع التربية الأخرى، لأن التربية في مجملها لا يمكن تجزئتها وحصرها في الجانب القيمي أو الثقافي أو الفكري أو جانب العادات والتقاليد، لأن التنشئة تشمل جميع الجوانب التي تتعلق بالأبناء والتي سيتعاملون معها عندما يكبرون ويصبحون مستقلين في حياتهم، مؤكدة أن التنشئة في مرحلة الطفولة تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على شخصية الفرد، ليس في مرحلة الطفولة والمراهقة، ولكن تشمل أيضاً باقي مراحل الحياة والتي نسعى لإعداد أبنائنا لها. 

أولويات وخيارات
وأضافت غنيمة: ناقشت الورشة أربعة محاور وأفكار رئيسة تساعد الآباء على التنشئة الاقتصادية السليمة للأبناء، ومنها معرفة التعامل مع السلوكيات الاستهلاكية للأبناء، والتعرف على الفرق بين الحاجات والرغبات، والتعرف على أهم سبل تشجيع الادخار لدى الأبناء، موضحة أن مصروف الطفل، هو مبلغ يدبر فيه الأبناء بعض احتياجاتهم الأساسية، وعادة تكسب الطفل العديد من المهارات المالية التي تساعده على تكوين شخصيته المالية، هذه الدراهم يراها البعض قليلة، ولكن رغم ذلك فإنها ترسم له حدود الشخصية الملكية الخاصة به، وفكرة البيع والشراء، تبين له القيمة الشرائية للعملات المعدنية والورقية، وهذا المصروف الصغير يعلمه طريقة الادخار، وكيف يختار بين أكثر من خيار متاح بالنسبة له، فعندما يأخذ الطفل مبلغاً محدداً من المال لشراء بعض الاحتياجات ولا يكفيه ذلك، يبدأ يختار ويتنازل عن بعض الأشياء غير الضرورية، ويحدد الأولويات والخيارات، وقد يتعرض الطفل للاحتيال أو ضياع النقود فهي أخطاء يتعلم منها، وتؤثر في تشكيل شخصيته، ليكتسب العديد من القيم والمفاهيم التي سيتعامل معها في مراحل عمرية مختلفة، كما أن المصروف يخلق حدود إطار معين للطفل يتحرك من خلاله، وإعطاء الطفل مصروفا يتناسب مع عمره والحالة الاجتماعية والاقتصادية للأسرة والحالة الاجتماعية للمجتمع الذي يعيش فيه، يحفز المهارات الأساسية لديه ويفتح له مجالات حياتية جديدة لشق حياته بنجاح. 

حدود الملكية
وتشير غنيمة، قائلة «من أهم المهارات التي يكتسبها الطفل من خلال المصروف اليومي، تنمية حدود الملكية لديه، لأنه يتعلم حدود ما يملكه وما يملكه الآخرون، حتى لا يفرط في حقوقه الشخصية، وبالتالي يتعلم عدم الاعتداء على حقوق الآخرين، ومهارات البيع والشراء والتي تنمي لدية التفكير المنطقي والنظر إلى ما يملك ثم يقرر، وتحليل الواقع الذي يعيش فيه، لتعزيز قيم السلوكيات الحميدة مثل الأمانة والصدق والتسامح أيضاً، ومن المهارات التي يتعلمها من وجود مصروف لديه الاعتزاز بالنفس، حيث يتعلم أن هذه النقود التي يملكها هي وسيلة لحياة كريمة، كما أنها أداة تبعده عن ما في يد الآخرين وعدم النظر لما في أيديهم، ومن المهم أن يفهم الأبناء أن النقود وسلية وليست غاية، وأنها ليست المحرك الأساسي للأفراد أو هي التي تحدد مكانتهم.

مهارة التفاوض
وأضافت غنيمة: من المهارات التي يتعلمها الطفل من إدارة المصروف مهارة التفاوض، فكلما كبر في السن طالب بمصروف أعلى ليزيد من مستوى دخله، كما أن منحه الحرية في التسوق يدفعه إلى التفاوض مع الباعة، مما ينمي لديه مهارة ادخار بعض الأموال للحصول على مبالغ أكبر، كما يولد لديه أيضاً مهارة الصبر وحسن التدبير، والمثابرة للوصول إلى الهدف، كما أن ربط المصروف بتحقيق بعض الأهداف مهم للغاية، لأن التخطيط وتحديد الهدف سيزيد الرغبة في الادخار لديه، ويحفزه للاستمرار في هذه العملية، وترتيب أولوياته، مما يكتسبه مهارة حسن التصرف وقيمة العطاء، فعندما يتعرض الطفل إلى بعض المشاكل مثل ضياع النقود أو شراء أشياء لا قيمة لها، سيتعلم من أخطائه، ليكتشف قيمة العطاء.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©