عدد اليوم
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
عبر رحلة بـ«جناح ذاكرة الوطن» بمهرجان الشيخ زايد 2020، الذي ينظمه الأرشيف الوطني، يتم توثيق مقابلات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، مع رواد الفضاء والمسؤولين في وكالة «ناسا» وكل ما يخص اهتماماته بالفضاء، ودوره الذي تعدى تحقيق الإنجازات إلى تأسيس وطن وبناء أمة وصناعة حضارة، ليشكل نقطة جاذبة لجمهور متعطش للمعرفة والثقافة والحضارة الإماراتية عبر أقسامه المختلفة.
يقام المهرجان تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وإشراف مباشر من معالي الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة رئيس اتحاد سباقات الهجن رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان.
يسرد «جناح ذاكرة الوطن» الذي ينظمه الأرشيف الوطني بالمهرجان المستمر حتى 20 فبراير المقبل في منطقة الوثبة، قصة نجاح ورؤية الإمارات التي سبقت زمانها، حيث يأخذ الزائر في رحلة عبر مؤثرات ووسائط ذكية، ليروي لهم بالصوت والصورة جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، في تأسيس الدولة وترسيخ قواعد النهضة والعمران، كما يشمل خرائط استيطان المستعمر البريطاني والهولندي والبرتغالي قديماً، وغيرها العديد من الأجنحة الثرية بالمعلومات، والتي تربط الماضي بالحاضر وترسم ملامح المستقبل.
الجناح بأقسامه المختلفة يستقبل الكبار والصغار، ويوفر لهم رحلة تثقيفية وتعليمية واستكشافية ثرية، حيث يقدم ورشاً تعليمية للأطفال عن طريق الأيباد، وأنشطة تفاعلية للزوار تقربهم من الموروث الثقافي والحضاري لأرض الإمارات، ليحقق الأرشيف الوطني هدفه في حفظه للأجيال القادمة في قالب إبداعي ومشوق.
غنى وثراء
من خلال جولة في مختلف أقسام «الجناح» المصمم بإبداع، والذي يقدم صوراً حية للزوار، يظهر بوضوح زخم كبير من المعلومات والمعارف، تروي مراحل مهمة من حياة الدولة، من بوابة الجناح مروراً بجميع تفاصيل الأقسام الأخرى، ووصولاً إلى آخر قسم فيه، والذي يربط الماضي بالحاضر، ويبرز التقدم الذي وصلت إليه الإمارات في المجالات كافة، حيث تعرض الشاشات صوراً حول بداية التعليم في الدولة، بينما يستفيد الأطفال من ورش على الأيباد كوسائل تعليم حديثة، بينما تعرض الشاشة الضخمة الخارجية بعض أقوال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان «طيب الله ثراه»، وهذا الغنى والثراء الذي يضمه كل قسم وكل زاوية من زوايا الجناح، يشرحه ويقدمه مجموعة من الشباب والشابات في قالب إبداعي محكم، ليخرج الزائر من هذا المكان برصيد معرفي كبير عن الدولة، وعن دور الأرشيف الوطني في حفظ الوثائق التي تسرد تاريخ الإمارات منذ القدم.
زخم معرفي
حمد الزعابي، مشرف فعاليات ومدير مشروع منصة «ذاكرة الوطن» بمهرجان الشيخ زايد 2020، قال: إن الجناح يتكون من عدة أقسام داخلية، تتوسطها ساحة خارجية يعرض فيها فيديو على شاشة كبيرة لأقوال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وهي توجيه للشباب وللأجيال الحالية والقادمة لما تحمله من معاني وقيم، فالقسم الأول يسرد قصة مؤسسي اتحاد دولة الإمارات، ويشمل أقوال الشيخ زايد «رحمه الله»، التي تعزز قيم الانتماء والولاء والاعتزاز بالموروث الثقافي والتراثي للدولة، والقسم الذي يليه يتحدث عن قصة اتحاد الإمارات السبع وكيف ظهرت الإمارات إلى العالم، كدولة فتية في القرن الماضي بفضل مجهودات المؤسس زايد وإخوانه حكام الإمارات، وكيف كان هذا الاتحاد بوابة الازدهار لأبناء الإمارات والتي أصبحت نموذجاً يحتذى به، بما حققته في جميع مجالات الحياة خلال مدة قصيرة، أما قسم «على خطى زايد» فيحمل أهمية خاصة للتعرف على خطى الشيخ زايد في شتى المجالات واهتمامه بالعنصر البشري وتنمية الموارد البشرية، ودبلوماسيته واهتمامه بالزراعة، وغيرها من المجالات المهمة في الدولة.
تاريخ عريق
ويوضح الزعابي: هناك قسم يضم مجموعة من الخرائط والوثائق التي كانت موجودة في المنطقة، مثل القلاع البرتغالية في منطقة خورفكان، والتي تؤرخ لفترة تواجد الاحتلال البرتغالي والهولندي والبريطاني، وفي قسم آخر تم تقديم محتوى بطريقة تناسب هذا الجيل، من خلال شاشات الأيباد، بحيث في حال اختيار اسم إمارة معينة من إمارات الدولة السبع، تجد جميع المعلومات بالصوت والصورة تتحدث عن تاريخ المنطقة وجغرافيتها وجميع ما يتعلق بها، إضافة إلى قسم يتناول مجالات الزراعة والصحة وإنجازات الشيخ زايد «رحمه الله» وتاريخ القوات المسلحة والمرأة، وما تحقق في هذه المجالات من إنجازات كبيرة، من خلال معارض صور ومقاطع فيديو، بينما يوثق أحد الأقسام إنجازات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، في ظل اهتمام القيادة الرشيدة بالعنصر البشري ورؤيتها الثاقبة للمستقبل، لتصبح الإمارات في مصاف دول العالم على المستويات كافة.
لمحة تاريخية
ومن بين الأقسام الهامة التي يتضمنها جناح «ذاكرة الوطن»، هناك «الأرشيف الوطني»، الذي يرصد مسيرة الدولة منذ عام 1968 وحتى الوقت الحالي، مبيناً أهم الإنجازات التي قام بها الأرشيف من حيث تقديم الخدمات والمساعدات للباحثين والمطلعين، وكذلك فئات الجمهور المختلفة سواء من داخل الدولة أو خارجها، وأشار الزعابي إلى أن هذا القسم يقدم لمحة تاريخية عن تأسيس الأرشيف الوطني والأماكن التي كان موجوداً فيها، ومنها قصر الحصن والمجمع الثقافي حتى استقر بمقره الحالي، كما يشتمل القسم على إصدارات الأرشيف الوطني المتنوعة.
«الكونجرس»
وأكد مدير مشروع منصة «ذاكرة الوطن» حمد الزعابي، أن الجناح هذا العام يتضمن مجموعة من الأقسام المتميزة ومنها قسم يحمل اسم «الكونجرس»، مسلطاً الضوء على استضافة إمارة أبوظبي لكونجرس المجلس الدولي للأرشيف في الفترة من 16 إلى 20 نوفمبر 2020، والذي يستعرض خلال هذه الفترة الدور الحيوي الذي تسهم به خدمات الأرشيف في مجتمع القرن الحادي والعشرين، عبر ثلاثة محاور هي الذكاء الصناعي، المعرفة المستدامة، التحديات التي تواجهها الأدلة وحفظ السجلات.
قيم إنسانية
بمجرد العروج إلى جناح «ذاكرة الوطن»، تقع عينا الزائر على العديد من الأقوال الإنسانية التي تعكس قيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله»، حيث كان كل اهتمامه ينصب حول إسعاد شعبه، وإسعاد كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، حيث جاءت هذه الأقوال لتحث على التحلي بالأخلاق الكريمة والتحفيز على العمل الجاد، مثل «العمل هو الخالد والباقي» وعن تمكين المرأة قال: «لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة تأخذ دورها في المجتمع.. للنساء حق مثل الرجال في أن يتبوأن أعلى المراكز بما يتناسب مع قدراتهن ومؤهلاتهن»، وغيرها من الأقوال الخالدة والتي تجسد رؤيته الثاقبة في الحياة والقيادة.
استشراف المستقبل
من بين الأقسام المهمة بجناح «ذاكرة الوطن»، مقابلات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، مع رواد الفضاء والمسؤولين في وكالة «ناسا» وكل ما يخص اهتماماته بالفضاء، ودوره الذي تعدى تحقيق الإنجازات إلى تأسيس وطن وبناء أمة وصناعة حضارة، ويعكس هذا القسم الثري ما وصلت إليه الإمارات وما حققته من إنجازات في مجال ريادة الفضاء، معززة ذلك بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بحيث تقرب الزوار من هذا المجال وكيف وصلت الإمارات للفضاء، إلى جانب إتاحة الفرصة للأطفال للاضطلاع على هذا الجانب، عبر نظرة تحاكي واقع الفضاء، كما يطلع هذا القسم الجمهور أيضاً وعبر تقنية الفيديو على هوية دولة الإمارات، ورؤيتها في استشراف المستقبل.
احتفاء باليوم الوطني
خصص مهرجان الشيخ زايد، عشرات الاستعراضات الفلكلورية الإماراتية والخليجية والعربية والعالمية يوم 2 ديسمبر 2020، للاحتفاء باليوم الوطني الـ 49 لقيام دولة الإمارات، حيث تتزامن الدورة الحالية من المهرجان مع احتفالات الدولة باليوبيل الذهبي لقيام دولة الاتحاد، لذا فقد أعد للاحتفاء بهذه المناسبة الغالية موسماً حافلاً بالمفاجآت والفعاليات التي تناسب جميع أفراد العائلة.
ركن للأطفال
هناك ركن مخصص للأطفال، يتم من خلاله تقديم جرعات تثقيفية حول أهم إنجازات القيادة الرشيدة وما حققته دولة الإمارات من نجاحات في مجالات متنوعة، وذلك عبر عرض دائم لصور ووثائق نادرة متعلقة بتاريخ الدولة، مع شرح مبسط لهذه الوثائق والمقتنيات التي تقرب الصغار من تاريخ الإمارات العريق، وكأنها كتاب تاريخ يروي للجميع قصة بناء الدولة وكيف أسس الوالد زايد، رحمه الله، وحكام الإمارات دولة تحمل كل مقومات النجاح على الصعد كافة.
