الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

منطقة الحرف.. «نسيج المهارات»

منطقة الحرف.. «نسيج المهارات»
1 ديسمبر 2020 01:01

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

تتواصل فعاليات مهرجان الشيخ زايد 2020 وسط إقبال جماهيري ملفت، زوار أتوا إليه من جميع أنحاء أبوظبي وباقي الإمارات للاطلاع على موروث الشعوب وحضاراتها بمنطقة الوثبة أبوظبي، تحت شعار «الإمارات ملتقى الحضارات». 
ويحظى مهرجان الشيخ زايد 2020 برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وإشراف مباشر من معالي الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة رئيس اتحاد سباقات الهجن رئيس اللجنة.
وتشكل منطقة الحرف التراثية الإماراتية نقطة جذب للزوار من الكبار والصغار، لما تزخر به من موروث شعبي أصيل، تحرص على نقله لهذا الجيل بأمانة، عبر تقديم العديد من الورش بشكل حي، وتتفاعل الحرف التراثية الإماراتية مع مشاركة 30 دولة من مختلف دول العالم على مدى 90 يوماً بمشاركة 17 ألف مشارك وعارض من حول العالم، في إطار التنافس والإبداع، بما يحاكي أهداف المهرجان ورسالته المتمثلة في تلاقي الثقافات على أرض الإمارات.

الحي المفتوح
الفعاليات في حي مفتوح، يستعرض مجموعة من الحرف الأصيلة  التي تبهر الزوار يومياً، وتربط الماضي بالحاضر وتبرز جهود الأجداد في مواءمة هذه الصناعات وتطويع الصحراء لتنتج أجمل ما وصلت إليه يد الصانع الإماراتي، لتعريف زوارها بأبواب التراث وتجسيده أمام الأجيال صوراً من حياة الآباء والأجداد، ما يؤكد أنه انعكاس للمخزون الفطري لأهل المنطقة، في استثمارهم لخيرات الطبيعة ومواردها.
ويتميز المهرجان بطابعه التراثي الأصيل، الذي لم يقتصر على عرض حضارة وتراث دولة الإمارات فحسب، بل يشكل معرضاً مفتوحاً وفرصة مميزة لعرض الحرف التراثية لجميع الدول المشاركة، للاحتكاك وتقاسم التجارب وقصص صنعها ليتحول المكان الفسيح لمدرسة تتبادل الأفكار وتتنافس على عرض المنتوج وجذب الزوار.

نبض الحياة
وتشارك الحرف الإماراتية بشكل تفاعلي، ضمن منطقة الحرف، التي تنبض بالحياة، حيث تشهد إقبالاً كبيراً من طرف الزوار للتعرف على المهارات التراثية، المرتبطة بجميع البيئات، بما فيها البرية والبحرية والصحراوية والزراعية، حيث تستقبل الأروقة مختلف الجنسيات للتعرف على تشكيلة كبيرة من مفردات الموروث المحلي، التي برعت فيها المرأة الإماراتية في قديم الزمان، وتعرض الحرفيات مهاراتهن وحرفهن في إطار ورش حية، حيث يعملن أمام الجمهور، ويقدمن للزائر أسراراً ورثنها عن الأمهات والجدات، واستطعن نقلها للعالمية من خلال مختلف المؤسسات التي يعملن تحت لوائها.

مشغولات الصبر
وتشارك إدارة الصناعات التراثية والحرفية بالاتحاد النسائي العام، بالعروض الحية والتفاعلية للحرف المرتبطة بالبيئات الإماراتية الغنية بالأشكال والألوان على امتداد جغرافيتها، حيث تعمل حاميات التراث، وتقدم كل سيدة حرفة تمهر فيها أمام الجمهور متألقة بزيها التراثي وبأنامل مخضبة بالحناء وبحليها التقليدية، مما يقدم صورة متكاملة تغري الزائر بالوقوف والتأمل والجلوس أيضاً للتعلم والسؤال عن أسرار المهنة، التي ميزت الأمهات والجدات بقدرتهن على الإبداع رغم صعوبة الحياة، مما يعكس ظروف العيش، التي سادت ذلك الوقت، وما ميز المرأة الإماراتية من صبر وتحمل وإبداع في الوقت نفسه.

فخر واعتزاز
إلى ذلك قالت شامية حسن المشرفة على حاميات التراث من الاتحاد النسائي العام: ستشارك 40 حرفية من مركز الصناعات على مدار 90 يوماً من المهرجان، بحيث يتناوبن على الحضور في تقديم ورش وعروض حية أمام الجمهور المتعطش للتعلم وللاطلاع على المخزون الإماراتي من الحرف ، التي تقدم لمحة عن فن العيش في الزمن القديم، وتعكس ارتباطها بالحياة الاجتماعية، ومن هذه الصناعات: تلي وخوص ودخون وتيزيع الملابس والخياطة والحناء والسدو والغزل، وغيرها الكثير من الحرف، التي تعبر عن ثراء وإبداع مخيلة المرأة الإماراتية.
 وعن الهدف قالت: هذه المشاركة تندرج في إطار التعريف بالحرف التراثية والتوعية بأهمية الحفاظ عليها ونقلها إلى الأجيال المقبلة، من سنع وتراث وتواصل مع الأجيال، كما نتعلم من بعضنا البعض ونتفاعل مع باقي الصناعات العالمية، ونسجل يومياً إقبالاً كبيراً من طرف الزوار الذين يرغبون في التعلم، من أطفال وزوار وكذلك طالبات الجامعة اللواتي يوثقن إنجازاتهن عن التراث.
وأكدت أن المرأة الإماراتية أسهمت في التعامل مع البيئة والمواد الطبيعية، لإيجاد إبداعات أنتجت رصيداً ثقافياً وحضارياً وإنسانياً للمجتمع، كما أن دعم وإحياء هذه الحرف دعم للخصوصية الثقافية، التي تميز المجتمع الإماراتي عن الآخرين وتعبر عن طبيعة العيش الذي كان عليه، لافتة إلى وجود الحرفيات أمام الجمهور عبر أروقتهن، التي صممت لتعكس الطابع الإماراتي، كما أكدت أن هذا الجيل من الشباب يقبل على تعلم الحرف، ويشكل لهم هذا المكان المفتوح فرصة للاحتكاك بهذه الصناعات وتطويرها بما يضمن استمرارها واستدامتها للأجيال المقبلة.

ورش تفاعلية
نبض الحرف التقليدية يغري الزائر محققاً تفاعلاً في المهرجان، أبطاله مجموعة من الحرفيات والحرفيين من مختلف المؤسسات، التي أخذت على عاتقها الحفاظ على هذا الموروث الأصيل، منها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، التي تشارك في منطقة الحرف إلى جانب باقي المناطق بمجموعة من الحرفيات يمثلن مختلف الصناعات اليدوية التراثية.
 عفراء الهاملي مسؤولة الحرفيات بمهرجان زايد 2020 تقول: تشارك المؤسسة بـ 60 حرفية يعملن بالتناوب، يمثلن العديد من الحرف التقليدية: السدو، والتلي، والصوف، والغزل، والخوص، وقرض البراقع، إلى جانب تقديم ورش، وتدريب في المهرجان للأطفال والأمهات والأجانب، الذين يريدون تعلم هذه الحرف والاطلاع على الموروث الإماراتي من الصناعة التقليدية، موضحة أن الحرف التقليدية الإماراتية أصبحت مطلوبة، خاصة من طرف الزوار الأجانب، حيث يتم الإقبال عليها بشكل كبير.
وعن التفاعل الذي يحققه المهرجان بالنسبة لباقي الحرف أكدت أن هناك منافسة بين المشاركين لإبراز أجمل ما تتوفر عليه دولهم من حرف، وبفضل ما تتميز به هذه الحرف التراثية الإماراتية فإنها تشهد ازدهاراً كبيراً، حيث يتم التسويق لها في السوق الحرة وتشهد إقبالاً من طرف الزوار، الذين يقتنونها لأنها تعبر عن هوية الإمارات، ولديمومة هذه الحرف فإن الكثير من الطالبات والطلاب يأتون إلى المهرجان للتعلم ولاقتناص الأفكار الإبداعية، مما جعل هذه الحرف تتطور ويبدع فيها الجيل بدمجها مع الصناعة العصرية دون الخروج عن أصالتها، وفي ذات السياق فإن المؤسسة تعمل على تشجيع الحرفيات لتكثيف عملهن، خاصة في المناسبات لتوزيعها كتذكارات أو كهدايا، بالإضافة إلى العمل على دمج هذه الصناعات التراثية مع الجلود وغيرها من المنتجات.

الممارسات اليومية
يعكس الحي الإماراتي في المهرجان حياة الناس على أرض الإمارات، ويبين من خلال مشاركته الممارسات اليومية، والصناعات التي مارسها الآباء والأجداد في الماضي القريب في بيئة الإمارات البحرية، حيث جلس الصيادون ليصنعوا شباك الصيد التي تعتبر أحد مصادر رزقهم، والقراقير بمختلف أحجامها والطواش وغيرها من الصناعات، بينما يتعاون أكثر من حرفي على صناعة السفن التقليدية، والتي عرضت منها أنواعاً بالمنطقة عدة، وذلك لإبراز مدى إتقان الأجداد لهذه الحرفة، والتي شكلت أساساً للعيش وجلب الرزق، حيث يشارك أكثر من 19 نوخذة يمثلون الحرف التراثية البحرية، ومنها صناعة السفن، وصناعة الحبال، وصناعة القرقور وفلق المحار وصناعة الشراع، وحصاد الغوص ومهنة الطواش، وغيرها من الصناعات الأخرى المرتبطة بالبحر، وذلك بهدف التوعية بالموروث البحري وتعزيزه في وعي هذا الجيل ونقل هذا التراث العريق لمختلف زوار المهرجان من مختلف الجنسيات.

أصغر مشارك
أعرب محمد علي محمد -أصغر مشارك - عن سعادته البالغة بالمشاركة في المهرجان، مؤكداً أنه ورث صناعة المهن البحرية من والده وجده، لافتاً إلى أنه يشارك أيضاً في السباقات البحرية عازماً على تطوير مهاراته إلى أن يصبح أحد أبطال هذه الرياضة، وأضاف محمد علي 13 سنة طالب في الصف الثامن: تعلمت المهن من خلال احتكاكي بالمهرجان سنوياً أيضاً إلى جانب التعلم من والدي النوخذة، كما تعلمت من باقي الحرفيين كيفية حياة أهلنا في الإمارات، وتعلمت أيضاً مبادئ صناعة القوارب وشباك الصيد وطريقة فلق المحار ومسميات الأدوات المستخدمة في هذه الصناعات، معبراً عن فخره واعتزازه بتراث الإمارات الذي ينقله لزملائه في المدرسة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©