الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الفنون العسكرية» إيقاعات تعزز التراث

«الفنون العسكرية» إيقاعات تعزز التراث
2 ديسمبر 2020 05:07

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

تشهد العروض الفولكلورية والتراثية والاستعراضات الإماراتية التي تقدمها الفرق المحلية، الحربية والعسكرية والعيالة، ضمن فعاليات مهرجان الشيخ زايد، الذي تستمر فعالياته حتى 20 فبراير المقبل في منطقة الوثبة في أبوظبي، تفاعلاً وحضوراً كبيراً من زوار المهرجان، الذين يستمتعون يومياً بعروضها وتنوع فنونها بين العروض الموسيقية التراثية العسكرية والحربية، التي أدهشت الزائرين وجعلتهم يستشعرون جمال الموروث الفني لدى الشعب الإماراتي بما له من سمات متفردة.

عروض تراثية 
وكان لفنون الاستعراضات الموسيقية التراثية العسكرية والحربية حضورها المميز على مدى أيام المهرجان منذ انطلاقته، بما قدمته من عروض مستمرة تنافس فيها أبناء الإمارات في إبراز لمحة عن موروثهم الشعبي، خصوصاً الفن التراثي الذي يمارس في مختلف المناسبات الاجتماعية والوطنية.
واهتمت الفرق الشعبية والعسكرية بتقديم عروض تراثية وموسيقية تحث على الولاء والانتماء للوطن، وذلك باستخدام الآلات الموسيقية القديمة منها «القرب» و«الطبول العربي» و«الكأس النحاسي» و«المزمار»، إلى جانب أداء بعض الأشعار القديمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وكذلك تأدية بعض الأغنيات الشهيرة لفناني الإمارات، وتقدم الفرق عروضها في كافة ميادين المهرجان، ما بين ثلاثة لأربعة عروض في اليوم. 

انسجام وتناسق
وبمجرد ظهور الفرق التراثية في المدخل الرئيسي من مهرجان الشيخ زايد، ينجذب إليها جمهور وزوار المهرجان وينتظرون استعداداتهم لبدء فقرتهم، ويظلون يسيرون معهم في أرجاء المهرجان لالتقاط الصور ومقاطع الفيديو، خصوصاً أن عروض الفرق التراثية العسكرية لا تقتصر على مكان بعينه، فبانسجام وتناسق كبيرين، ينتشر أعضاؤها في الساحات والأجنحة المختلفة للحدث التراثي الثقافي الأضخم، مكونين لوحة موسيقية جمالية خلابة تأسر الحضور، بألوان زيهم الفريد بين الأبيض المشرق والأحمر الداكن، وآلاتهم الموسيقية التراثية المختلفة، ولونهم الموسيقي المميز من الفلكلور الإماراتي، وحركاتهم الإيحائية المتناغمة، التي يتشارك في أدائها نخبة من المحترفين في العزف والاستعراض التراثي، حيث يجتمعون ويؤدون نفس الإيقاعات في حب وفخر بماضي الأقدمين بكافة أشكاله وفنونه.

اسم غال
وعن مشاركة الفنون التراثية والعسكرية في مهرجان «الشيخ زايد التراثي»، قال المقدم راشد خصيف عبيد الوحشي، رئيس قسم موسيقى شرطة أبوظبي: نشارك كل عام في هذا الحدث الثقافي التراثي الأبرز في أبوظبي والمنطقة، والذي يحمل اسماً غالياً على قلوب كل الإماراتيين، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، فالفرق العسكرية والحربية تتخذ من المهرجان منصة لتقدم بعض الموروثات القديمة، وفنوناً حماسية وتراثية أصيلة، وتؤدي في كافة المناسبات الوطنية والاجتماعية، مثل استقبال كبار الضيوف أو في الأعراس وغيرها من المناسبات السعيدة، ويحمل بعض المؤدين بنادق من الزمن القديم أو عصي من الزمن الحديث، للمشاركة بها في هذا العرض البديع، الذي يتضمن أيضاً فنون الشعر النبطي.
وتابع: نستمتع بهذه الأجواء الشتوية الخلابة في هذا المهرجان المميز، بتقديم عروض احترافية تعطي رونقاً خاصاً للحضور والزوار والضيوف الذين يستمتعون بها بشكل يومي، لافتاً إلى أن الفرق العسكرية والحربية تنقسم إلى مجموعة القرب والفرقة النحاسية والفرقة الوترية التابعة للقيادة العامة لشرطة أبوظبي، إدارة المراسم، ويأدون أنواعاً موسيقية مختلفة، تراثية وعيالة وحربية باستخدام الآلات الموسيقية النحاسية ومزمار القرب والآلات الوترية، إلى جانب تقديم معزوفات عالمية، خصوصاً أن المهرجان يتوافد إليه جمهور من مختلف أنحاء العالم، ويجب على الفرق أن تلبي جميع الأذواق.

سيمفونيات عالمية
وأوضح راشد أن موسيقى شرطة أبوظبي تعد أول موسيقى عسكرية في إمارة أبوظبي، والأولى على مستوى الدولة، حيث تأسست عام 1963 وكان أول عروضها في أواخر العام نفسه، وشهدت العديد من التطورات على مستوى عدد من العازفين والآلات الموسيقية والمشاركات الرسمية والشعبية، حيث تم إدخال عدد من الآلات الوترية، فبعد أن كانت الانطلاقة الأولى مع خمسة «مارشات» عسكرية توسعت في نوعية موسيقاها لتشمل السيمفونيات العالمية.

ظروف استثنائية
ووجه شكره لإدارة مهرجان الشيخ زايد على إتاحة الفرصة لهم للمشاركة سنوياً لإقامة فقرات فنية تراثية بشكل يومي ضمن فعاليات المهرجان المتنوعة، مشيداً في الوقت نفسه بالتطور الكبير الذي يشهده المهرجان كل عام من ناحية التصاميم والديكورات والأجنحة وكذلك البرمجة الفنية والثقافية التي تجمع كل دول العالم عبر منصة واحدة، منوهاً أن إدارة المهرجان ومسؤوليه نجحوا في إقامة هذا المهرجان المهم في ظل الظروف الاستثنائية التي يعانيها العالم جراء تداعيات أزمة «كورونا المستجد»، حيث حرصوا بشكل دقيق على الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية، والتباعد الجسدي خصوصاً في الفعاليات الترفيهية، إلى جانب تحديد الطاقة الاستيعابية للجمهور، وذلك للحفاظ على سلامة وصحة جميع العاملين والحضور والزوار.

آلة القرب
«مزمار القرب» من الآلات التي تستخدمها الفرق العسكرية والحربية، وهي آلة هوائية تعزف عن طريق النفخ بداخل كيس جلدي واسع يخزن الهواء، وينقله إلى أنبوب خشبي ذي 9 ثقوب، ليتم إنتاج نغمة من فتح وإقفال الثقوب عن طريق الأصابع، وترتبط موسيقى القرب ثقافياً بإسكتلندا، رغم عزف واستعمال الآلة لأغراض كشفية وثقافية في مختلف أنحاء العالم، وتشتهر موسيقى القرب عالمياً في بلدها الأصل إسكتلندا، ولكنها تعزف أيضاً في إيرلندا بلغاريا وشمال فرنسا، أما عربياً فتستعمل آلة القرب في المهرجانات الشعبية والمجموعات الكشفية.
تختلف آلة القرب عن باقي الآلات النفخية بأن مجاري الهواء فيها مفتوحة، وليس لها صمامات أو أزرار، ويتكون المزمار من خزان ضيق، حيث إن الهواء ينفخ عن طريق فم العازف، بحيث إن الهواء الذي يكون داخل الخزان ينطلق منها بطريقة مستمرة باتجاه الأنابيب، حيث إن الحدود الداخلية تمتلك قصبة، وهي التي تسمح للصوت بالصدور بطريقة لحنية، بحيث تكون هذه الأنابيب مثقوبة، ويطلق عليها الأنابيب الطربية، لكن هناك نوعاً آخر يطلق عليه الأنابيب نصف الطربية، ووظيفتها تكمن في الإنتاج الموسيقي، وتحتوي كذلك على أنبوب غير مثقوب وظيفته هو الآخر المحافظة على اللحن.

ثقافة الإمارات
عبر المقدم راشد خصيف عبيد الوحشي عن سعادته وأعضاء الفرق التراثية والعسكرية والحربية بتقديم عروضهم المميزة التي يتلقاها حضور المهرجان بسعادة غامرة، وهو ما يزيد من فرحتهم كأبناء الإمارات، حين يرون أبناء الشعوب الأخرى يقبلون بحب واهتمام على مختلف ألوان تراث وثقافة الإمارات، ما يجعلهم يبذلون المزيد من الجهد من أجل إبراز هذا الموروث الغالي في أبهى صورة، سواء في مهرجان الشيخ زايد أو غيره من المهرجانات والمناسبات الوطنية الأخرى.

موسيقى المارش والأناشيد الوطنية
من أبرز فنون الموسيقى التي تقدمها الفرقة العسكرية والحربية، هي موسيقى المارش، ولها عدة وظائف وأهداف مختلفة، فهي موسيقى تتميز بالقوة والطابع الحماسي النشط، وتقوم تلك الموسيقى بدور أساسي في تنظيم وتوحيد الخطوة في عرض التشكيلات العسكرية المختلفة، كما تساهم وتكشف بشكل أو بآخر عن مدى انضباط الخطوة العسكرية للجنود الذين يقومون بأداء عدة تشكيلات متنوعة ومتداخلة ومعقدة، ويتسلل طابع موسيقى المارش إلى مشاعر جنود التشكيلات، من أجل إشعال روح الحماسة، واستمرار النشاط والتفاعل الذهني والعضلي في ميدان العرض، وتبرز ما يتمتع به الجنود من نظام ودقة وحيوية ونشاط. 
أما موسيقى الأناشيد الوطنية فتتمتع أيضاً في أدائها بطابع الحماسة والقوة، ويلعب الأداء الموسيقي للأناشيد الوطنية دوراً مزدوجاً، فهي تساهم في مصاحبة عروض التشكيلات العسكرية، فموسيقاها تتناوب مع موسيقى المارش في عرض التشكيلات، وتلعب دوراً رئيسياً وبارزاً في الاحتفالات الوطنية، حيث تعضد مشاعر أفراد المجتمع بإحساس الانتماء للوطن، والتمسك والحفاظ على الوطن وعزته وقيمه وعاداته.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©