الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

السينما والتلفزيون والمسرح في الإمارات.. 49 نجمة في سماء الإبداع

السينما والتلفزيون والمسرح في الإمارات.. 49 نجمة في سماء الإبداع
2 ديسمبر 2020 05:07

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

على مدى 49 عاماً من الإبداع والتميز، شهدت الإمارات تطوراً كبيراً في شتى المجالات، ومع اهتمام القيادة الرشيدة منذ قيام اتحاد الإمارات في الثاني من ديسمبر عام 1971، بأن تكون الإمارات وجهة فنية وثقافية هامة، فكان من الطبيعي أن يتطور الفن المحلي، وأن تكون وجهة درامية وسينمائية بامتياز، خصوصاً بعد إنشاء وتأسيس وإقامة العديد من المهرجانات السينمائية وشركات الإنتاج واستديوهات التصوير والمؤسسات المعنية بصناعة الفن السابع والدراما التلفزيونية مثل «أبوظبي للإعلام»، والتي كان لها الدور الأكبر في إظهار الفن الإماراتي، وخروجه من نطاق المحلية إلى العربية والخليجية ومن ثم العالمية.  وظلت الحركة الفنية في الإمارات في تطور مستمر، من خلال السينما والتلفزيون والمسرح، حيث ظهر اسم الإمارات كدولة مهمة في صناعة الفن، وذلك بعد أن تم إنشاء تلفزيون أبوظبي عام 1969، ليكون أول محطة تلفزيونية في الإمارات، ليأتي بعده إنشاء تلفزيون دبي عام 1974، إذ ساهما وبشكل كبير في إنتاج وعرض أبرز الأعمال الفنية الإماراتية، إلى جانب المؤسسات التي اهتمت بإنتاجات «الفن السابع» مثل «توفو فيفتي فور» و«إيمج نيشن – أبوظبي» و«لجنة دبي للإنتاج السينمائي والتلفزيوني»، التي جعلت من الإمارات محط أنظار العالم.

مواصلة المسيرة
عن التطور الفني الذي وصلت إليه الإمارات، قال الممثل والمنتج أحمد الجسمي: 49 عاماً ازدهر فيها الفن الإماراتي ووصل إلى أعلى مستوى من حيث الإنتاج والإخراج وكتابة السيناريو، وخلال هذه الأعوام، توالت أجيال في الفن، سواء كانوا عمالقة الفن أو جيل الشباب الذين يملأهم الطموح في أن يواصلوا المسيرة، وينهضوا بالفن الإماراتي في كل مجالاته، مشيراً إلى أنه على الصعيد الدرامي وضعت الإمارات بصمة خاصة في هذا المجال من خلال إنتاجه أعمال ضخمة، سواء في الماضي أو الحاضر، خصوصاً أن المسلسلات التي تم إنتاجها قديماً لا يزال يشاهدها الجمهور حتى الآن، وهو ما يؤكد أن البدايات كانت راسخة، ثم استطاع الجيل الحالي أن يقدم أعمالاً مميزة من خلال مشاركته مع أبناء الجيل القديم، فضلاً عن أن التطور الذي حدث في الفن السابع خلال الـ49 عاماً الماضية كان لافتاً، نظراً لأن الأفكار التي تم تداولها في السينما أكدت أن هناك أعمالاً جادة استحقت أن تظهر إلى النور وتشارك في المحافل المحلية والدولية، فالإمارات أصبحت سوقاً عالمياً لاستقطاب السينما العالمية والعربية وهذا شيء نفتخر فيه جميعاً، موضحاً أنه ليس على صعيد الدراما والسينما نهض الفن الإماراتي، ولكن المسرح في الإمارات ازدهر بشكل كبير من خلال المهرجانات المسرحية التي دعمت المسرح وقدمت المواهب الإماراتية في أبهى صورة، وكذلك نفتخر بما قدمناه في المسرح منذ البدايات.

سباق عالمي
أما المنتج سلطان النيادي، فأوضح أن ازدهار الفن الإماراتي خلال كل الأعوام الماضية، لم يأت من فراغ، ولكنه جاء بجهد وتعب، حيث تأثير الجيل الماضي على أبناء الجيل الحاضر واضح، ولكن لا نستطيع أن ننكر أن الفترة الحالية التي نعيشها أكدت أن هناك تغيراً واضحاً في الفن الإماراتي بوجه عام، نظراً للسباق العالمي الذي يحتم على كل فناني العالم أن يظهروا إبداعاتهم الخاصة، مشيراً إلى أن الإمارات استطاعت أن تضع بصمة خاصة، والدليل على ذلك أنها استقطبت فنانين من كل الدول العربية، بالإضافة إلى أن الجهات المعنية في الإمارات وأبرزها «أبوظبي للإعلام»، لم تبخل على كل الإنتاجات التي نراها هذه الأيام والتي تعبر عن الحصيلة المتميزة في عالم الدراما.

هوية إماراتية
ويبين الممثل والمنتج أن الفن الإماراتي له طابع خاص ومميز، نظراً لأن الهوية الإماراتية غلبت على طابع هذا الفن في كل مجالاته، مما أسس من البداية لواقع فني مختلفة، واليوم وبعد 49 عاماً من التفوق وتحقيق الإنجازات في الدراما والسينما والمسرح لا بد أن نؤكد على أن المنتج والمخرج والممثل والمؤلف شركاء في النجاح، بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي قدمته الجهات المعنية بالفن طوال هذه الأعوام لكي يزدهر الفن الإماراتي ويخرج من نطاق المحلية.

عابر سبيل 
بدأت أول تجربة سينمائية في الإمارات على يد المخرج الإماراتي علي العبدول بالفيلم الروائي الأول «عابر سبيل» 1989، الذي فتح الطريق أمام صناعة السينما، وظل حتى اليوم يشار إليه على أنه بداية تاريخ السينما الإماراتية وأن العبدول هو صانع أول فيلم سينمائي في ذاكرة الإمارات، وانطلقت عروضه من المحلية والخارجية في موسكو والقاهرة أواخر عام 1988، وتطورت فكرة الفيلم على يد مجموعة من الشباب الهواة بصناعة السينما آنذاك، وهم المخرج علي العبدول وشقيقه المنتج سهيل العبدول والكاتب عارف إسماعيل والأديبة رشا المالح، وشارك في بطولته مجموعة كبيرة من الفنانين.
وفي عام 2000، بدأت السينما المحلية بالازدهار والتطور، بعد ظهور عدد من صناع السينما الإماراتيين الذين تخرج أغلبهم في مسابقة «أفلام من الإمارات»، وكانت أفلام «دار الحي» لعلي مصطفى 2009، و«ثوب الشمس» لسعيد سالمين المري 2010، و«ظل البحر» لنواف الجناحي 2011، و«ضوء دامس» لياسر الياسري 2012، و«مزرعة يدو» 2013 لأحمد زين، و«حب ملكي 2014» لجمال سالم، النواة الفاعلة لظهور الفيلم الإماراتي وخروجه من قفص المهرجانات إلي صالات العرض السينمائية، وتحقيقه الصدى الكبير والانتشار الجيد محلياً وخارجياً، وذلك بحكم التقنيات التي استخدمت في هذه الأعمال، والمعايير الفنية عالية المستوى التي عكست طبيعة الثقافة والتراث الإماراتي وصورة المجتمع المحلي، إلى جانب قضاياه المجتمعية التي لامست هموم الناس بشكل عام والشباب على وجه الخصوص، إلى أن انطلقت الأفلام الإماراتية إلى العالمية بعد فيلم «من ألف إلى باء» للمخرج الإماراتي علي مصطفى، الذي افتتح مهرجان «أبوظبي السينمائي الدولي» دورته الثامنة عام 2014، وعرض في العديد من المهرجانات الخليجية والعالمية الأخرى، وفي صالات سينما غير محلية، خصوصاً بعد مشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي.
وكانت أول مسابقة أفلام سينمائية بدأت في 10 أبريل 2001، بتنظيم من المجمع الثقافي في أبوظبي وهي «أفلام من الإمارات»، وعرض خلال هذه المسابقة 58 فيلماً إماراتياً من مختلف الأطوال الزمنية، وبدأت المسابقة بإنتاج وعرض الأفلام القصيرة، وكانت المشاركة في البداية وقفاً على مواطني دولة الإمارات، وفي عام 2008 أصبحت المسابقة جزءاً من مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، الذي تحول اسمه إلى مهرجان «أبوظبي السينمائي»، وتم في 2009 فتح أبواب المشاركة أمام جميع مقيمي دول مجلس التعاون الخليجي بهدف تعزيز روح المنافسة واستقطاب المزيد من المشاركات، بهدف تشجيع إنتاج الأفلام المحلية، مع التركيز بشكل خاص على الأفلام القصيرة والروائية والوثائقية، وعمل مهرجان أبوظبي السينمائي، الذي تأسس عام 2007 بهدف المساعدة على إيجاد ثقافة سينمائية حيوية في أرجاء المنطقة، والتزم هذا الحدث الذي كان يقام في أكتوبر من كل عام، بتنسيق برامج استثنائية تجذب المجتمع المحلي وتسهم في تثقيفه، كما تلهم صناع الأفلام وتغذي نمو صناعة السينما في المنطقة. وزادت الحركة الفنية في الإمارات منذ أن انطلق مهرجان دبي السينمائي الدولي في ديسمبر 2004 تحت شعار «ملتقى الثقافات والإبداعات»، وبنيت الفكرة على الإرث التاريخي والجغرافي لدولة الإمارات ودبي باعتبارها ملتقى للثقافات، فكانت المكان المثالي لاحتضان مهرجان سينمائي دولي، يبني جسوراً ثقافية وحضارية، ويشكل منبراً للحوار الثقافي بين الشرق والغرب، وبين العالم العربي وبقية شعوب الأرض، أصبح المهرجان الرائد في المنطقة، ومنصة مؤثرة للسينمائيين والسينما العربية لتقديمها على الساحة الدولية، والصرح السباق في المشهد السينمائي للمنطقة، قبل أن يتم تأجيله منذ عامين تقريباً، وخلال عقده الأول، نجح المهرجان في تطوير الثقافة السينمائية في المنطقة، وتوفير فرص أكبر لصناع السينما العرب، وإثراء المشهد الثقافي والفني في دبي والإمارات، ليأتي بعد ذلك مهرجان العين السينمائي، الذي استطاع من خلال دورتيه في العامين الماضيين، أن يبرز مدينة العين كوجهة فنية وسياحية، ويركز على دعم الفيلم الإماراتي والمواهب المحلية، ليكون المنصة الأبرز لعرض إبداعاتهم على الشاشة الذهبية.

دبي للإنتاج
تأسست «لجنة دبي للإنتاج السينمائي والتلفزيوني» عام 2005، وهي منطقة حرة مخصصة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي والسينمائي، وقد عززت من موقع دبي في تحويلها إلى مكان مثالي للإنتاج السينمائي والتلفزيوني، حيث شهدت الدولة حراكاً إنتاجياً هاماً، خصوصاً في السنوات العشر الأخيرة أهلها لتكون محطة سينمائية هامة لصناع الأفلام على غرار المدن العالمية، مثل فرنسا وبرلين ولندن، مستقطبة أشهر نجوم الأفلام وصناعها من هوليوود وبوليوود والعالم العربي، بفضل الحوافز التي توفرها الدولة والتسهيلات المقدمة لهم، ومن هذه الأفلام فيلم «الجريء» الذي صورت معظم أحداثه في مترو دبي، من بطولة الممثل الهندي سلمان خان، وفي هذا الفيلم ظهر مترو دبي للمرة الأولى على شاشات السينما العالمية، ليعكس مدى التقدم الذي أحرزته الإمارات على صعيد تطوير البنية التحتية للمواصلات.

تطور ملحوظ
منذ سبعينيات القرن الماضي، وحتى الآن، شهدت الدراما الإماراتية تطوراً ملحوظاً، وبروز وجوه كثيرة في التأليف والتمثيل والإخراج والإنتاج مثل سلطان النيادي وأحمد الجسمي وجمال سالم ومرعي الحليان وسميرة أحمد ورزيقة طارش، والذين عملوا معاً لترك إرث جميل للأجيال المقبلة، وحققت الدراما الإماراتية رواجاً كبيراً بعد عرض المسلسل المحلي «أشحفان القطو» 1978، بطولة سلطان الشاعر ومحمد الجناحي ونخبة من فناني الإمارات، ومنذ ذلك الحين بدأت الدراما بتشكيل بنيتها الأساسية، لتتمكن اليوم من أن تكون منافساً قوياً للدراما الخليجية والعربية الأخرى، من خلال الأعمال المتميزة التي قدمت في الآونة الأخيرة، والتي تنوعت بين الكوميدي والتراثي والاجتماعي والتراجيدي، أبرزها «حاير طاير» و«طماشة» و«حبة رمل» و«زمن الطيبين» و«دكة الفريج» و«زمن طناف» و«القياضة»  و«عجيب غريب» و«ديمة حليمة» و«خيانة وطن»، والتي نفذت بأعلى مستويات الجودة الفنية، طارحة على موائدها قضايا المجتمع، عبر ملامسة واقعه، وعاكسة لوجه الإمارات الحضاري والتراثي والإنساني.

إنتاجات ضخمة
استطاعت الإمارات خلال السنوات الماضية أن تجتذب شركات الإنتاج الفني الكبرى من مختلف أنحاء العالم للتعاون مع «لجنة أبوظبي للأفلام» و«توفور 54»، لتصبح أبوظبي ودبي من مواقع التصوير البارزة في المنطقة والعالم، حيث استقطبت العديد من الإنتاجات الضخمة، بعضها تم عرضه مثل أفلام «بانغ بانغ» و«بيبي» و«ديشروم» و«سنة سعيدة جديدة» و«زيرو» من بوليوود، و«حرب النجوم: القوة تنهض» و«المهمة المستحيلة 4 – بروتكول الشبح»، و«وول ستريت» و«ستار تريك» و«السرعة والغضب7» و«وور ماشين» و«كونغ فو يوغا» و«فان جارد» عالمياً، بالإضافة إلى مسلسلات عربية وأجنبية، مثل «الجريء والجميلات» و«الأخوة» و«حارة الشيخ» و«العاصوف» الذي تم تصويرها في أبوظبي.

وجهة رائدة
أصبحت الإمارات وجهة سينمائية رائدة بعد تأسيس «إيمج نيشن – أبوظبي» و«توفور فيفتي فور»، حيث أسهما في تنفيذ وإنتاج عدد من الأعمال السينمائية التي وصلت للعالمية، وفي الوقت نفسه دعم صناع السينما العرب والعالميين، وتصوير أعمالهم السينمائية في مناطق متفرقة من العاصمة أبوظبي، فـ «إيمج نيشن» شركة أسستها «أبوظبي للإعلام» في سبتمبر 2008، لإنتاج الأفلام الروائية الطويلة، وتعمل على تطوير وإنتاج وتمويل أفلام طويلة ومحتوى رقمي للأسواق العربية والعالمية، كما تعمل على عقد شراكات مع أبرز المنتجين العالميين لتطوير وإنتاج محتوى مناسب للتوزيع على مستوى العالم، إلى جانب تقديمها الدعم للمخرجين في الشرق الأوسط وللإنتاج السينمائي العربي، بما يضمن لها موقعاً ريادياً على خريطة إنتاج الأفلام الطويلة في العالم، ويرسخ مكانة أبوظبي كمركز رئيسي لإبداع المحتوى الإعلامي، أما twofour54 التي يمثل اسمها الإحداثيات الجغرافية لإمارة أبوظبي، فتهدف إلى تطوير المحتوى الإعلامي والترفيهي العربي والارتقاء به إلى مستوى العالمية، كما تهدف أيضاً إلى ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز إقليمي متميز لابتكار محتوى مميز، من خلال توفير ديناميكية عمل مميزة وبيئة محفزة للإبداع في كافة الميادين الإعلامية والترفيهية من التلفزيون إلى الراديو والسينما، والنشر والإعلام الرقمي، والهاتف المتحرك، والموسيقا والألعاب الإلكترونية، والرسوم المتحركة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©