عدد اليوم
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
تعتبر «الظليمة» محمية طبيعية صحراوية، تضم مزيجاً من الكثبان الرملية المنخفضة، وغابات الغاف والسهول الطينية القاحلة المحوطة بالكثبان الرملية المنخفضة، وهذا المزيج بين الموائل المتنوعة في محمية الظليمة يسهم في توفير موطن للعديد من الزواحف والطيور والنباتات المحلية، ويكمن الغرض الرئيسي من محمية الظليمة في حماية موائل غابات الصحراء والغاف المعرضة لخطر الأنشطة الترفيهية والرعي الجائر والتجول المفرط للإبل.
وقد رأت محمية الظليمة النور في مارس 2007، وتتميز بوجود أشجار كثيفة ذات أحجام كبيرة، ومتقاربة من بعضها بعضاً، الأمر الذي يجعل دخول أشعة الشمس إليها صعباً، وبالتالي تكون مظلمة طوال النهار، ومن هنا جاءت هذه التسمية، وهي تقع في منطقة البطائح على طريق الشارقة الذيد، وبالتحديد إلى الشرق من التقاطع 12، وتقدر مساحتها بنحو 1.9 كيلومتر مربع، وقد صدر في عام 2018، مرسوم بشأن إنشاء محمية الظليمة الطبيعية في الشارقة.
نظام بيئي متكامل
وقالت هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية: «تمثل محمية الظليمة البرية نظاماً بيئياً متكاملاً، ساهم في وجود التنوع الحيوي لأنواع عديدة من الحيوانات البرية المهددة بالانقراض، مثل غزلان الريم النادرة، وحيوان المها العربي، والذي تم إكثاره وإعادة توطينه في المحمية، وإمداده بالأغذية التكميلية. كما تُعد المحمية موطناً للعديد من الكائنات الحية الأخرى، مثل «حية الرمل» التي تعد أطول حية برية، وسمكة الرمل التي تعيش تحت سطح الرمال في المحمية، بالإضافة إلى القنفذ الإثيوبي». وأضافت: تعمل الهيئة على إنشاء وتأسيس المحميات بناء على الدراسات والمتابعات استناداً إلى رؤية حكومة الشارقة، التي تتعلق بالبيئة والحفاظ عليها، وصون التنوع الحيوي، والسياحة البيئية، وفقاً لمفهوم التنمية المستدامة. وأكدت الدعم الكبير للبيئة: والتوجيهات السامية التي تعتبر دليلاً لنا في عملنا وخططنا وبرامجنا، ولولا كل ذلك لما حققنا النجاح تلو النجاح، لتستمر المسيرة كي نبني على ما تحقق من نجاحات وإنجازات، للحفاظ على الحيوانات البرية المهددة بالانقراض.
الهدف
وأشارت إلى أن الهدف من إنشاء محمية الظليمة هو المساهمة في تأمين استمرار غابات الغاف في إمارة الشارقة، وحماية التنوع الهيكلي وما يرتبط به من ثراء الأنواع من الموائل الرئيسة، بالإضافة إلى إعادة توطين الحيوانات البرية في بيئاتها الطبيعية، وحماية السلامة الوظيفية للنظم البيئية الصحراوية، وضمان فرص البحث العلمي، وإيقاف الأنشطة التي من شأنها إلحاق الضرر أو التأثير على بقاء موائل النظم البيئية الرئيسة، وحظر الرعي وتجوّل المواشي بعشوائية.
ولفتت إلى أن المحميات الطبيعية عموماً تشكل مقوماً رئيساً وركيزة مهمة في الاستراتيجية البيئية لكل من الشارقة وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية، للحفاظ على النظم البيئية وصون التنوع الحيوي للحياة الفطرية ومواطنها الطبيعية في البر والبحر، من خلال استعادة نماء وازدهار الأنواع والمناطق المتدهورة في إمارة الشارقة، وبناء عليه، فقد تم استصدار التشريعات والقوانين الخاصة بإقامة المناطق المحمية وصونها.
تنوع بيولوجي
وأوضحت أن المحميات الطبيعية التي تمثل نظماً بيئية مختلفة تشكل ما بين 15% و20% من مساحة إمارة الشارقة، والتي تتمثل في السواحل والبيئات البحرية والكثبان الرملية والمناطق الجبلية والوديان والسهول الحصوية والنظام البيئي لمناطق السبخات، بالإضافة للتراكيب الجيولوجية، مشيرة إلى أن منظومة المحميات في الشارقة تنقسم إلى 15 محمية موزعة في كل مناطق الإمارة، وتتميز كل منها عن الأخرى بتنوع نظامها البيئي بما تقتنيه من كائنات حية وطيور، وذلك نظراً لما تتمتع به إمارة الشارقة من تنوع بيولوجي وجيولوجي كبير وبيئات مختلفة.
حفظ التنوع الحيوي
تؤكد هيئة البيئة والمحميات الطبيعية على أهمية المحميات، ودورها في الحفاظ على التنوع البيئي، وحرصها على زيادة أعدادها، نظراً لأهميتها ودورها في حفظ التنوع الحيوي، بالإضافة إلى قيمتها ومكانتها وفوائدها العديدة للنظام الطبيعي وللإنسان، حيث تشكل فرصة مناسبة لجذب أنواع جديدة من الحيوانات المهددة بالانقراض إلى الموقع، وإعادة إحياء الأنواع المحلية، واستعادة الغطاء النباتي، والثروة السمكية، كما أنها تعتبر من الموارد الطبيعية القيّمة، وأحد العناوين الأساسية والاستراتيجية في عمل الهيئة.
