أقمار جليد وحديد وبراكين

أحمد مراد (القاهرة)

ترتبط غالبية كواكب المجموعة الشمسية بأقمار تدور حولها، وتزين سمائها، وإذا كان كوكب الأرض يدور حوله قمر واحد، فإن هناك كواكب أخرى تدور حولها عشرات الأقمار التي تحتوي على غرائب وعجائب مذهلة.

غانيميد.. العملاق
يعد غانيميد أكبر أقمار النظام الشمسي، وهو أكبر حجماً من كوكب عطارد، حيث يبلغ قطره 3275 ميلاً بما يعادل 5270 كيلو متراً، ويدور في مدار حول كوكب المشتري بسرعة 39165 كيلو متراً/ ساعة، ويبعد عنه بمسافة 671 ألف كيلو متر، ويتم دورة واحدة حول المشتري كل 7 أيام أرضية، وهو القمر الوحيد الذي يمتلك مجالاً مغنطيسياً خاصاً به.
ويوصف بأنه قمر جليدي، ويضم سطحه نوعين من التضاريس، وهي: مناطق داكنة، وأخرى فاتحة اللون. كما أن له غلافاً جوياً رقيقاً جداً، وقد اكتشفه عالم الفلك الإيطالي جاليليو جاليلي في 7 يناير من العام 1610.

دايموس.. صخور مفتتة
يوصف قمر ديموس الذي يدور حول المريخ بأنه أصغر أقمار المجموعة الشمسية، حيث يصل قطره إلى 12.6 كيلو متر فقط ويتميز باللون الرمادي الداكن، وسطحه أملس بسبب وجود غطاء من الصخور المفتتة، وهو يبعد عن المريخ بمسافة 23459 كيلومتراً، ويستغرق 30.35 ساعة ليكمل دورة واحدة حول المريخ.

أوبيرون.. المعتم
يعتبر قمر أوبيرون ثاني أكبر الأقمار التي تدور حول كوكب أورانوس، وتاسع أقمار المجموعة الشمسية من حيث الكتلة، ويكمل دوره واحدة حول الكوكب كل 13.4 يوم، وقد اكتشفه عالم الفلك ويليام هيرشل في 11 يناير من العام 1787.
يحتوي أوبيرون على كميات متساوية من الصخور والجليد، ويميل سطحه إلى اللون الأحمر قليلاً، وهو قمر معتم، ويعتقد العلماء أن شكل سطحه الرئيسي نتج عن اصطدامات النيازك، حيث يغطيه عدد كبير جداً من الفوهات الصدمية، وتحتوي العديد من هذه الفوهات على مواد داكنة مجهولة، وتظهر العديد من العلامات التي تدل على وجود بعض النشاطات الداخلية على سطحه.

تريتون.. أبرد مكان في الكون
يعد قمر تريتون أكبر أقمار كوكب نبتون، ويبلغ قطره 2700 كيلو متر، ويمتاز بأنه كروي الشكل، ويبعد عن نبتون بمسافة 354.759 كيلو متر، وهو القمر الوحيد في النظام الشمسي، الذي يدور في اتجاه معاكس لدوران كوكبه.
ويوصف تريتون بأنه قمر جليدي، يحتوي سطحه على مجموعة من التضاريس الوعرة تسمى «تضاريس الشفق»، ويعتقد العلماء أن القمر كان عبارة عن كوكب قزم يجول في الفضاء، بعدها تحول إلى قمر لكوكب نبتون.
ويعتبر أبرد مكان في المجموعة الشمسية، حيث تصل درجة حرارته إلى 235.2 درجة تحت الصفر.
وتندفع من تحت سطحه نوافير من غاز النيتروجين على شكل أعمدة طويلة يصل طولها إلى 8 كيلو مترات، وهو يمتلك غلافاً جوياً رقيقاً من النيتروجين والميثان يصل ارتفاعه إلى 800 كيلو متر فوق السطح.

أخبار ذات صلة

فاروق الباز: محطة الفضاء القمرية بوابة المستقبل للاستكشافات العلمية

الطيار شريف الرميثي يشارك في ثاني دراسة ضمن برنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء

آيو.. أرض البراكين
يشتهر قمر آيو الذي يدور حول كوكب المشتري بالأنشطة البركانية، حيث يعد أكثر الأجرام في المجموعة الشمسية نشاطاً بركانياً، وتغذي المواد السليكانية المنصهرة الساخنة هذه البراكين، كما يغطي سطحه أنواع متعددة من الكبريت الملون.
ويبعد آيو عن كوكب المشتري بمسافة تزيد عن 420 ألف كيلو متر، ويتعرض لجاذبية الكوكب الهائلة، وبسبب ذلك تتولد فيه حرارة كافية لتبخير الماء من سطحه تماماً، ويزيد قطره عن 3630 كيلومتراً، ويتكون من الحديد والكبريت وبعض المواد الصخرية.

أوروبا..  صالح للحياة
يدور قمر أوروبا حول كوكب المشتري، ويبلغ قطره 3138 كيلو متراً، وحجمه مماثل لحجم كوكب الأرض، ويبعد عن المشتري بمسافة 670.9 كيلو متر.
وتغطي طبقة من الجليد سطح قمر أوروبا، ويعتقد العلماء بوجود ماء تحت هذه الطبقة، حيث اكتشفت المركبة الفضائية غاليليو احتمالية وجود محيط تحت السطح الجليدي يحتوي على المياه بشكلها السائل، كما يعتقد العلماء بوجود مناطق صالحة للسكن فيه نظراً لاحتوائه على مياه تبلغ ضعف كمية المياه الموجودة على سطح الأرض.

كاليستو.. مياه مالحة في الأعماق
يدور قمر كاليستو حول كوكب المشتري، ويبلغ قطره 4800 كيلو متر، ويبلغ عمره نحو 4.5 مليار سنة، وقد اكتشفه عالم الفلك جاليليو في 7 يناير من العام 1610، وهو قمر جليدي يمتاز بسطحه المحفور المظلم والمغطى بالفوهات البركانية، ويعتقد العلماء بوجود مياه مالحة تحت السطح، وله غلاف جوي رقيق للغاية.
يحتاج كاليستو إلى 16.7 يوم أرضي ليكمل دورة واحدة حول كوكب المشتري.

فوبوس.. انهيار محتمل
يوصف فوبوس بأنه القمر الأكبر لكوكب المريخ، ويبلغ قطره 22.7 كيلومتر فقط، ويقع مداره على مسافة تصل إلى 9377 كيلومتر فوق المريخ. وقد اكتشفه عالم الفلك الأميركي، أساف هول، في أغسطس من العام 1877.
ويتخذ فوبوس شكلاً غريباً غير كروي، ويميل لونه إلى الرمادي الداكن، وتكثر فيه الحفر، ولاحظ العلماء على مدار القرون الماضية أن فوبوس آخذ في الاقتراب من المريخ، ويعتقدون أنه في النهاية إما أن يتحطم أو يصطدم بسطح المريخ.
ويدور فوبوس حول كوكب المريخ ثلاث مرات في اليوم، ويظهر عابراً السماء في حوالي أربع ساعات، ليشرق في الغرب ويغرب في الشرق.
وتصل درجات الحرارة على سطحه خلال النهار 25 درجة فهرنهايت، بما يعادل سالب 4 درجات مئوية، بينما تصل في الليالي إلى سالب 170 درجة فهرنهايت بما يعادل سالب 112 درجة مئوية.

تيتان.. بحار وبحيرات
يعد قمر تيتان الذي يتبع كوكب زحل ثاني أكبر قمر في المجموعة الشمسية بعد قمر غانيميد، حيث يبلغ قطره 3200 ميل بما يعادل 5150 كيلو متراً، ويشكل 96% من الكتلة الموجودة في المدار المحيط بكوكب زحل، ويتكون من النتروجين مع كمية قليلة من الميثان، وقد اكتشفه عالم الفلك الهولندي كريستيان هويجنز في العام 1655.
ويظهر على سطحه بعض الفوهات الناتجة عن التصادم. كما تظهر أدلة على براكين الجليد، وحقول من الكثبان الرملية.
ويوصف بأنه أحد أكثر الأجرام التي تشبه كوكب الأرض، حيث يمثل الجرم الوحيد في النظام الشمسي إلى جانب الأرض الذي توجد كيانات سائلة على سطحه، على شكل بحار وبحيرات في منطقتي القطب الشمالي والجنوبي بالقمر.
وتصل درجة الحرارة على سطح تيتان إلى 179 درجة تحت الصفر، كما يتميز بأن له غلافاً جوياً كثيفاً، مثل كوكب الأرض، ويتكون 90% من غلافه الجوي من النيتروجين، بينما يشكل الميثان والأمونيا والأرجون والإيثان الـ10% المتبقية. ويكمل تيتان دورة واحدة حول زحل كل 16 يوماً أرضياً.