الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

السفر أيام أول

السفر أيام أول
5 يناير 2021 01:16

هل تعتقد أن السفر بشكله الحالي هو ما كان عليه منذ بداية نشأة قطاع السفر والسياحة؟ لقد مر قطاع الطيران بشكل عام بمراحل مختلفة، سأذكر بعضها هنا كوني من جيل الأولين الطيبين، وقد أذكر مصطلحات لم يعد لها أي وجود للسائح، وستبدو غريبة عند بعض القراء والمسافرين، فجيل اليوم من المسافرين لم يعرفوا الخرائط الورقية والبوصلة، كما لم يتعاملوا- إلا نادراً- مع (مفاتيح) الفنادق التي تم استبدالها اليوم ببطاقات وتطبيقات، ففي رحلتي الأخيرة استخدمت تطبيقاً على هاتفي المتحرك لفتح باب الغرفة، أنا متأكد أن البعض لم يسمع عن (الشيكات السياحية) التي كانت رائجة خلال القرن الماضي؛ إذ كانت البديل الآمن لحمل النقود. 
ومن يتذكر رحلة تحميض الأفلام ولهفة انتظار النتيجة لنرى صورنا في الرحلة ونضحك ونحن نرى العيون الناعسة في الصور، متمنين أن يعود بنا الزمان لكي نلتقطها مرة أخرى. 
أنا من جيل تعود على سماع النداء الأخير في الطائرة قبل الهبوط، والذي يذكر بضرورة (تأكيد) حجز العودة قبل 48 ساعة من موعد السفر وإلا راح عليك مقعدك ولن تجده عند عودتك، وهي عملية متعبة كانت تستلزم الاتصال أو زيارة مكتب الطيران.
هل تصدقون بأن المسافرين في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كانوا يلبسون أكثر ملابسهم أناقة في رحلة السفر، كأنهم ذاهبون لحفل زفاف، وقد اختلف هذا الأمر الآن، مع اقتناع الناس بأن السفر يعتبر مرحلة تستلزم اللبس المريح، وكم رأينا (المتبهدلين) عندما تجولنا في مطارات العالم. 
التدخين في الطائرات كان من الأمور العادية سابقاً، وكان يطلب فقط إطفاء السيجارة عند الإقلاع أو الهبوط، وكانت طفاية السجائر في ذراع المقاعد، فالحمد لله أن تم إلغاء هذا الأمر في جميع شركات الطيران حالياً، وأصبح التدخين من المحرمات المتفق عليها دولياً، ولك أن تتخيلني - وأنا الشخص غير المدخن - بجوار من ينفث في وجهي طوال الرحلة بدخان سيجارته، مع ابتسامة اعتذار من خلف أسنانه الصفراء.
ما نراه اليوم من وسائل الترفيه على متن الطائرات والشاشات التي تعرض عشرات الأفلام والوثائقيات والبرامج والألعاب، ناهيك عن عرض الوقت المتبقي للرحلة واتجاه القبلة وقياس المسافة المتبقية، كل هذه الأمور كانت من الأحلام في الماضي، فسابقاً كانت هناك شاشة واحدة (وأحياناً لا تكون موجودة) تعرض فيلماً وحيداً بشاشة ضبابية وترجمة تحتاج منك إلى منظار مقرب للقراءة، هي شاشة بكل بساطة تعطيك رسالة واحدة (نام أحسن لك). 
الأمثلة كثيرة ولن أتحدث عن الوزن وحجم الحقائب والسماح بالسوائل والبخور وكل أنواع الحيوانات، ببساطة لقد تغير السفر الآن وأصبح أكثر راحة وأناقة، وأصبحنا ننظر إلى وقتنا في الطائرة كوقت للاسترخاء والاستمتاع، ما أجمل السفر قديماً وحديثاً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©