الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الغدير للحرف الإماراتية.. تمكين للمرأة واستدامة للمهارات

إبداع الحرفيات شاهد على مهارات المرأة (تصوير عادل النعيمي)
9 يناير 2021 00:29

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

يواصل مهرجان الشيخ زايد تألقه في منطقة الوثبة، مرسخاً مكانته كمهرجان عالمي، حيث يستضيف آلاف الزوار يومياً، في تمازج تام بين جميع الجنسيات من زوار ومشاركين، ناهيك عن مئات الأنشطة والفعاليات والاستعراضات، مما يتوج الإمارات عاصمة للحضارات.
ويركز المهرجان على استعراض جوانب مختلفة من حضارة الإمارات ومبادراتها الخيرية والإنسانية، كما يشتمل على العديد من الفعاليات التراثية والعالمية، وفقرات تفاعلية تتناسب مع جميع الأعمار، بالإضافة إلى الاستعراضات، والعروض التراثية الحية، حيث تمت الاستعانة بأحدث التقنيات لحصول الزوار على فرصة خوض تجربة فريدة، ومن أجل التعرف على التراث الإماراتي والعالمي، وعلى المبادرات الاجتماعية والإنسانية التي تنظمها الإمارات.
من المبادرات التي تشارك هذه السنة، ويشهد رواقها إقبالاً كبيراً للتعرف على الأنشطة التي تقوم بها والحرف التي تتم مزاولتها داخل هذا الرواق ضمن عرض حي، مبادرة الغدير للحرف الإماراتية (مؤسسة في الإمارات لتمكين النساء ذوات الدخل المحدود من خلال الحِرف المستدامة)، حيث سعت سمو الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان، مساعد سمو رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي للشؤون النسائية، في عام 2006 لتوفير التدريب والتصميم والمواد الخام وخدامات التسويق للنساء لتصنيع منتجات بطابع محلي، بهدف عونهن على كسب حياة كريمة والحفاظ على الحِرف التراثية، إذ يتجاوز عدد حرفيات الغدير للحِرف الإماراتية 200 حِرفية من أنحاء الإمارات، من مواطنات ومقيمات بأعمار متفاوتة، يقمن بصناعة منتجات متنوعة، منها هدايا وتوزيعات الشركات والقرطاسية وزينة المنزل والأزياء.

  • مبادرة الغدير ملتقى للحرف التراثية
    مبادرة الغدير ملتقى للحرف التراثية

تفاعل كبير 
ريف عبد الحميد الخاجة مدير مبادرة الغدير للحرف الإماراتية، أكدت أن جناح الغدير في مهرجان الشيخ زايد يشهد تفاعلاً كبيراً من طرف الأجانب والمقيمين الذين يرغبون في التعرف على الحرف التراثية، التي تقدمها الحرفيات في إطار عروض حية يومية، وقالت: كون جناحنا يعتبر فاتحة الأجنحة، حيث يتمركز بالقرب من المدخل الرئيسي للمهرجان، فإن الناس تأتي إلينا وتسأل عن الحرف وأسرارها والكثير منهم يحب أن يتعلم، لا سيما الأجانب الذين يجلسون مع الحرفيات ويتبادلون أطراف الحديث عن المهن والقاسم المشترك بين الحرف الإماراتية وحرف بلدانهم.

«هْلَيِّلْ»
ومن عوامل الجذب في رواق مبادرة الغدير في مهرجان الشيخ زايد شخصية «هْلَيِّلْ» والتي تستقطب الأطفال والزوار محدثة تفاعلاً كبيراً، و«هليل» إحدى الشخصيات الكرتونية التي أطلقتها هيئة الهلال الأحمر قبل عدة سنوات - كرمز للمتطوع الصغير الذي يخاطب الأطفال ويقدم لهم النصح والإرشاد، خاصة أن «هليّل» كان دائماً شخصية مساندة لجهود الهلال الأحمر في إطار العمل الإنساني، وبرزت هذه الشخصية كثيراً في مجال العمل الإنساني الموجه لجماعات الهلال الطلابي، وهي أنشطة طلابية فاعلة في المدارس تحقق من خلال أنشطتها وفعالياتها أهداف ومبادئ الهلال الأحمر بالدولة التي تؤكد دائماً على الدور الهام للطلاب بما لديهم من رغبة قوية وعزيمة أكيدة وهمة عالية للعمل التطوعي والمشاركة في الأعمال الخيرية والإنسانية، وتأكيد مبدأ التكافل الاجتماعي، كما تهدف إلى تعزيز البرامج الموجهة للأطفال بشكل عام وطلبة المدارس على وجه الخصوص، لتأسيس جيل قادر على المساهمة في دفع العمل الإنساني قدماً، والمبادرة في ميادين العطاء ليكونوا قوة تعزز من جهود الهيئة في كافة المجالات، سواء كمتطوعين أو محسنين أو شخصيات قيادية ترعى وتدفع بجهود الهيئة قدماً، كما تحاكي هذه الشخصية براءة الأطفال وذكاءهم، وتخاطب فيهم الروح الإنسانية الداعمة للعمل الخيري، فيما أكدت ريف الخاجة أن شخصية «هليل» تهدف إلى غرس قيمة الصدقة والخير في نفوس الأطفال، حيث يتم توزيع حصالات عليهم في المهرجان وتعريفهم بأهداف الهلال الأحمر الإنسانية والخيرية.

تمكين الشباب
وأكدت ريف الخاجة أن مبادرة الغدير، وهي أحد مشاريع الهلال الأحمر والذي يدعمه بكل قوة، يعمل على جذب فئة الشباب لتمكينهم من أجل المحافظة على التراث، موضحة أنه يتم القيام حالياً بشراكات مع مصممين أجانب وعرب، حيث يتم دمج الحرف التراثية في مختلف الصناعات، أما الخطة المستقبلية، حيث سنشارك خارج الدولة عن طريق سفاراتنا المعتمدة في مختلف البلدان، وكذلك كمعارض وتذكارات وهدايا.
وأكدت أن المشاركة في مهرجان الشيخ زايد عرفت بمشروع الغدير ونقلته للعالمية، لا سيما أنه يستقطب آلاف الزوار يومياً، كما حقق الجناح تفاعلاً مع الطلاب، حيث زارتنا طالبة وصورت الحرفيات وأجرت معهن لقاءات حول الحرف، وذلك في إطار رسالة الدكتوراه التي تنجزها، مؤكدة أن الغرض من مبادرة الغدير هو دعم السيدات المتعففات من الإماراتيات والمقيمات.

ترويج
وأشارت ريف الخاجة إلى أن مهرجان الشيخ زايد يعمل على دعم جهود الحفاظ على الحرف التقليدية التي تشكل جزءاً مهماً من التراث الفني في الدولة من خلال تعريف وتثقيف الجمهور بأنشطة ومنتجات مؤسسة الغدير للحرف الإماراتية، موضحة أن مبادرة الغدير للحرف الإماراتية تقدم خدمات ومنتجات مختلفة لتمكين المرأة من خلال الحرف اليدوية، وتتولى مؤسسة الغدير التسويق والترويج للمنتجات المصنوعة يدوياً في الإمارات بطابع محلي يناسب سكان الإمارات وضيوفها. لاحظنا تجاوب الجمهور من جنسيات مختلفة مع الحرفيات أثناء حياكتهن للحِرف الإماراتية، وشغفهم للتعرف على كل ما هو تراثي من صنع المرأة الإماراتية، المشاركة في المهرجان تخدم الحرفيّة من خلال زيادة نسبة المبيعات والتي تعكس بصورة إيجابية على دخل الحرفيات ذوات الدخل المحدود وتشجيعهن على الإنتاج والإبداع، حيث إن العائد من بیع المنتجات يساهم في تحسين مستوى معيشة الحرفيات بشكل مباشر.

  • منتجات منزلية تلبي مختلف الأذواق
    منتجات منزلية تلبي مختلف الأذواق

مشاركة فعالة
ويشهد رواق الهلال الأحمر الإماراتي مشاركة 14 حرفية على مدار 90 يوماً، حيث أوضحت الخاجة أن السيدات المشاركات في جناح الغدير للحرف الإماراتية، يمارسن أشهر الحرف التراثية ومنها: السدو، والتلي، والخوص، وقرض البراقع والغزل، وأكدت أن التلي يعتبر من أعرق فنون التطريز في الإمارات، وهو عبارة عن خيوط الحرير والخوصة المعدنية يُنسج على أداة تسمى «كاجوجة»، وهي مخدة على قاعدة حدیدیة تُثبت الخيوط عليها، كان التلي ومازال يستخدم لتزيين الملابس النسائية الإماراتية، كان يصنع التلي باستخدام الفضة، لكن اليوم نستخدم خيوطاً معدنية مسطحة، التلي أصبح يستخدم في أشياء مختلفة غير الملابس.

السدو
‎وعن حرفة السدو قالت: هو نسيج من خيوط الصوف الطبيعية، ينسج على أداة خشبية وكان يستخدم قديماً لصناعة السجاد والخيم، اليوم يصنع السدو بالصوف أو القطن الطبيعي لصنع منتجات معاصرة.

‎الخوص
‎وأضافت: أما الخوص، فهو سعف النخيل المنسوج، كان للخوص استخدامات عدة في الماضي، مثل: سقف للمنزل ومفرش للأرض، يتم جمع السعف الجاف ثم تبليله بالماء ليسهل تشكيله، ويصبغ الخوص بمواد طبيعية وبألوان عدة مثل: الأحمر الغامق والأخضر والبنفسجي، اليوم للخوص استخدامات متنوعة، مثل: سلة لتقديم التمر والأكل وحقيبة للبحر.

  • التلي يزين الأحذية في تمازج يجاري الموضع
    التلي يزين الأحذية في تمازج يجاري الموضع

فرصة لعرض المنتجات والخدمات
عن الهدف من مشاركة مؤسسة الغدير للحرف الإماراتية في مهرجان الشيخ زايد، أكدت ريف عبد الحميد الخاجة مدير مبادرة الغدير للحرف الإماراتية، أن ذلك حقق لنا انتشاراً كبيراً، وفرصة لعرض منتجاتنا وخدماتنا والتعريف بها، مؤكدةً أن للمبادرة هدف سامي يتمثل في مساعدة الأسر المتعففة، وذلك بتمكين المرأة من خلال الحرف الیدویة، وكذلك تقريب الحرف الإماراتية للمجتمع. 
وأوضحت أن مشروع الغدير يقدم مجموعة من الصناعات التراثية في عرض حي أمام الجمهور الذي يبدي إعجاباً بدقة ومهارة هؤلاء الحرفيات، وما تنتجنه من أعمال بجمالية فائقة، لا سيما أن هذه الحرف أصبح يتم دمجها في أرقى التصاميم، وكذلك زیادة وعي بأهداف المبادرة والتعريف بها والمتمثلة في تمكين المرأة من خلال الحرف، والحفاظ على الحرف الإماراتية من جهة أخرى، حيث إن المؤسسة رائدة في تمكين النساء ذوات الدخل المحدود في الإمارات من خلال الحرف المستدامة وتمكين نساء مجتمعنا بتوفیر ما يحتجن من دعم لصنع منتجات بطابع محلي لنيل حياة كريمة، تقديم وتطوير الصناعة الإماراتية الحرفية، نشر ثقافة المحافظة على الموروث التراثي، ومن أدوارنا أيضا نقل الموروث الثقافي المتمثل في الحرف إلى الجيل الجديد، حيث يوفر الغدیر للحرف الإماراتية التدريب المهني لتطوير المهارات والمعرفة بالحرف الإماراتية التراثية من خلال الورش التعليمية، حيث تتيح المؤسسة دورات تدريبية لجميع الراغبين والمهتمين بهذه الحرف، ويستهدف الغدير فئة الشباب بشكل خاص، وذلك لضمان استدامة هذه الحرف للأجيال القادمة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©