عدد اليوم
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
أكد عامر سالمين المري، مؤسس ومدير عام مهرجان «العين السينمائي»، أنه رغم الظروف الصعبة التي فرضتها أزمة تداعيات «كورونا» على العالم كله، التي أثرت على كافة المجالات، وبخاصة المجال السينمائي، إذ تأثرت أغلب المهرجانات السينمائية العالمية والعربية، التي ألغى بعضها، وتأجل البعض الآخر لشهور حتى تتحسن الأوضاع، فيما قررت بعض المهرجانات الأخرى عرض فعالياتها «أونلاين»، إلا أن الفن أصبح هو المتنفس الوحيد لبث الطمأنينة في نفوس الناس، لذا حرصنا هذا العام على أن تكون هذه الدورة الثالثة من 23 حتى 27 يناير الجاري، الملاذ الآمن لاستعادة ثقة الجمهور والتفاعل مع الفن السابع. وأشار إلى أنه عمل طوال فترة الحجر بخبرته الإدارية والفنية والسينمائية، كونه مخرجاً وكاتباً ومنتجاً، على تحقيق استمرارية «العين السينمائي» وإقامته في موعده المعهود، بإطلاق مسابقات جديدة وعمل اتفاقيات ومبادرات مع الجهات المعنية بالفن المحلية والعربية والأوروبية، والتي كانت بالنسبة له بمثابة «ترمومتر» يقيس به مدى إمكانية التعاون، وفي الوقت نفسه استكشاف عدد مشاركات الأفلام من قبل صناع السينما، بعد إعلان فتح باب التسجيل في 5 يوليو الماضي بمسابقاته المختلفة.
وقال سالمين في حواره مع «الاتحاد»: منذ إعلان فتح باب التسجيل، استقطب المهرجان عدداً كبيراً من الأفلام، والتي كانت بمثابة مفاجأة كبيرة بالنسبة له، خصوصاً أن إدارة المهرجان تلقت 378 فيلماً، وتم اختيار 85 فيلماً، بزيادة 35% عن الدورة الماضية، ويشارك 5 أفلام تم ترشيحها إلى أوسكار 2021، هي الفيلم السعودي «سيدة البحر» والجزائري «هليو بوليس» والمصري «لما بنتولد» والتونسي «الرجل الذي باع ظهره»، و«arracht» من أيرلندا ما جعلنا نتخذ قراراً بزيادة عدد أيام المهرجان إلى خمسة أيام بدلاً من أربعة.
واقع المهرجانات
وأوضح أنه دعا كوكبة من المتخصصين في عالم السينما عبر إقامة ورش ومبادرات سينمائية صيفية العام الماضي «عن بُعد» وتم بثها عبر حساب «العين السينمائي» الرسمي بمواقع التواصل، لمناقشة قضية واقع المهرجانات في أزمة «كورونا»، بهدف التواصل مع صناع السينما بشكل مستمر وتحديد أفكار وبدائل يمكن الاستفادة منها في عصر «كوفيد- 19»، مشيراً إلى أن هذه الورش ساعدته كثيراً في تحديد أفكاره حينما قرر إقامة المهرجان، لافتاً إلى أنه سعى خلال الشهور الماضية مع الجهات المختصة لاتخاذ قرار الموافقة على إقامة المهرجان في موعده المحدد، بعد عمل استراتيجية وتقديم ملف كامل بناء على اللوائح والشروط التي تطلبها الدولة، من أجل الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية اللازمة لضمان صحة الجمهور والضيوف والنجوم والقائمين على المهرجان، كما تم تحديد طاقة استيعاب بصالات العرض كما مقررة في إمارة أبوظبي 30% بما يضمن التباعد الجسدي، إلى جانب إقامة بعض الندوات والورش الافتراضية، على غرار بعض المهرجانات العالمية.
السجادة الحمراء
وكشف سالمين عن أن «العين السينمائي» في دورته الثالثة سيفتتح بفيلم في الهواء الطلق بقلعة الجاهلي بـ«دار الزين»، وسط كوكبة من الضيوف الذين سيسيرون على السجادة الحمراء، أبرزهم أحمد الجسمي ونجوم الغانم وعبد المحسن النمر وعبد الله زيد ونايلة الخاجة وناصر الظاهري وميساء مغربي وسلوم حداد ومسعود أمر الله ومنصور الظاهري ومنصور الفيلي وياسر النيادي وفاضل المهيري، وقال: تحدينا ظروفاً كثيرة استعداداً للدورة الحالية، للإسهام في إحداث حراك فني، ودعم صناع سينما المستقبل، والجمع بين الفن والتاريخ والسياحة معاً في مهرجان واحد.
وأضاف: على مدى 5 أيام وتحت شعار «سينما المستقبل» سنحتفي بسينما الشباب والعالم، كما سنقدم مبادرات جديدة وبرامج مختلفة وعروضاً مميزة واتفاقات في خدمة «الفن السابع»، ليكون «العين السينمائي» المنصة الأبرز لاكتشاف وتقديم أفضل إنتاجات ومواهب السينما في المنطقة، فـ4 مبادرات جديدة ستشهدها الدورة الثالثة من المهرجان، والتي سيكون لها الأثر الأكبر على دعم السينما وصناع الشباب، وأبرزها الجائزة الاستثنائية التي سميت باسم الراحل «فريد رمضان»، وخصصت لأفضل سيناريو لفيلم خليجي طويل من الجوائز المستحدثة والمميزة، ورُصدت لتشجيع كتاب السيناريو، وكذلك تكريماً لروح الكاتب والسيناريست البحريني الراحل فريد رمضان الذي كان له حضور بارز في الدورة الأولى والثانية من المهرجان، وأثرت كتاباته السينما في البحرين وفي الخليج بصفة عامة، إلى جانب مسابقة «مهرجان أبوظبي للسيناريو غير المنفذ»، حيث تعاون «العين السينمائي» مع «مهرجان أبوظبي» باعتباره الشريك الاستراتيجي الثقافي للمهرجان، في تنفيذ هذه المسابقة التي تستهدف المؤلفين الإماراتيين الشباب، لخلق جيل جديد من الكتاب يستطيع إثراء المحتوى المحلي بمواضيع جديدة تقدّم للسينما، بفكر جديد ومختلف.
إنجازات الفنانين
ضمن برنامج «تكريم إنجازات الفنانين» سيتم تكريم نخبة من عمالقة الفن في الدورة الثالثة من «العين السينمائي»، لمسيرتهم الفنية الحافلة بالعديد من الإنجازات في عالم صناعة السينما وإسهاماتهم الكبيرة للارتقاء بـعالم «الفن السابع»، وهم الشيخة اليازية بنت نهيان التي أسهمت من خلال شركتها «أناسي» للإنتاج الفني والإعلامي، في تنفيذ العديد من الأعمال السينمائية التي جسدت الثقافة الإماراتية بمستوى فن عال، ووصلت أغلب أعمالها إلى العالمية، والمخرجة الإماراتية نجوم الغانم، التي تميزت خلال مسيرتها في تنفيذ الأفلام الوثائقية، والتي حصدت من خلالها العديد من التكريمات والجوائر، والكاتب والسيناريست البحريني الراحل فريد رمضان، الذي أثرى الساحة الفنية الخليجية بالعديد من الأعمال التي ستظل محفورة في الوجدان.
أوروبا في المهرجان
وصف عامر سالمين المري دورة هذا العام من «العين السينمائي» بـ«الاستثنائية» خصوصاً أنه يحمل مفاجآت كثيرة، سواء على مستوى الحضور الفني، أو الفعاليات الجديدة، أو الندوات والملتقيات وحجم المشاركات، وكذلك إقامته في هذه الظروف الصعبة، مبيناً أن أبرز مبادرات المهرجان في دورته الثالثة هو إبرام اتفاقية مع مكتب «الاتحاد الأوروبي»، حيث ستعرض باقة من الأفلام السينمائية الأوروبية المميزة التي لاقت نجاحاً في أوروبا وفي بعض المهرجانات السينمائية العالمية، إذ أبدت مجموعة من الدول الأوروبية استعدادها بالتعاون مع المهرجان، بهدف تبادل الخبرات والثقافات في المجال وتقديم فرصة لمشاهدة أفلام مختلفة ذات قيمة فنية رفيعة للجمهور الإماراتي والخليجي.
