عدد اليوم
محمد نجيم (الرباط)
يسمونها «سويسرا المغرب»، إنها مدينة إفران، مدينة الهدوء والجمال والهواء المنعش، عاصمة شجرة الأرز الثلوج في المغرب، حيث تعرف أهم التساقطات الثلجية في فصل الشتاء، وفيها تزدهر السياحة المرتبطة برياضة التزحلق على الثلوج والطبيعة الخلابة.
وتقع مدينة إفران، ذات الاسم الأمازيغي، الذي يعني «الكهوف» وسط جبال الأطلس المتوسط، على ارتفاع 1713 متراً فوق سطح البحر ومحيطها الجبلي هو مخزون طبيعي هائل من الأشجار، خاصة أشجار الأرز التي تمتد على مساحات شاسعة تُبهر العين وتنعش القلب، كما تتمتع مدينة إفران ومحيطها ببحيرات جميلة وببعض الشلالات، التي تمد القرى المجاورة بمخزون هائل من المياه الجوفية النقية الصافية.
عواصم الثلوج
وتعد مدينة إفران، مدينة السياحة الجبلية، حيث يُمكن الاستمتاع وممارسة الرياضة في فضاء شاسع لا تحده العين، وهي رياضة تجلب أشهر عشاق الثلوج والرياضات المتعلقة بها من شتى أنحاء العالم، بل أصبحت جبال إفران ومسطحاتها الثلجية تكاد تنافس عواصم الثلوج في أوروبا نظراً للخبرة الواسعة التي اكتسبها شباب المدينة ممن يعشقون التزحلق على الثلوج.
وقد عرفت مدينة إفران في السنوات الأخيرة، تحولاً كبيراً على جميع الصعد؛ الاقتصادية والاجتماعية والعلمية حولها من مدينة صغيرة ببيوت يغلب عليها الطابع المغربي الأندلسي إلى مدينة عصرية تقوم على اقتصاد عصري جعل منها عاصمة سياحية تكاد تضاهي وتنافس مدينة مراكش، إذ تطور اقتصادها، وأصبحت تحتضن مكاتب لشركات عالية تروج للسياحة الجبلية في عواصم العالم.
كما أن إنشاء جامعة الأخوين بمدينة إفران، ساهم في إشعاع المدينة عالمياً. وتعد جامعة الأخوين تحفة معمارية بحد ذاتها، وهي مصممة على الطراز الأوروبي الذي يناسب الطقس الخاص بالمدينة.
فبعد تساقط الثلوج، تلبس المدينة رداءها الأبيض الناصع، كأنها عروس في يوم زفافها يفرح سكان مدينة إفران والقرى المجاورة ويستبشرون خيراً بتلك الثلوج ويستمتعون بذلك، وتصبح المدينة ومنتزهاتها قبلة لعشاق الثلوج يأتون إليها من مناطق مختلفة من المغرب للاستمتاع بتلك الثلوج والتزحلق عليها والتراشق بها، وأخذ صور أمام الأشجار العالية التي تلبس البياض في مشهد ساحر يريح النفس.
بياض الثلج
ويقول علي مفتاح المرشد السياحي في مدينة إفران: «تشهد المدينة خلال فصل الشتاء تساقطات ثلجية مهمة، وهذا ما يساهم في تحريك عجلة الاقتصاد بمدينة إفران ومتنزهاتها وجبالها وقراها القريبة. أما عبوش الغالي التي تملك محلاً صغيراً لبيع الخبز والحلويات المحلية، فتقول: التساقطات الثلجية في مدينة إفران تأتي بالخير على سكان المدينة وتسعد الأطفال والكبار وتنشط الحركة الاقتصادية بفعل الرواج الذي يخلقه توافد الزوار المغاربة من مختلف المدن المغربية خاصة المدن القريبة فاس، وتازة، ومكناس، ومدن أخرى للاستمتاع ببياض الثلج ولوحاته الساحرة.
