الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

آلات النفخ.. صوت الفن الشعبي في مهرجان الشيخ زايد

آلات النفخ.. صوت الفن الشعبي في مهرجان الشيخ زايد
17 يناير 2021 00:21

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

تركز الفرق الفنية في مهرجان الشيخ زايد الذي يقام في منطقة الوثبة، على استحضار الموروثات الشعبية في الفن؛ لأنها تتميز بقدرتها على جذب الجمهور، والتعبير عن الثقافات السائدة في الفلكلور الشعبي، عبر فعاليات المهرجان الذي يتواصل حتى 20 فبراير المقبل، جامعاً كل محبي الفنون التقليدية على العادات والتقاليد الراسخة.. ومن ضمن الفرق التي قدمت عروضاً تعبر عن القيم والجمال، «فرقة الشباب» العُمانية وفرقة «الأهرام المصرية للفنون» و«ناز» الكازاخية و«أوزبيكم» الأوزبكية، وهو ما يؤكد أن المهرجان دائماً يمضي بهوية محلية وخليجية وعربية وأيضاً بصيغة عالمية.

أشكال متنوعة
واستحوذت الكثير من الآلات الموسيقية القديمة والحديثة على اهتمام الجمهور، واشتركت العديد من الفرق في استخدام بعض الآلات المتعارف عليها في الموسيقى الشعبية، فقد برزت آلات النفخ بأشكالها المتنوعة، من خلال الفرق العالمية والعربية الشعبية التي قدمت عروضها على مسارح المهرجان المختلفة، مع مزج عناصر الحداثة الموسيقية أثناء العروض الفنية، مما يجعل من آلة المزمار والفلوت والكرناي والناي، صورة معبرة عن واقع الفن التراثي للحضارات المختلفة، فقد استخدمتها الفرقة المصرية والعُمانية والكازاخية والأوزبكية في أغلب عروضها، وهو ما لاقى استحسان الجمهور الذي يتجاوب دائماً مع الفن الأصيل والفرق التي لا تزال تحافظ على استخدام آلات موسيقية تقليدية لها قيمتها الحقيقية في كل العصور.

فن أصيل
الفقرات التي قدمتها هذه الفرق وغيرها في المهرجان أثبتت أن الجمهور دائماً يبحث عن الفن الرفيع والأداء المميز، بالإضافة إلى البحث عن التراث الفني الأصيل في كل العصور، وقد تميزت هذه الفرق بأداء عروض ورقصات وفقرات موسيقية واستعراضية، وتقديم مقطوعات باستخدام آلات النفخ بالالتزام بالمظهر الشعبي العريق، ولا تزال هذه الفرق تتسم بحضورها الفني من خلال حفاوة الجمهور والالتزام بالأهداف التي رسخها المهرجان منذ البداية.

قيم وتقاليد
ويبين محمد عبد الله الخالدي أحد أعضاء فرقة «الشباب العُمانية»، أن الموروث الفني الشعبي العُماني يمتزج امتزاجاً كلياً مع الفنون الشعبية في الإمارات، وبقية دول الخليج، ومن خلال المشاركة المستمرة في هذا المهرجان، تقدم الفرقة عروضها الفنية المعروفة والتي تعبر دائماً عن القيم والتقاليد السائدة في المجتمع العماني والخليجي معاً، وقد نجح المهرجان في ترسيخ مبادئ مهمة، وهو ما يجعل الجمهور دائماً علي وعي بكل ما كان يقدم في السابق من فنون شعبية أصيلة، مشيراً إلى أن التراث الفني لسلطنة عُمان له جذور راسخة ودائماً يقدم في المناسبات الخاصة والعامة، وهذا دليل على أنه له حضوره الفني والشعبي، مشيراً إلى أن آلات النفخ الموسيقية التي تستخدمها معظم الفرق تعبر عن أصالة بعض الآلات التراثية التي أصبح حضورها في هذا العصر يشكل جمالاً في المهرجانات الثقافية والفنية المهمة مثل مهرجان الشيخ زايد نظراً لأنها تستقطب الجمهور، فإن الكثير من الفرق الفنية تحرص على استخدام هذه الآلات بشكل تقليدي وتؤدي من خلالها مقطوعات موسيقية قديمة وممتعة.

فلكلور شعبي
 محمد الشبرواي الذي يؤدي مقطوعات موسيقية على آلة المزمار من الثقافة المصرية مثل أغانٍ لـ«كوكب الشرق» أم كلثوم والموسيقى الشهيرة لـ «الضوء الشارد» و«الأقصر بلدنا»، قال إن مهرجان الشيخ زايد جمع الألحان والفلكلور الشعبي التراثي من كل دول العالم في مكان واحد، وإن هذا الإنجاز فريد من نوعه، فهو بالفعل يرجع إلى إدارة المهرجان التي وفرت كل السبل والإمكانات، واستطاعت أن تستقطب أهم الفرق الغنائية والموسيقية الشعبية في العالم.
وأضاف: المهرجان في كل عام يسافر بنا إلى آفاق الفن الشعبي الأصيل، فهو ما يجعلنا دائماً نحرص على تقديم العروض الفنية الفلكلورية التراثية التي تعبر عن كل محافظات مصر، من الوجه البحري إلى مدن الصعيد، وغيرها من المناطق الأخرى، وقد حرصت الفرقة المصرية على استخدام واحدة من الآلات التي تشترك فيها الكثير من الدول العربية والخليجية ومنها آلة المزمار، لافتاً إلى أنه في أثناء تقديم هذه الفقرة المصحوبة بالأداء الراقص بتفاعل الجمهور معها، معرباً عن فخره وامتنانه لحضور مهرجان، الذي دائماً يعبر بالفن الشعبي إلى الحاضر، من خلال استقطاب فرق فنية لها حضور بارز على المستويين المحلي والعربي.

آلة الناي و«دومبرا»
شكل أداء فرقة «نازا» الكازاخية فنوناً استعراضية مزجت بين الإيقاع الراقص والأداء الحركي المتجانس، عبر سيمفونية فنية مميزة، على نغمات آلة الناي وآلة «دومبرا» الشهيرة، حيث يظهر أعضاء الفرقة على مسارح المهرجان المختلفة بدرجة عالية من الأناقة، إذ ينجذب إليهم الزوار والضيوف بمختلف جنسياتهم نظراً لملابسهم الفضفاضة متعددة الألوان المشرقة وأغطية الرأس التقليدية، إلى جانب تقديمهم عروضاً فنية حملت نكهة ثقافية مميزة من بلادهم.

الكرناي
«الكرناي».. آلة نفخ من التراث الأوزبكي كانت تستعمل قديماً، ولا تزال تستخدم في المهرجانات والحفلات الشعبية التي تقام في المناسبات والفعاليات للمناداة على الناس، وهذا تقليد قديم يتبع في أوزبكستان منذ حوالي 1000 سنة.

المزمار البلدي
المزمار البلدي والربابة.. من أشهر الآلات الموسيقية المصرية، فالمزمار من آلات النفخ الخشبية، تنتشر بكثرة في صعيد مصر، وهي حالياً من أهم الآلات الموسيقية الشعبية في مصر، إذ تؤدي عليها أغلب الفرق الشعبية المقطوعات الموسيقية القديمة الشهيرة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©