الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

كيف تؤثر صناعة الفضاء على الاستدامة؟

كيف تؤثر صناعة الفضاء على الاستدامة؟
29 يناير 2021 00:08

ترجمة: عزة يوسف

يتزايد استخدام تقنيات الفضاء في حياتنا اليومية باستمرار، وهناك استخدام هائل لبيانات الفضاء على الأرض في العصر الحالي، بدءاً من الهواتف المحمولة والإنترنت وأجهزة الملاحة عبر الأقمار الصناعية والتلفاز التي أصبحت ممكنة فقط بفضل تقنيات الفضاء، فكيف تؤثر صناعة الفضاء على أهداف التنمية المستدامة؟. تحدثت سيمونيتا دي بيبو، مديرة مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي عن تطور صناعة الفضاء، وتأثيرها على أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، موضحة كيف ولماذا تطورت أنشطة الفضاء الخارجي بدرجة كبيرة، خلال السنوات الأخيرة، وما هي التقنيات المحددة التي سمحت بهذا التطور بشكل ملحوظ.

خيارات
وقالت سيمونيتا: إنه في العقود الماضية، شهد عالمنا، وخاصة قطاع الفضاء، تغيرات هائلة، تشمل مرافق الإطلاق وخياراتها الأرخص، والتكنولوجيا المدمجة بشكل متزايد التي تجعل من الممكن تعبئة إمكانات هائلة في أجهزة أصغر، وزيادة الإقبال على استكشاف الفضاء في جميع أنحاء العالم، إلى جانب النمو الاقتصادي والابتكار السريع، وجميعها أدى إلى ازدهار قطاع الفضاء، واقتحام جهات فاعلة جديدة مثل الشركات الخاصة التي لها أهداف أكثر طموحاً. كما تتطور تطبيقات الاستشعار عن بعد بسرعة واستخداماتها، فعلى سبيل المثال، تزودنا الأقمار الصناعية لرصد الأرض بصور أكثر دقة وتفصيلاً، ما يفتح طرقاً جديدة لاستخدام البيانات المتعلقة بالفضاء، لا سيما من أجل التنمية المستدامة، في مكافحة تغير المناخ بشكل رئيس. وقالت سيمونيتا: إنه غالباً ما يدعو مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي إلى زيادة استخدام الفضاء من أجل التنمية المستدامة، ولكن كيف يمكن للفضاء أن يساعد بالفعل في بناء اقتصاد أكثر استدامة؟ تعد تقنيات وبيانات الفضاء أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، فهي توفر معلومات متجانسة في الوقت الفعلي من أي مكان، حتى في المناطق النائية.

تغير المناخ
وأضافت سيمونيتا أن استراتيجيات مراقبة تغير المناخ والتلوث، ودعم الزراعة المستدامة، وزيادة الإنتاجية وتعزيز التصنيع من خلال التقدم في البحث والتكنولوجيا، وإيصال التعليم إلى المناطق النائية، ودعم الانتقال إلى الطاقة النظيفة، وتحسين مراقبة وإدارة موارد المياه، وتمكين المدن الذكية والنقل، تأتي من بين الطرق العديدة التي تدعم بها الأنشطة الفضائية أهداف التنمية المستدامة. وفيما يتعلق بالمياه النظيفة والصرف الصحي، يعمل مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي على تعزيز استخدام التكنولوجيا الفضائية لزيادة الوصول إلى المياه، وفي عام 2018، أطلق بوابة «Space4Water»، التي توفر معلومات عن المشاريع والمبادرات والبوابات المجتمعية والمواد التدريبية والمؤتمرات والمطبوعات في قطاعي الفضاء والمياه والروابط بينهما.

فوائد هائلة 
أما هدفا التنمية المستدامة واللذان يتعلقان بالعمل اللائق والنمو الاقتصادي والصناعة والابتكار والبنية التحتية، فيمكن للفضاء أن يحقق فوائد هائلة من خلال اقتصاد الفضاء المتوسع، والذي يعزز النمو الاقتصادي وجودة التوظيف في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن تعزيز التقدم التكنولوجي الذي يعود بالفائدة على جميع القطاعات من الاقتصاد في نهاية المطاف، كما تعاون مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي مع جامعة بوكوني في ميلانو، ومع مختبر تطور اقتصاد الفضاء، لاستكشاف إمكانات اقتصاد الفضاء من خلال البحث والتعليم.
وسيشمل هذا التعاون دورات أكاديمية لتدريب الموظفين العموميين، لا سيما في البلدان النامية، على مواضيع تتعلق باقتصاد الفضاء.

صد المخاطر 
وفيما يتعلق بهدف المدن والمجتمعات المستدامة، وزيادة قدرتها على الصمود في وجه الكوارث، يلعب الفضاء دوراً في الحد من المخاطر والاستجابة للكوارث، فضلاً عن رسم خرائط الأمراض وحالات الطوارئ الصحية العامة، وذلك سعياً إلى تحسين الظروف المعيشية وقدرة المجتمعات على الصمود على وجه الأرض. من خلال مساعدة البلدان النامية على الوصول إلى البيانات المتعلقة بالفضاء للحد من الكوارث والاستجابة لها، يوفر برنامج سبايدر للبلدان إمكانية الوصول إلى الأدوات اللازمة لتحقيق هذا الهدف، وفيما يتعلق بهدف الشراكات من أجل الأهداف، يعمل مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي باستمرار على بناء شراكات مبتكرة مع عدد من الجهات الفاعلة، بما يشمل الحكومات ووكالات الفضاء وشركات القطاع الخاص والمؤسسات البحثية، لضمان وصول الأشخاص في جميع الدول إلى مزايا الفضاء.

أهداف 2030
قالت سيمونيتا دي بيبو مديرة مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، إن تحقيق أهداف التنمية المستدامة هو بالطبع الهدف الشامل لجميع مكاتب ووكالات الأمم المتحدة في العقد القادم، من خلال جميع المبادرات والشراكات التي أنشأتها، والتي ما زالت تنشئها، معربة عن ثقتها بأن المزيد والمزيد من الدول ستكون قادرة على الاستفادة الكاملة من الإمكانات المذهلة لتقنيات الفضاء والبحوث لإحداث فرق ملموس في طريقهم نحو أهداف 2030.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©