الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

قصر عابدين.. 500 غرفة ملكية

قصر عابدين.. 500 غرفة ملكية
5 فبراير 2021 00:06

شعبان بلال (القاهرة)

قبل أكثر من قرن ونصف القرن، لم يكن للقاهرة الخديوية أي معلم يروي تاريخها، حتى جاء الخديوي إسماعيل وقرر بناء قصر عابدين ليصبح درة قصور القاهرة الحديثة، كما نعرفها اليوم.
كانت بقايا الحضارات القديمة تتصارع فوق أنقاض المدينة القديمة، وفي العام 1863 بدأ كل شيء يتغير وتشكلت مرحلة جديدة من المعمار الحديث.
تولى إسماعيل الحكم، وعرف عنه ولعه بالحضارة الأوروبية فاستعان بالمعماري الفرنسي دي كوريل روسو، وطلب منه تشييد القصر الذي استغرق بناؤه أكثر من 10 أعوام، وبدأ التخطيط للقاهرة لتكون قطعة أخرى من باريس.

«عابدين»، الذي سمي القصر باسمه، لم يكن أحد الملوك أو الحكام السابقين لمصر، لكنه كان أحد القادة العسكريين امتلك قصراً صغيراً في نفس المنطقة، وبعد وفاته اشترى الخديوي القصر وهدمه ليعيد تشييده بصورة حديثة وأكثر عراقة، ليليق بالخديوي ويكون مقراً للحكم. بلغت تكلفة بناء القصر 40 ألف دولار، و120 ألفاً أخرى لتأثيثه، وفي القرن التاسع عشر كانت تلك المبالغ باهظة وتكفي لبناء قصر صنف من أجمل قصور القاهرة ومصر، بل وأجملها على الإطلاق.  ويتكون القصر العملاق من 500 غرفة، ولهذا اتفق جميع المتخصصين في مجال القصور على أنه جوهرة المتاحف الملكية المصرية.

بوابة باريس
يصف الدكتور إبراهيم بدوي الخبير الأثري، قصر عابدين بأنه بوابة للسفر عبر الزمن، فعندما تدخل من البوابة الكبرى تشعر كأنك عدت إلى القرن التاسع عشر، وتعرف ببوابة باريس، ثم 5 قاعات للاحتفالات الكبرى.. والحرملك هي أشهر ما يميز قصر عابدين، وهي منطقة مغطاة بالكامل بالستائر، واكتسبت اسمها لأنها محرمة بالكامل على الرجال الغرباء ومخصصة للسيدات فقط.

مدينة كاملة 
ويرى الخبير الأثري أن قصر عابدين ليس مجرد منطقة تاريخية شاهدة على حكام أسرة محمد علي، وإنما مدينة كاملة فيها بوابات عملاقة وشوارع وحدائق غناء، ومتاحف صغيرة تضم أكثر من 100 قطعة فنية، يستمتع الزائر بالنظر إليها كلما قرر الذهاب إلى اللبنة التي غيرت شكل القاهرة الخديوية.
وقال إن القصر كان السهم الذي أطلق النهضة المعمارية في مصر الحديثة، ومن بعدها قاد الخديوي إسماعيل ثورته المعمارية لتخطيط القاهرة وبنائها على الأسلوب الأوروبي، وكان كلما تحدث عن مدينته أرادها أن تكون قطعة من باريس، ولهذا استعان في أغلب الأوقات بمعماريين فرنسيين. ولفخامة القصر وتاريخه العريق، تعاقب الحكام على إدارة شؤون المحروسة من داخله منذ افتتاحه العام 1872 حتى قيام ثورة يوليو العام 1952، ومع تعاقب الحكام من أبناء وأحفاد محمد علي، وقعوا جميعاً في غرام قصر عابدين وعاشوا فيه وحكموا مصر من داخل أروقته الواسعة.
ولفت إلى أن الغرف الملكية وقاعات الاحتفالات الواسعة لم تغن مصمم القصر عن تأسيس مكتبة كبرى تضم أكثر من 55 ألف كتاب، جميعها يصنف بأنه من النوع النادر، وبأكثر من لغة وفي مجالات شتى، لا يمكن لعشاق القراءة أن يكتفوا أبداً بساعات قليلة في مثل هذه المكتبة العريقة.

الضيف الملك
أول ضيوف القصر كان ملك بلجيكا، ولهذا سمي جناح الضيوف في قصر عابدين باسم الجناح البلجيكي، وخصص لضيوف مصر المهمين، وداخل هذا الجناح المهم سرير نقش يدوياً، ويضم الكثير من التحف النادرة، فضلاً عن الكثير من الأجنحة الملكية التي تليق بحكام مصر من الأسرة العلوية.
يعدد بدوي بعض من المتاحف النادرة داخل قصر عابدين، ومنها المتحف الحربي الذي يحفظ تاريخ مصر العسكري، ومجموعة نادرة من الأسلحة المستخدمة في ذلك الوقت وفي عصور مختلفة، فضلًا عن متحف النياشين والأوسمة، ومتحف الفضيات الذي يحتوي على أدوات من الفضة والكريستال الخاص بالأسرة المالكة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©