السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مهرجان الشيخ زايد منصة لتبادل الثقافات.. الفلكلور سفير الشعوب

لوحات راقصة تكشف تقاليد الشعوب من أزيائها وألوانها (تصوير عادل النعيمي)
9 فبراير 2021 00:43

نسرين درزي (أبوظبي)

يتواصل الحضور الجماهيري في مهرجان الشيخ زايد المستمر حتى 20 فبراير الجاري في منطقة الوثبة بأبوظبي، وسط أجواء احتفالية تتخللها محطات فنية جوالة من مختلف الأجنحة المشاركة، وتعكس منصات الفلكلور على أنواعها روح التفاعل في مشهدية جامعة توحد لغة الشعوب من داخل الإمارات، وتمزج بين الترفيه والثقافة بأسلوب حيوي. 
وتقدم الفعاليات المنتشرة على سعة المكان فرصة للجميع للتعرف عن كثب على حضارات مختلفة، والاطلاع على ما يميزها باللباس والأهازيج والعزف والرقص والحرف اليدوية وفنون الطعام.

لوحات شعبية
عند التجول في أرجاء مهرجان الشيخ زايد المفتوحة منصاته على الهواء الطلق، لا يكتفي الزائر بالتنزه وحسب، وإنما تكون له وقفات مطولة عند أكثر من جناح، كل بحسب اهتماماته، وترتفع وتيرة الفضول لاستكشاف تفاصيل أكثر عن حياة الشعوب، مع التنوع الضخم بين المنتجات المعروضة من أدوات تراثية إماراتية تكشف ملامح عن زمن الأولين، وأخرى خليجية وعربية وآسيوية وأوروبية بجناحيها الشرقي والغربي، أما مسارح المهرجان التي تم توزيعها على كافة الأحياء، فتحتل الحصة الأكبر لاستقطاب الزوار بما تقدمه من عروض متنوعة لمختلف الدول المشاركة، إضافة إلى مسيرة يومية تشارك فيها باقة من الفرق الفلكلورية التي تجوب ساحات الموقع وممراته بلوحات شعبية تمثل حضارات العالم.

  •  فنون تكشف تفاصيل متوارثة
    فنون تكشف تفاصيل متوارثة

ملتقى الشعوب
ويعرب الجمهور عن انبهاره بالمادة الثقافية المتنوعة التي يوفرها المهرجان سنوياً، بحيث أصبح عنواناً لملتقى الشعوب وصرحاً معرفياً راقياً لتبادل التجارب والخبرات. وذكرت فاطمة الكثيري، التي كانت تترقب عرضاً أمام الجناح الكازخستاني برفقة صديقاتها، أنها في كل مرة تزور المهرجان تشعر بالنبض الساكن في كل ركن منه، وكأنه مسرح مفتوح على أجمل ما تكتنزه الشعوب من ثقافات تفاخر بها. وأشارت إلى أن هذه المشاعر تنطبق بلا شك على كل الموجودين في الموقع، ممن تظهر على وجوههم ملامح الإعجاب بالاستعراضات التي تقدمها الدول وتعبر من خلالها عن تفاصيل تخصها في الألوان والملابس وقصات الشعر وحركات الجسم.
وقال محمد الزعابي وهو جالس على مقعد خشبي كاشف يتأمل المشهد العام للمهرجان، إن أجمل ما في الفعاليات هذا الجذب المتنوع الذي يستدعي اهتمام الناس من مختلف الجنسيات. فالجميع هنا يقف متفاعلاً مع اللوحات الفلكلورية والمعزوفات الفنية على اختلاف مصادرها، وكما أن الأهازيج الإماراتية التقليدية وفرق اليولة والعيالة تجمع الكبار والصغار حولها من كل الجنسيات، فإن الاستعراضات العالمية الأخرى تلقى الاهتمام نفسه عند المواطنين. وبالنسبة له، وبالرغم من كونه مطلعاً بعمق على الفنون الشعبية المصرية، فإنه يتأمل بشغف لوحاتها الاستعراضية من داخل المهرجان وكأنه يراها للمرة الأولى.

  • الجميع هنا يعكس صورة عن بلاده
    الجميع هنا يعكس صورة عن بلاده

منصة عالمية
واعتبر سمير سماحة أن الأجواء الإيجابية التي يبثها مهرجان الشيخ زايد منذ سنوات على انطلاقته تترجم الغاية المنشودة منه بامتياز، لكونه منصة ثقافية مفتوحة على حضارات العالم. وذكر أنه لطالما اعتبرت الفنون الشعبية أفضل الصور التي يمكن نقلها لتخبر عن عادات الدول وما يميزها على مر العصور. وهذا ما يبدو جلياً هنا، إذ بالإضافة إلى مفردات الحرف اليدوية التي تعرضها الأجنحة المشاركة من الشرق والغرب كدلالة على صناعات متوارثة، تأتي اللوحات الفنية لتكمل هذا النسيج الحضاري، وتكشف للعامة ما لم يروه من قبل في احتفالية جامعة لكل الأطياف.
والرأي نفسه سجلته لميس أحمد التي كانت تتأمل تنوع الفنون من داخل جناح البوسنة والهرسك، بما فيه من أحجار كريمة تدخل في الصناعات اليدوية ومشغولات نحاسية وجلدية من صميم الحرف الشعبية. وذكرت أنها انجذبت بشدة إلى تفاصيل الأزياء لهذا الشعب العريق، وكذلك لما قدمته الفرق من مقطوعات غنائية تتماهى مع طبيعة الحياة هناك. ومما لفتها أيضاً تنوع المنتجات الغذائية التي تدخل في صناعة مستحضرات التجميل الطبيعية، ومنها العسل المحلي والشاي والقهوة الداكنة التي تحمل مذاقاً بوسنياً.
وتحدث أنور عبدالله عن الحالة الثقافية المختلفة التي ينشرها مهرجان الشيخ زايد من خلال العروض الفلكلورية المتنوعة، مشيراً إلى أهمية الاطلاع على حضارة الشعوب من خلال فنونها الشعبية الأصيلة. وهذا ما لمسه في أجنحة كثيرة، ومن ضمنها جناح جمهورية أوزبكستان اللافت بديكوره التقليدي وما يكشفه أمام الناس من تحف وصناديق خشبية منقوش عليها آيات قرآنية بصورة زخرفية رائعة، إضافة إلى تقديم أصناف الطعام الشعبية. وكل ذلك برأيه يلخص نجاح المهرجان ليس فقط في الكشف عن الموروث الإماراتي الشعبي محلياً وإقليمياً ودولياً، وإنما تبادل المشاهد الثقافية العالمية من داخل أبوظبي.

أحياء عالمية
تعكس الأحياء العالمية في مهرجان الشيخ زايد جوانب مختلفة من ثقافات الشعوب، كالتراث المعماري، والأسواق القديمة، والمنتجات التقليدية والأهازيج الفلكلورية، وتتيح الأجنحة منصات حية لتبادل الخبرات في أكثر من مجال.
ويضيء المهرجان بمختلف فعالياته على الحرف اليدوية للشعوب، حيث يتوزع الحرفيون في أجنحة الدول المشاركة لينقلوا صورة حيّة عن حضاراتهم من خلال ورش عمل تفاعلية، يستعرضون فيها أسراراً عن صناعاتهم.

3500 فعالية
يضم مهرجان الشيخ زايد أكثر من 17 ألف مشارك وعارض من مختلف الدول، وتقدم فيه نحو 3500 فعالية ثقافية و500 عرض ترفيهي و100 ورشة عمل للأطفال و40 حياً عالمياً ومسارح ولوحات فلكلورية ترسخ التناغم بين الشعوب.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©