الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

كيف تحافظ على سعادتك أثناء التباعد ؟

كيف تحافظ على سعادتك أثناء التباعد ؟
13 فبراير 2021 00:04

د. شريف عرفة

رغم اختلاف إجراءات مواجهة «كورونا» من بلد لآخر.. يظل التباعد الجسدي إجراءً ضرورياً إلى أن يتم تجاوز هذا الظرف الاستثنائي.. لكن للتباعد تأثيرات ضارة، منها زيادة الشعور بالضغط النفسي، والمشاعر السلبية، والشعور بالوحدة، والحرمان العاطفي.. والتي تتفاوت في شدتها من شخص لآخر حسب ظروفه.. فمن يعيش في مكان متسع وسط أسرته لن يعاني كشخص يعيش في مكان ضيق مع غرباء بعيداً عن أسرته..
تقترح الباحثة «مي يي نغ» وفريقها البحثي من مركز جامعة فلوريدا الدولية للطفل والأسرة، في موقع جامعة فلوريدا الدولية، مجموعة من الإجراءات التي يمكن اتباعها لتجاوز التأثير النفسي للتباعد، والتي يمكن إجمالها في ما يلي..

حافظ على روتين يومي متجدد
انقطاع الروتين اليومي قد يؤدي إلى الشعور بالملل والعجز والكآبة.. لذلك.. نظم اليوم واجعل مهامك فيه واضحة تنهيها الواحدة تلو الأخرى.. وجدد شغفك بممارسة أشياء جديدة، كقراءة رواية، كتابة الشعر، أو مشاهدة فيلم، أو تعلم الطبخ أو العزف على آلة موسيقية أو تعلم لغة جديدة أو أخذ دورة عبر «الإنترنت». القائمة لا تنتهي!
ومن الضروري زيادة الإحساس بالتحكم في زمام الأمور، عن طريق زيادة التثقيف الذاتي بمطالعة مصادر موثوقة للمعلومات، ومعرفة كيفية انتشار الفيروس وطرق الحد من المخاطر، ومعرفة ما يجب القيام به إذا ظهرت على شخص ما الأعراض، وإيجاد طرق لمواصلة العلاج... إلخ كل هذا يساعد في زيادة الإحساس بمعرفة ما ينبغي عمله.. لأن الشعور بالعجز يزيد من الضغط النفسي.. ويمكن للتخطيط الجيد لأنشطة اليوم أن يشعرك بمزيد من التحكم.

كما يمكن تخصيص وقت لممارسة الرياضة بانتظام، لما لها من تأثير مثبت علمياً لتحسين الصحة النفسية. يمكن للأشخاص المتباعدين القيام بمجموعة واسعة من التمارين خارج المنزل كالمشي وركوب الدراجة مع الحفاظ على مسافة كافية بعيداً عن الآخرين، وفي المنزل من دون معدات مثل اليوجا وتمارين الجمباز ومحاكاة مقاطع فيديو للتمارين الرياضية عبر الإنترنت وجلسات تمارين جماعية مع الأصدقاء عبر «الإنترنت».

حافظ على العلاقات الاجتماعية
تزداد وطأة التباعد الجسدي عند أولئك الذين لا يعيشون مع أسرهم وأحبائهم.. لأن الدعم لاجتماعي واحد من أهم وسائل تخفيف الضغوط النفسية.. هنا ينبغي تخصيص وقت كافٍ للتفاعلات الاجتماعية اليومية، من خلال اللعب مع أطفالك والاستماع كثيراً لشريك حياتك، أو من خلال المكالمات الهاتفية والرسائل النصية ودردشة الفيديو والوسائط الاجتماعية للتواصل مع من هم بعيدون عنك، عن طريق برامج الاتصال المجانية عبر الفيديو..

التواصل الاجتماعي مفيد لصحتنا النفسية.. والسخرية والضحك معاً على مفارقات الوضع الحالي تخفف من وطأتها، مثلاً، وحتى إن لم يوجد كلام يقال، يمكن للتواصل أن يفيد في التسلية وتوطيد العلاقة.. إذ يمكن مثلاً:
- ترشيح فيلم يشاهده الجميع لفتح حوار حوله لاحقاً..
- أو اختيار روايات أو كتب وقراءتها ومناقشتها لاحقاً..
- أو لعب أي لعبة إلكترونية -أونلاين- معاً لخلق تفاعل مشترك..
- أو الاتفاق مع الآخرين على القيام بالنشاط نفسه  معاً في الوقت نفسه مع إبقاء محادثة الفيديو مفتوحة.. كالطبخ أو المذاكرة معاً..
أهم ما في الأمر، هو أن تدرك أن التباعد الجسدي لا يعني انقطاع العلاقات الاجتماعية!

طريقة تفكيرك
يميل الأشخاص المصابون بالقلق إلى التركيز بشكل مفرط على الجوانب السلبية لأنفسهم أو لحياتهم.. لذلك فإن التعرف على هذه الأفكار والعمل على استبدالها بأفكار أكثر فائدة وفعالية، أمر ضروري للتمتع بصحة عقلية أفضل. لا تستسلم لتيار الأفكار السلبية، بل واجه الأفكار غير المفيدة بأفكار مفيدة تساعدك في مواجهة الحياة والشعور بالاطمئنان والسلام النفسي.

تشمل الأفكار المفيدة المحتملة النظر في الأدلة الموضوعية «مثلاً: الالتزام بإجراءات الوقاية يحمي من الفيروس»، والاعتراف بقدرة الشخص على التعامل مع أسوأ الظروف «مثلاً: إذا ظهرت الأعراض، فأنا أعرف ما يجب فعله»، والبحث عن الجانب المشرق «مثلاً: لديَّ الآن المزيد من الوقت للقيام بشيء أحبه»، وإعطاء معنى للحياة «مثلاً: بهذا التباعد أساهم في الصالح العام».. وتقدير النعم الموجودة في الحياة «مثلاً: لدي أصدقاء وأسرة..»، والاحتفاظ بمنظور طويل المدى «مثلاً: كل هذا سوف يمر». 
يمكن إدارة المشاعر بطرق بسيطة مثل الاستماع إلى الموسيقى، والتنفس العميق، والاسترخاء، وتخيل الصور والذكريات الإيجابية، أو عن طريق ممارسة تمارين الاسترخاء واليقظة الذهنية «التركيز في الحاضر: هنا والآن» التي وجدت الأبحاث إنها تساعد في تقليل التوتر.. لذلك حاول ممارستها من حين لآخر لتتمكن من إدارة عالمك الداخلي، مشاعرك وانفعالاتك، قدر الإمكان. ولصحتك النفسية أيضاً، أعط أولوية للنوم.. ولا تجعل تغير جدولك اليومي سبباً للأرق.. فالنوم يعزز القدرة على التعافي النفسي والجسدي بينما الحرمان منه يفاقم من هذه المشاكل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©