السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

آنسي... أنستني نفسي

آنسي... أنستني نفسي
16 فبراير 2021 00:02

حديثي اليوم سيكون عن مدينة لطيفة، جميلة، حالمة، رومانسية، آسرة. لست أصف أنثى أو أتغزل بامرأة، إنني أتحدث عن آنسي Anncey الفرنسية «بندقية جبال الألب» والتي أنستني البندقية - التي تبعد عنها حوالي 600 كيلو متر-، وأنستني نفسي وأنا أتجول بين طرقاتها المرصوفة بالحصى، بقيت ذكراها عالقة في مخيلتي، أسرتني ببحيرتها الجميلة وبسجنها الأنيق الذي يطالعك باستحياء لصغر حجمه، زرتها أول مرة مع عائلتي، وعدت لها 3 مرات مع صحبة مختلفة في كل مرة، وفي كل مرة أنسى نفسي في آنسي.
لؤلؤة جبال الألب الفرنسية - مساحتها لا تتجاوز الـ 10 كيلو مترات مربعة، موقعها بين إيطاليا وسويسرا في فرنسا، أعطاها رونقاً وخليطاً متجانساً. تقع في إقليم «رون» أحد أجمل أقاليم جبال الألب، أقرب لجنيف حيث تبعد حوالي 35 كيلو متراً، مدينة متكئة على ضفاف بحيرة جليدية بلورية ساحرة، هي واحدة من أنظف البحيرات في أوروبا وهي ثاني أكبر بحيرة من أصل جليدي في فرنسا، بحيرتها هي قلبها النابض، على ضفافها تستطيع ممارسة عدة نشاطات، مثل: الغوص، والسباحة، والتزلج على الماء، وحولها تستطيع تجربة الطيران المظلي وركوب الدراجات الهوائية، وإذا كنت نشيطاً محباً للمغامرة فعليك بالصعود لقلعة شاتو آنسي Château d’Annecy، حيث ستجد المتحف الذي يحكي تاريخ المدينة، وعرّج بعدها على متحف الرسوم المتحركة، الذي سيأخذك في جولة لتتعرف على قصة المدينة مع هذا الفن وأفلامه التي يقام لها مهرجان سنوي منذ 1960، وإذا كنت محظوظاً بزيارة آنسي في وقت أسواقها الموسمية، فسترى حينها كيف تتحول شوارع المدينة إلى متاهات من الأكشاك التي تبيع الجبن والخبز الطازج.
تصب مياه البحيرة في نهر ثيو - Thiou، هذا النهر الثعباني الجميل الذي يشكل قنوات المدينة القديمة، في متاهة مثيرة تزيد من جمال بندقية جبال الألب. المدينة القديمة هي قصة بحد ذاتها من خلال جسورها الخشبية القصيرة وانعكاس المياه الفيروزية التي تشكل لوحة فنية ممتعة، وبين أزقتها سترى الشرفات الخشبية المزدانة بالزهور تطل عليك مبتسمة وتدعوك للجلوس تحتها لتحتسي القهوة في مكان حالم، مدينة مزهرة جميلة، وليس غريباً عليها فوزها بجائزة «الزهرة الذهبية» كونها أكثر المدن ازدهاراً في فرنسا في 2015.
وإذا ذكرت آنسي، فلا بد أن تذكر قصر الديل - Palais de l›Île الذي بني في القرن الثاني عشر، وكان مقر إقامة الطبقة العليا في المدينة وتحول في عام 1325 إلى سجن وبسبب موقعه الاستراتيجي يعتبر أيقونة المدينة، قال لي أحد الزملاء مرة بأنه يتمنى أن يسجن في سجن آنسي الجميل لكيلا يفارق المدينة، باختصار هي مدينة ستحزن على فراقها، وستعود لتذوق أجبانها وخبزها الساخن الشهي ولتمتع ناظريك بجمالها الساحر. وستعود منها قائلاً: ماذا فعلت بي يا آنسي، فقد أنسيتني نفسي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©