الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مجسمات مهرجان الشيخ زايد.. اعتزاز بالجذور

(تصوير: عادل النعيمي)
17 فبراير 2021 00:07

نسرين درزي (أبوظبي)

ترسم المجسمات التراثية المنتشرة في أرجاء مهرجان الشيخ زايد، المستمرة فعالياته في منطقة الوثبة حتى 20 فبراير الجاري، مشهدية محببة تنسجم مع روح الحدث السنوي الداعي بكل ما يقدمه من فقرات على منصة تلاقي الحضارات، إلى ترسيخ قيم الأصالة والمعنى الحقيقي لمواكبة العصرية جنباً إلى جنب مع الاعتزاز بالجذور.
ولطالما رسمت المفردات التراثية مشهدية آسرة في مجتمع الإمارات الداعي دائماً إلى الحفاظ على ملامح الماضي، من خلال أدوات الأولين، وما تركه الأجداد من إرث ثقافي متنوع شكل اللبنة الأساسية في يوميات الأسر التي تلبي تطور الزمن، مع تمسكها بالصور التقليدية لما كانت عليه الحياة في البيئة المحلية سابقاً.

رسائل راسخة
مع الدخول من البوابة رقم 3 لمهرجان الشيخ زايد، تطالع الزائر باقة من المجسمات الضخمة التي تعيد إلى الأذهان تفاصيل عن الأدوات التراثية المستخدمة قديماً مثل المبخرة و«المرش» و«الفنر» والجرن و«خرس» الماء، وحتى الربابة والقوارب الخشبية وماكينة الخياطة اليدوية والمدفع. ويطل من زاوية أخرى صقر عملاق يمثل شموخاً يوازي صورته الراسخة في الهوية الوطنية، ومثله الخيل العربي المتألق والحاضر في مختلف المناسبات. وعند النظر بإمعان إلى الطريقة الفنية التي وزعت فيها مفردات الماضي حتى غزت مساحات شاسعة من الموقع، تتضح الصورة أكثر. إذ لا تقتصر هذه المجسمات على إضفاء الطابع الجمالي للمهرجان المزدان بأشجار النخيل ونافورته الشهيرة، وإنما تقدم رسائل راسخة عن مجتمع يفاخر بماضيه، توازياً مع كل ما حققه من إنجازات وصل صداها إلى العالمية.

الذائقة الفنية
عن المظاهر التراثية التي تخاطب الذائقة الفنية لجمهور المهرجان، تحدث سعيد المهيري المسؤول الإعلامي في مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية وذكر أن الاهتمام بالحفاظ على الموروث أمر في غاية الأهمية ضمن مجتمع الإمارات الداعي دائماً إلى التمسك بالأصالة والجذور.
وقال: إن نقل المفاهيم التراثية الإماراتية إلى الزوار على اختلاف جنسياتهم وثقافاتهم يدعو إلى الفخر، والأمر نفسه بالنسبة للأجيال المقبلة التي لا بد أن تتعلم الكثير عن أدوات الماضي وكيف عانى الأجداد للوصول إلى ما نحن عليه اليوم من تطور ورقي.

مفردات الماضي
واعتبرت سلامة علي الرميثي التي تتواصل يومياً مع الزوار من خلال دكانها ضمن سوق المنتجات الشعبية، أن المجسمات التراثية تمثل ماضي الإمارات في أبهى صورة، مشيرة إلى أن صون التراث يكون بالإبقاء على استخدام أدواته والشرح عنها في كل مناسبة. وذكرت أنها تعتز بمشاركتها سنوياً بمثل هذا النوع من المهرجانات الثقافية الشاملة للإضاءة على إرث أجدادها وكيف كانوا يتقنون الصناعات اليدوية، ويجهدون في سبيل العيش الكريم. ومن أكثر مفردات الماضي التي تعتز بها، المبخرة والمرشة والمهفة وأدوات الحياكة التقليدية التي لم يكن يخلو منها أي بيت إماراتي.

عرض متكامل
وقالت سارة النعيمي التي كانت تتجول مع صديقاتها في الممرات العشبية على امتداد الساحة الرئيسة لـ «سوق الوثبة»: إنه من الجميل مشاهدة هذا الكم من المجسمات الفنية التي تمثل استخدامات الأجداد والذين لولا جهودهم لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من تطور حضاري. وأبدت إعجابها بالعرض المتكامل لمرشات العطور بمختلف الأحجام، والتي تحرص الأسر الإماراتية على اقتنائها وتبادلها كهدايا قيمة.

صور تذكارية
عبدو إبراهيم الذي ترافقه زوجته وولداه، ذكر أن المقيم في دولة الإمارات يهتم دائماً بالاطلاع على موروثها الشعبي والتعرف بشغف إلى طريقة عيش الأولين، معتبراً أن المظاهر التراثية الموزعة في مهرجان الشيخ زايد، ضمن أكثر من ركن، خير دليل على الذاكرة الأصيلة المتجذرة في أبناء البلد. وأعرب عن انبهاره بجماليات هذه المجسمات التي تنطق بتفاصيلها وتستدعي اهتمام كل من تقع عينه عليها، مما يبرر التقاط الصور التذكارية في محيطها واتخاذها خلفية تمثل أجمل ذكرى من أجواء المهرجان.

المبخرة
للمبخرة مكانة خاصة في نفوس أبناء الإمارات، فهي رمز تراثي يكثر تصنيعه من الفخار، بحسب الطريقة التقليدية لحرق البخور. ومع التطور الحرفي، باتت للمبخرة أشكال عدة، ودخل في تصنيعها الخشب والكريستال.

الفنر
دأب الأجداد في الإمارات على إنارة خيامهم بسراج «الفنر»، وهو المصباح الذي كان غالباً يصبغ باللون الأزرق. وكان الأولون يقتنونه في البر والبحر، ويشعلونه في بيت العريش بوساطة خوصة من سعف النخيل تصل إلى الفتيلة الظاهرة من زجاجته. ولا يزال «الفنر» إلى اليوم يزين السهرات الشتوية، حيث يلتف حوله المشتاقون إلى عبق الماضي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©