الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الحياة الصحية».. حل لمشاكل المناخ

الرياضة ممارسة صحية تساهم في تقليل الانبعاثات (أرشيفية)
26 فبراير 2021 00:15

ترجمة: عزة يوسف

كشفت دراسة حديثة عن أنه يُمكن إنقاذ ملايين الأرواح التي تُزهق، إذا رفعت الدول طموحاتها بشأن خفض الانبعاثات للحد من الاحتباس الحراري العالمي إلى أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة، وهو ما نصت عليه اتفاقية باريس العالمية للمناخ. 
ووجدت الدراسة التي نُشرت في عدد خاص من مجلة «ذا لانسيت» الدورية الطبية، التي تُعد من أقدم وأشهر المجلات الدورية الطبية في العالم، أن آلاف الأرواح التي تُزهق بسبب تلوث الهواء وقلة النشاط والوجبات الغذائية غير الصحية يُمكن إنقاذها كل عام إذا اتخذت البلاد الإجراءات اللازمة لمواجهة تغير المناخ.
قال الباحثون، إن النتائج سلطت الضوء على الحافز الإضافي لتحسين صحة الإنسان من معالجة تغير المناخ، كما بحثت العد التنازلي للصحة وتغير المناخ في التأثير الصحي لتعزيز خطط العمل المناخية الوطنية لتلبية أهداف اتفاقية باريس لتجنب تغير المناخ الخطير في تسع دول.
وعلى الرغم من أن بعض دول العالم حالياً لا تلتزم بالمسار الصحيح لتحقيق أهداف الاتفاقية، إلا أن البحث وجد أن تعزيز الالتزامات للحد من ارتفاع درجات الحرارة، تماشياً مع الاتفاقية الدولية سيكون له أيضاً فوائد كبيرة على الصحة، وأن اتخاذ تدابير أكثر صرامة للحد من الانبعاثات من شأنه أن ينقذ الأرواح من خلال نظام غذائي أفضل يعتمد أكثر على النباتات، وممارسة المزيد من النشاط البدني والتنقل النشط، مثل المشي وركوب الدراجات، وتقليل تلوث الهواء الناتج عن حرق كمية أقل من الوقود الأحفوري.

أنظمة غذائية
وتناول البحث ثلاثة سيناريوهات، تشمل الاستمرار في المسار الحالي، وزيادة الجهود لتحقيق أهداف باريس، وسيناريو أكثر طموحاً، يضع الاهتمام بالصحة في قلب معالجة تغير المناخ، ففي إحدى الدول الكبرى سيؤدي تنفيذ السياسات المتفق عليها في أهداف المناخ الدولية إلى إنقاذ نحو 98.420 شخصاً سنوياً بحلول عام 2040، إذا ما اتبعوا أنظمة غذائية صحية وأكثر مرونة، بما يعني كميات أقل من اللحوم والمزيد من الخضراوات والبقوليات والفواكه، وفي الوقت نفسه، يمكن إنقاذ 21.486 شخصاً من خلال ممارسة المزيد من التمارين و3458 من خفض تلوث الهواء، حسبما أفاد البحث.
وإذا تم وضع خطط أكثر طموحاً للتأكد من أن الصحة هي محور سياسة المناخ، سيبلغ عدد من يمكن إنقاذهم 100.100 شخص سنويًا من خلال التغييرات الغذائية، مع اعتماد نصفهم على الأنظمة الغذائية المرنة واعتماد النصف الآخر على نظام غذائي أساسه من الخضراوات.
وأشار البحث إلى أنه يمكن إنقاذ 5771 شخصا نتيجة لتخفيض تلوث الهواء وحياة 38.441 شخصاً عن طريق سبل التنقل النشطة، إذا اعتمد 75 في المئة من الأشخاص على المشي، أو ركوب الدراجات.
ويمكن أن يُنقذ تنفيذ خطط المناخ على الصعيد الوطني بتلك الدول التسع التي شملها البحث والتي تلتزم بأهداف اتفاقية باريس، 5.8 مليون شخص بسبب النظام الغذائي، و1.2 مليون شخص بسبب الهواء النظيف، و1.2 مليون شخص بسبب زيادة التمارين الرياضية.

مساهمات محددة
ويؤدي وضع أهداف صحية صريحة في خططهم، كمساهمات محددة وطنياً بموجب الاتفاقية، إلى انخفاض إضافي في حالات الوفاة بسبب تلوث بمقدار 462 ألف حالة، و572 ألفًا من النظام الغذائي، و943 ألفًا من الخمول البدني سنوياً بحلول عام 2040، وقال المؤلف الرئيسي إيان هاملتون المدير التنفيذي لمجلة لانسيت، إن التقرير يركز على حافز حاسم، وعلى عكس الفوائد المباشرة لتخفيف انبعاثات الكربون التي غالباً ما تكون طويلة الأجل، إلا أن الفوائد الصحية المشتركة لسياسات المناخ الطموحة لها تأثير إيجابي فوري، مضيفاً أن هناك فرصة لوضع الصحة في طليعة سياسات تغير المناخ لإنقاذ المزيد من الأرواح.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©