الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

برامج المواهب.. فن ولا بيزنس؟

أحمد جمال ومحمد عساف لحظة إعلان الفائز بـ«أراب آيدول»
6 مارس 2021 00:06

محمد قناوي (القاهرة)

انتشرت خلال السنوات الماضية برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية على القنوات الفضائية، شاركت فيها قاعدة كبيرة من المتنافسين، إلا أنها لم تقدم حتى الآن مطرباً متميزاً.
فهل المشكلة في طبيعة البرامج التي تسعى لاستقطاب أكبر عددٍ من المشاهدين، والوصول إلى مردود إعلاني ورعايات تجارية ضخمة تدر الأموال على المنتجين، أم في نوعية اختيارات المتنافسين أنفسهم، أم عدم تبني المواهب التي تفوز ويتم تركها في مواجهة سوق الغناء؟ وهل حققت هدفها في اكتشاف المواهب؟

«ستديو الفن»
برامج المواهب على الفضائيات العربية والفائزين، أولها «ستديو الفن» في أوائل السبعينيات على يد صانع النجوم اللبناني سيمون أسمر.
ويعتبر البرنامج الوحيد، الذي ساهم في اكتشاف ورعاية المواهب الغنائية على مدار ربع قرن، ومنهم ماجدة الرومي، ووليد توفيق، وراغب علامة، ووائل كفوري، وعاصي الحلاني، وفضل شاكر، ونوال الزغبي، وفارس كرم، وإليسا، ورامي عياش، وميريام فارس، وديانا حداد.
وعرض تلفزيون المستقبل برنامج «سوبر ستار»، على مدى خمسة مواسم، وترأس لجنة تحكيمه إلياس الرحباني، ومن أشهر خريجيه ديانا كرزون، وملحم زين، وعد البحري، رويدا عطية، إبراهيم الحكمي، أيمن الأعتر، سعد لمجرد. وانطلق برنامج «ستار ميكر - سمعنا صوتك» مطلع 2003 برعاية المنتج محسن جابر، وتكونت لجنة التحكيم من حلمي بكر، حسن أبو السعود، بهاء الدين محمد، وجيهان فاضل، واستمر ثلاثة مواسم، وظهر عنه شاهيناز، وإيساف وتبارك، التي لم تظهر منذ ذلك الوقت مرة أخرى. وفي العام نفسه ظهر البرنامج الأضخم «ستار أكاديمي»، ونال اللقب الأول منه المصري محمد عطية، ثم اختفى تماماً من الساحة الغنائية، وفازت بالموسم الثامن نسمة محجوب، وكشف البرنامج خلال 9 مواسم ما يقرب من 50 موهبة، بعضها اختفى. وانطلق الموسم الأول من برنامج «ذا إكس فاكتور أرابيا» عام 2006 على قنوات روتانا وMBC، وقد اختفى الفائزون إلا من بعض الأغنيات المنفردة. وعرض «أراب آيدول» على MBC وفاز بالموسم الأول المصرية كارمن سليمان، وواجهت صعوبات كبيرة بعد أن تخلت عنها الشركة المنتجة، وفاز بالموسم الثاني الفلسطيني محمد عساف، وقدمت له القناة الدعم، ولكن لم يحقق النجومية، وفاز بالموسم الثالث السوري حازم شريف، والرابع الفلسطيني يعقوب شاهين، واختفوا تماماً عن الساحة.
في عام 2012، عرض برنامج «The Voice» على «MBC» وحتى الآن لم يحصل أي من الفائزين على ألبومات، كما وعد المشرفون على البرنامج.

  • لجنة تحكيم «ذا فويس»
    لجنة تحكيم «ذا فويس»

«سبوبة»
الموسيقار حلمي بكر يوضح أن برامج المواهب الغنائية بدأت في العالم العربي بداية جيدة، ثم تحولت إلى «سبوبة» تتحكم فيها الإعلانات، وفشلت في تقديم موهبة شاملة تنجح في كسب وجدان وشعور الجمهور، خاصة أن الموهبة التي تفوز في النهاية، لا تلقى غالباً الدعم المادي أو المعنوي الذي يؤهلها لأن تصبح موهبة حقيقية فيما بعد.
ويرى بكر أن هذه البرامج تجارية تهدر ثروتنا الفنية، فرغم المواهب الكثيرة التي شاركت فيها، فإنهم اختفوا تماماً بعد خروجهم منها، ولم نُعد نسمع عنهم، فهذه البرامج لا تهتم سوى بتحقيق الأرباح المالية، ولا تقدم أي رعاية للمواهب بعد انتهاء الموسم.
ويستثني بكر من هؤلاء، كارمن سليمان على أنها الموهبة الوحيدة الحقيقية التي نجحت في إثبات نفسها بعد مشاركتها في برنامج «أراب آيدول»، بينما يجاهد محمد عساف وأحمد جمال في الوجود على الساحة الغنائية.
واستبعد حلمي بكر أن تستطيع هذه البرامج تقديم أي مواهب في المستقبل لأن ما يحدث هو «عك» - على حسب تعبيره - لأن الإعلانات هي الهدف وليس الموهبة.

تجارية لا فنية
المنتج محسن جابر، يؤكد أن هذه البرامج تعتمد على الإبهار أكثر من دعم المواهب؛ لأن الموضوع أصبح تجارياً سعياً من بعض الفضائيات لجذب أكبر قدر من الإعلانات وتحقيق أرباح كبيرة، خصوصاً في ظل حالة ركود سوق «الكاسيت»، وأصبح «الألبوم» لا يحقّق مبيعات كافية لتغطية تكلفته.

حس الجمهور
الناقدة ماجدة موريس تقول: هذه البرامج ساعدت في اكتشاف مواهب حقيقية، ولكن ذلك مجرد حلقة من سلسلة متعددة، ولا بد من استكمالها حتى تحصل الموهبة على مكانة فنية متميزة، والبرامج ليست جهات مؤهلة للاهتمام ورعاية المواهب المكتشفة حتي يصبحوا نجوماً، وكل هدفها تحقيق الأرباح من خلال الاتصالات الهاتفية والإعلانات. وترى أن بعض الفائزين ليسوا موهوبين بشكل حقيقي، فعندما يواجهون سوق الغناء، تظهر الحقيقة، فالجمهور لديه حس فني عالٍ يمكنه من فرز المواهب وتشجعيها، ولا خلاف على أن كارمن سليمان ونسمة محجوب من المواهب الغنائية الحقيقية التي اختارها الجمهور وساهم في نجاحها.

أصحاب التجارب
المطربة نسمة محجوب الفائزة بالموسم الثامن لبرنامج «ستار أكاديمي»، ترى أنه لا أحد من مطربي برامج اكتشاف المواهب حقق نجاحاً واضحاً، ووصفت تجربتها بأنها مفيدة للغاية؛ لأنها اختصرت سنوات من الجهد، كون البرنامج يتمتع بشهرة واسعة. وقالت: إن البرنامج طلب في بداياته من المتقدمين التوقيع على عقود احتكار في حال الفوز، لتحقيق ربح مادي وهذا حقه، لكن بعد اعتراض المتسابقين وحفاظاً على سمعة البرنامج أُلغي هذا الشرط، ولم أوقع على أي عقد احتكار لدى دخول الأكاديمية، إنما على عقد حول شروط المسابقة، وبعض البرامج تعلن عن عقود وألبومات للفائز، ولكن لم يحصل شيء على أرض الواقع.

  • لجنة تحكيم «أراب آيدول»
    لجنة تحكيم «أراب آيدول»

عقود احتكار
المطرب أحمد جمال، الفائز بالمركز الثاني في برنامج «أراب آيدول» في الموسم الثاني، يؤكد أن برامج المواهب لا توفر الفرصة على طبق من ذهب كما يعتقد البعض، لكنها تقدم فرصة الظهور والمتابعة والمعرفة من الجمهور.
وعلى المتسابق أن يستغل هذا الأمر بعد البرنامج، وهناك اتفاقات وقيود تعطل أحياناً، فشركات الإنتاج التي تقدم هذه البرامج توقع عقود احتكار قد تصل إلى 10 سنوات، وهو ما يجعل البعض لا يجيد التعامل مع المشكلات التي تحدث، وتجربتي على سبيل المثال لم تكن جيدة، وفضلت إنهاء التعاقد مع الشركة، حتى أتمكن من العمل بحرية.

الربح فقط
المطربة رنا سماحة التي شاركت في برنامج «ستار أكاديمي» في موسمه التاسع، وخرجت قبل المحطة النهائية، تقول: إن أغلب هذه البرامج تجارية في المقام الأول، لكن بالفعل «ستار أكاديمي»، قدمني للجمهور، وجعلني أكتسب قاعدة كبيرة في وقت قصير، ولولاه لما عرفني الجمهور.
وأعربت عن اعتقادها بأن هناك كثيراً من المواهب التي طرحت ألبومات، لكن لم تستطع تحقيق الجماهيرية، وفي المقابل هذه البرامج تسعى إلى الربح فقط، ولا تقدم الدعم الفني للمشاركين بعد الموسم، حتى الفائز باللقب.

المحصلة صفر
الموسيقار هاني مهنا، أوضح أن صناعة نجم غنائي «صناعة متكاملة» ليست بالأمر السهل، ولا تمتلك القنوات الفضائية ولا البرامج الخبرة ولا الرغبة في ذلك، فهي لا توفر «خدمة ما بعد البيع»، - إذا جاز التعبير - فهي تبيع للجمهور نجماً جديداً، وتحصل على تصويت يدر مبالغ كبيرة، لكن لا توفر المتابعة اللاحقة له، مثل إنتاج أعمال له؛ لأن هذا ليس في خطتها من الأساس، فتكون المحصلة في النهاية «صفراً».
فالهدف المعلن من البرامج إثراء الحركة الغنائية بأصوات جيدة، ولكن ما يحدث عكس ذلك، فبمجرد انتهاء الحلقات يختفي الفائز، والدليل على ذلك رغم «الشو» الإعلامي لا يشعر به الجمهور، ويتوارى عن الأضواء بسرعة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©