عدد اليوم
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
إنجاز عالمي آخر يضاف إلى المسيرة الناجحة لواحات العين التي تلعب دوراً كبيراً في حفظ التراث البيئي واستدامته، حيث حازت مؤخراً الميدالية الفضية للمنتزهات الحضرية الدولية الكبيرة من المنظمة الدولية للمنتزهات الحضرية، بالإضافة لحصول منتزه مبزرة الخضراء على الإشادة الفخرية من اللجنة المنظمة للجائزة كمنتجع معتنى به جيداً يقع في محمية طبيعية.
وتمكن جائزة المنتزهات الحضرية الكبيرة الدولية المدن في جميع أنحاء العالم من قياس أدائها ومعرفة المجالات التي يمكن إجراء التحسينات عليها في هذه المنتزهات لدعم تطوير الحدائق والمساحات المفتوحة كعناصر رئيسية في إنشاء مدن نابضة بالحياة ومجتمعات صحية.
قال مبارك عجلان العميمي رئيس قسم الأفلاج في بلدية مدينة العين، إن الواحة عبارة عن أرض خصبة منخفضة، بها مجموعة من المزارع وأشجار النخيل، وبعض الأشجار الأخرى، وتشتهر مدينة العين بالعديد من واحات النخيل؛ لذلك سميت مدينة الواحات، وهي واحة العيني والداودي والمعترض والمويجعي والجيمي والقطارة وهيلي، كما تضم عدداً من المواقع التاريخية والتراثية، مثل القلاع والحصون والبيوت الأثرية القديمة، مما يضفي عليها طابعاً مميزاً وتاريخياً، ويوجد بكل واحة عدد من مزارع النخيل التي يمتلكها المواطنون، وتقوم الدولة برعايتها والاهتمام بها، والمحافظة عليها واستدامتها، كونها من أهم المعالم التاريخية والتراثية والثقافية.
وأضاف: تتكون واحات النخيل بالعين من عدد من مزارع النخيل، حيث تضم 1572 مزرعة نخيل، موزعة على جميع الواحات، وبمساحة إجمالية 5.002.003 أمتار مربعة، وعدد 187.364 ألف نخلة من أجود أنواع النخيل، وكذلك توجد بها مساحات أراضٍ خالية كانت تستخدم لخدمة المزارع تسمى «ند»، كما تضم أيضاً عدداً من المواقع التراثية والتاريخية، مثل القلاع والحصون والبيوت الأثرية القديمة والمساجد الأثرية، مما يضفي عليها الطابع التاريخي والتراثي والأثري.
أنواع النخيل
للواحات دور كبير في حفظ التراث البيئي واستدامته ـ حيث يقوم قسم الأفلاج والواحات بلدية مدينة العين، بالإشراف على جميع واحات النخيل بالعين، والحفاظ على هذا التراث البيئي المهم، بالتوجيه والتنسيق مع ملاك النخيل للحفاظ على الأنواع الجيدة والمثمرة من النخيل، حيث تضم الواحات أجود أنواع النخيل، والتي تنتج كميات كبيرة من أجود أنواع التمور، وحث المواطنين على زراعة الأصناف الجيدة من النخيل للحفاظ على استمرارية واستدامة الواحات للحفاظ علي هذا التراث البيئي.
جهود
وأكد فريق الإبداع والابتكار ببلدية العين، أن واحات العين فازت بالجائزة الفضية للمنتزهات الحضرية الدولية الكبيرة عام 2020 للاهتمام والرعاية التي تحظي به الواحات على جميع المستويات والجهود التي تبذل من أجل المحافظة عليها واستدامتها من توفير مياه الري الدائمة وأعمال الصيانة الدورية لقنوات الري والجدران والطرقات وعمل بوابات إلكترونية على جميع المداخل الرئيسية، وإنشاء مكاتب جديدة للمراقبين وغرف لأفراد الأمن والحراسة والمتابعة الدورية لأعمال النظافة، ونقل المخلفات خارج حدود الواحات للحفاظ على المظهر العام للوحات.
وأضاف الفريق: الجائزة تتويج لكيفية الحفاظ على هذه الحديقة، التي كانت في السابق واحة في الصحراء، وتمثل في الوقت الحاضر متنزهاً في وسط المدينة، مع عروض الحياة التقليدية والإسكان والزراعة في واحة، حيث أدرك الحكام أن المنتزه تتم صيانته وإدارته بشكل جيد، وأن أشجار النخيل الكبيرة تعمل كموقع تراث ثقافي للتماهي معه، ومكان للاجتماع وملاذ من الحرارة، تحتوي على منازل وحدائق وحقول، إلى جانب الكثير من أشجار النخيل التي تمنح للزائر فرصة الحياة السابقة في مثل هذا الموقع قبل 60 عاماً، وقبل ذلك مئات عدة من السنين، كما تشكل تراثاً ثقافياً مهماً للغاية، وعامل جذب سياحياً، يعمل كمكان لقاء لسكان المدينة يساعد على التماسك الاجتماعي.
جوائز وشهادات تقدير
فازت واحات العين بالعديد من الجوائز وشهادات التقدير، نظير المجهود الذي يبذل من أجل الحفاظ عليها واستدامتها، كونها من أهم المعالم التاريخية والتراثية والثقافية بمدينة العين، حيث فازت بجائزة العلم الأخضر لدورتين متتاليتين عامي 2018/2019 و2019/2020 والجائزة الفضية للمنتزهات الحضرية الولية الكبير عام 2020، وأدرجت ضمن موقع التراث العالمي لليونيسكو عام 2011، كأحد أهم المواقع التراثية والثقافية بالدولة.
