الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

يا غريب، هل أنت أديب؟

يا غريب، هل أنت أديب؟
16 مارس 2021 02:51

يتداول الناس مثل هذه الأمثال التي تحث المسافرين على أن يكونوا قدوة، وأن يتحلوا بفضائل الأخلاق عند لقائهم بالآخرين، وهي أمثال يحق لها أن تُتبع، وصراحة هو موضوع يستحق أن نركز عليه بين الحين والآخر، فبعض الممارسات - وإن كانت مستساغة عند البعض- فقد تكون غير مناسبة أو مرفوضة في مكان آخر، فمن الذوق أن يضع المسافر نصب عينيه بأنه سفير لبلده ولدينه وللمكان الذي يأتي منه، ويعكس تربيته وأخلاقه، حيث إن كل ما ستقوم به سيحسب عليك وعلى بلادك، وأذكر إحدى كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، عندما قال: علينا جميعاً مسؤولية أن نكون سفراء لدولة الإمارات، وأن نعزز من سمعتها الطيبة خاصة في الخارج»، وأشار سموه إلى أننا عندما نقوم بشيء، سيئاً كان أو طيباً، فإنه سينسب إلى الإمارات وهو أمر مهم جداً.
من الممارسات التي يمارسها (البعض) وتضايقني عند السفر افتراش الأماكن التي لم تخصص لهذا الشأن، فهناك دول تحدد - بشكل واضح - أماكن التنزه والجلوس والأكل والشواء، فيجب الانتباه لهذا الأمر، والالتزام به، فليست كل بقعة خالية مناسبة (لتكشت) فيها وتتباهى أمام الناس بمهاراتك في الطبخ. كما يترك البعض مخلفاته وفوضاه في المكان دون اهتمام بالنظافة، معتمداً على عامل النظافة الذي سيمر ويلملم ما تركه خلفه بتذمر وغضب، ومن المهم أيضاً السيطرة على الرحالة الصغار وخاصة في الأماكن المكتظة، فالتزام الأدب في الأماكن العامة يعكس تربيتك لأبنائك واحترامهم للآخرين. والبعض يردد في نفسه دائماً المثل «البلد التي لا يعرفك أحد فيها، فافعل ما شئت فيها»، وهو مثلٌ خائبٌ كقائله، فكم رأيت امتعاضاً على الوجوه عند سماع الضوضاء التي يسببها البعض في الأماكن العامة، كالصراخ والمزاح بطريقة غير حضارية، والتحدث بصوت عالٍ في طريقة تنم عن نقص في الذوق. فاحذر
من الأمور المزعجة التي يقوم بها بعض السياح والمسافرين أن يقوموا بمقارنة بلادهم بالبلاد التي يزورونها، فتجدهم يرددون: في بلادنا تكون الأمور كذا، وفي بلادي لا يوجد كذا، ونحن نقوم بذلك بهذه الطريقة، المقارنات أحياناً تكون مزعجة لأهل البلد وفيها انتقاص لوطنهم، لا مانع من التفاخر ببلادك وتعريف الناس بها ولكن بطريقة مهذبة لا نقلل فيها من شأن من أمامنا وبلاده، واحبس أحاسيسك وتحكّم في حركاتك عندما ترى الفقر حولك، ولا تنظر إلى الناس بتعالٍ أو فوقية أو تتأفف من الرائحة أو المناظر، فأنت من ذهب لهناك بقدميه، فاحترم الناس، فليس الفقر اختياراً، وأنصحك عزيزي المسافر أن لا تزعج الناس بوقوفك في وسط الطريق أو الزحام لتلتقط لنفسك صورة (سلفي) لن يراها غيرك، واحترم خصوصيات الناس، «ويا غريب،،،،، كن دائماً أديب».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©