الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

جامع الشيخ زايد الكبير منارة للسلام والتسامح

جامع الشيخ زايد الكبير منارة للسلام والتسامح
13 ابريل 2021 02:32

نسرين درزي (أبوظبي) 

لا تقتصر أهمية جامع الشيخ زايد الكبير في العاصمة أبوظبي على جمالياته المعمارية أو لكونه أحد أكبر الجوامع في العالم بما يضمه من خصائص استثنائية بالحجم والأرقام، وإنما تتجلى في مزجه بين عناصر التفرد كصرح شامخ تروي معالمه الآسرة حكايات عن الفكر الصائب لدولة الإمارات والسعي الدؤوب لتسطيرها ملاحم الإنجاز والتميز والاحتفاء بالتنوع الثقافي، وهو يعد من أعظم الأعمال المعمارية التي توائم بدقة متناهية بين مختلف مدارس العمارة الإسلامية والهندسة الحديثة، ويجسّد رسالة الإسلام المتمثلة بالانفتاح على الآخر في مشهدية جامعة جعلته يتصدر المواقع الأكثر زيارة للسكان والزوار من مختلف الثقافات.

مرجع للعمارة
قصة جامع الشيخ زايد الكبير، تصدرت صوره أهم الصحف العالمية عن أبرز الأيقونات المعمارية في العالم، بدأت في نهاية ثمانينيات القرن الماضي عندما أمر بتشييده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ليكون صرحاً عالمياً لإبراز الثقافة الإسلامية السمحة، وجامعاً تقام فيه الشعائر الدينية، ومقصداً يرسخ قيم التعايش بين الشعوب، ومرجعاً حياً للعمارة الإسلامية الحديثة، ومنارة للعلوم المنهجية التي تعكس القيم الإسلامية الأصيلة.
وبدأت أعمال بنائه في 5 نوفمبر عام 1996 مع التخطيط لصرح يستوعب 50 ألف مصل. وعمل على تشييده مهندسون عالميون استوحوا أفكارهم من إبداعات العمارة الإسلامية، فكانت النتيجة تحفة هندسية تتحدث عنها الأجيال كمرجع في فنون تصاميم الجوامع والمساجد وبنائها، وبمزيد من الحرص على قيمه كصرح عالمي لإبراز الثقافة الإسلامية السمحة وتعزيز التواصل الحضاري، افتتحت قاعات الصلاة أمام المصلين في عيد الأضحى عام 2007.

رأس النخلة
تكثر في وصف معالم جامع الشيخ زايد الكبير الأرقام الضخمة التي تشكل عناصره اللافتة، ويتميز بمجموعة قباب يصل عددها إلى 82 قبة تقع أكبرها في وسط قاعة الصلاة الرئيسة. وتتدلى منها واحدة من أكبر الثريات في العالم، من ضمن الثريات التي تزينه والمطعمة بذهب عيار 24 قيراطاً.
يضم الجامع أكثر من 1000 عمود، وتغطّي أرضيته أكبر سجادة يدوية الصنع في العالم. ويغطي الرخام الأبيض النقي كل قبابه من الخارج، ويتخذ تاج القبة شكل «القلة» المقلوبة، فيما يتخذ الجزء العلوي منها شكل الهلال المطلي بالذهب والمزخرف بفسيفساء الزجاج. وتوجد نوافذ في الجهة السفلية من القبة تسمح بدخول الضوء الطبيعي إلى قاعة الصلاة. 
وتتميز التصاميم الجمالية المبتكرة على امتداد الجامع باستخدام الرخام الطبيعي متعدد الألوان، وتزين أروقته أعمدة من الرخام الأبيض المطعم بالأحجار الكريمة وشبه الكريمة، مثل اللازورد والعقيق الأحمر و«الجمشت» الأرجواني وصدفة أذن البحر وعرق اللؤلؤ. ويعلو هذه الأعمدة تصميم على شكل رأس النخلة مصنوع من الألمنيوم المذهب. أما الأعمدة داخل قاعة الصلاة الرئيسة، فهي مكسوة بطبقة من الرخام الأبيض المطعم باللؤلؤ الخالص. ويأتي ذلك مع التناسق الكلي في الألوان والظلال، ما بين الجدران والأعمدة والثريات والأرضيات المتناغمة مع الأعمال الفنية الزجاجية، والتي تعكس التصاميم الإسلامية التقليدية المتشابهة والمتكررة بتشكيلاتها، من الزجاج المنحوت والزجاج المصقول وفسيفساء الزجاج. 

أشكال وعصور
تجسد تصاميم المنارات الأربع في جامع الشيخ زايد الكبير أساليب العمارة الإسلامية، وتظهرها في شكل واحد يمزج بين خطوط الفن والجمال. يبلغ طول كل منارة نحو 107 أمتار، وتتألف من 3 أشكال هندسية، يظهر الجزء الأول على شكل مربع يمثل قاعدة المنارة ويعكس الأسلوب المعماري المغربي العربي والأندلسي والمملوكي.
أما الجزء الثاني، فيأتي بشكل ثماني الأضلاع، ويعود هذا التصميم إلى العصر المملوكي. ويتخذ الجزء الثالث الشكل الأسطواني الذي عُرف في العصر العثماني. ومن أبرز سمات الجامع طغيان اللون الأبيض الناصع الذي يغطي رخامه، وقد كان المغفور له الشيخ زايد محباً للون الأبيض الذي يرمز إلى الهداية والصفاء. أما الساحة الخارجية فتتزين بمئات الآلاف من قطع الفسيفساء، واستخدمت فيها أنواع من الرخام بألوان مختلفة فيها الأبيض والأزرق والوردي والبنفسجي والأصفر. 

قاعة الصلاة 
تغطي أرضية قاعة الصلاة الرئيسة في جامع الشيخ زايد الكبير، أكبر سجادة عجمية يدوية في العالم دخلت موسوعة «جينيس» في العام 2007 غالبيتها من الصوف. تبلغ مساحتها نحو 5400 متر مربع. شارك في نسجها أكثر من 1200 حرفي، واستغرق إنجازها نحو عامين، منهما 8 أشهر للتصميم و12 شهراً لأعمال الغزل.

حركة القمر
تختلف الإضاءة الليلية لقباب الجامع من يوم لآخر حسب الحركة القمرية طوال الشهر. تكون خافتة عندما يكون القمر هلالاً، وتتصاعد حتى تصبح أكثر سطوعاً مع اكتمال البدر.

ورق الذهب
تغمر تجاويف القباب كتابات كاليغرافيكية لآيات من القرآن الكريم بخط النسخ مطلية بورق الذهب.

7 ثريات
يضم الجامع 7 ثريات مصنوعة من الكريستال من تصميم شركة ألمانية. تزن أكبرها 12 طناً، ويصل ارتفاعها حتى 15 متراً. تزين القاعة الرئيسية ثريتان أصغر حجماً من التصميم نفسه تزن كل منهما 8 أطنان، وتتدلى عند المداخل المحيطة 4 ثريات باللون الأزرق متماثلة في التصميم والحجم، تزن أكبرها 2 طن وتزين المدخل الرئيسي للجامع.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©