السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سمية الهاشمي: رعاية المرضى واجب وطني

سمية الهاشمي: رعاية المرضى واجب وطني
18 ابريل 2021 00:48

هناء الحمادي (أبوظبي)

رغم التحديات والصعوبات التي واجهتها الكوادر الطبية المتواجدة في الصفوف الأولى لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد، خصوصاً خلال التعامل مع المصابين، يتضاعف الإيمان والثقة والصبر بأن الانتصار على الوباء بات وشيكاً، في ظل رسائل الدعم والمؤازرة التي تأتيهم من قبل الجميع، والتي تزيدهم إصراراً وقوة وتعينهم على استكمال رسالتهم النبيلة.
الدكتورة سمية الهاشمي من إدارة التعليم الطبي في هيئة الصحة في دبي قسم الأسنان تؤمن أن من يجتهد ويتحمل الصعوبات ويتألم أكثر، هو من سيجد لذة النجاح، لذلك مع بداية الجائحة لم تتوان عن تقديم المساعدة مع زملائها الأطباء، والعمل ليلاً ونهاراً مثل خلية النحل، من أجل راحة المرضى والمصابين بـ «كورونا».. ورغم ساعات العمل المتعبة خاصة في شهر رمضان المبارك، إلا أنها لم تبخل بوقتها في مساعدة كل من يحتاج إلى خدماتها. 
الهاشمي رغم أنها تسكن مع أسرتها في أبوظبي، إلا أن عملها تابع لهيئة الصحة في دبي، ورغم مشقة السفر ذهاباً وإياباً من المنزل إلى العمل، إلا أن ذلك لم يثنها عن تقديم خبراتها في وقت الجائحة، وتقول عن حياتها العملية: تخرجت بكالوريوس في طب وجراحة الفم والأسنان، وأعمل كطبيبة أسنان مقيمة في هيئة الصحة بدبي، ومررت بتجربة كانت صعبة في بداية الأمر، وقاسية جداً، نظراً لابتعادي عن أفراد أسرتي وعدم الاقتراب أو زيارتهم وزيادة ساعات العمل الطويلة بالزي الوقائي الذي يتطلب منا ارتدائه طوال العمل وتواجدنا مع المصابين والسكن في بيئة عزل صحي مع المناوبات الليلية، كما كان الأمر مرهقاً نفسياً وجسدياً، ولكن واجبي الوطني والإنساني يحتم علينا القيام بالمساعدة ومتابعة المرضي من فترة لأخرى للاطمئنان على صحتهم.

مواقف مؤلمة
خلال رحلة العمل، مرت الهاشمي بمواقف مؤلمة، حيث يتطلب منها العمل أن تتواجد في رعاية من هم في أمس الحاجة لها، لكن عندما يصل الأمر أن يموت أحد أفراد الأسرة هنا يكون وقع الخبر ثقيلاً، حيث تقول: أُدخلت جدتي للمستشفى بسبب انتكاسة صحية شديدة، وكانت قد قاربت على التماثل للشفاء، إلا أنه سرعان ما تدهورت حالتها وبدأت أعضائها بالفشل ودعى الطبيب حينها أفراد الأسرة لزيارتها، وفي هذه الأثناء كنت في عملي، وكنت أستعد للذهاب إلى أبوظبي فور انتهائي من مناوبة عملي في الصباح، لكن مشيئة الله فوق كل شيء حيث فوجئت بخبر وفاتها، كنت حفيدتها المفضلة والمدللة وأحزنني أنني لم أستطع رؤيتها أو أن أكون بجانبها في أيامها الأخيرة. 
وبنوع من التفصيل تذكر الهاشمي عن دورها في جائحة «كورونا»،: عند توقف عيادات الأسنان في مارس 2020، تطوعت لمدة أسبوعين في مراكز الاتصال لتتبع الحالات المؤكدة والمخالطة، بعدها تطوعت فور الطلب لأكون ضمن فريق فحوص المسح في فنادق العزل الصحي، فقد عملت كطبيب مناوب في فندق عزل صحي وقمت بإجراء المسحة الطبية ، ثم انتقلت إلى منشأه عزل صحي أخرى حتى الآن، ضمن فريق من الإداريين والأطباء المقيمين والمختصين، تشرفت بالعمل معه. وتضيف «كان لا بد لي من السكن في منشأه العزل بعيداً عن أسرتي، فمنهم من لديه أمراض مزمنة، ومنهم من كان تحت العلاج الكيماوي، وأعمل على مقربة من حالات إيجابية، لذلك فخلال شهر رمضان الكريم الماضي أو الحالي لم أر أفراد أسرتي، وأيضاً أول أيام العيد، فقد كنت في مناوبة عمل، ومرت الأيام وصولاً إلى رمضان الجاري، والعمل يتواصل في خدمة الوطن.

مرضى العزل
ومن المواقف الصعبة والتي ما زالت في مخيلتها  منذ بداية الأزمة هي فكرة عزل المرضى بعيداً عن أسرهم، حيث كانوا يصابون بنوبات توتر، والتي تسبب صعوبة في التنفس، وقتها قامت مع كادر التمريض بتسجيل هذه الحالات والتناوب على الاتصال بهم للاطمئنان عليهم بضع مرات خلال اليوم وكانت تشجعهم على التواصل معها في حال مرورهم بأي نوع من الانزعاج، فقد كان التواصل والتحدث إليهم الغاية منه طمأنتهم وتهدئتهم وشعورهم بالأمان، ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل من الجانب الإنساني ككادر طبي يقوم بالاتصال على بعض المرضى لتهنئتهم في يوم ميلادهم إذا صادف وجودهم في العزل، وكان لهذه المبادرة بالرغم من بساطتها أثر جميل وإيجابي على نفسية المرضى حيث لاقت الكثير من الامتنان والشكر.

شهر رمضان
رغم الانشغال بمجال العمل تشهر الدكتورة سمية الهاشمي في شهر رمضان الكريم  بالحنين والتجمعات الأسرية مع الأهل، إلا أنه نظراً لظروف العمل، فقد حال ذلك من الالتقاء بهم والتواجد معهم على المائدة الرمضانية أو تناول السحور، وتعبر: يصعب جداً الالتزام بجدول رمضاني خلال فترة المناوبات، ولكن كنت أحاول الانتهاء من واجبات العمل خلال فترة الصوم وقراءة ما تيسّر من القرآن الكريم وأداء صلاة التراويح ومواصلة العمل لاحقاً.
موضحة «شهر رمضان العام الماضي وهذا العام مختلف جداً، فالعادات والتقاليد والتواصل اختفى نوعاً ما، فما زلنا نحارب هذا الوباء، وبفضل القيادة الرشيدة فخطة العمل والالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية والتباعد الجسدي مع التقيد بالتعليمات، فإن تلك الجائحة ستزول بإذن الله وسنعود كما كنا أكثر قوة وعزيمة.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©