الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«اللؤلؤية».. خيرات البحر والمزارع

«اللؤلؤية».. خيرات البحر والمزارع
24 ابريل 2021 00:56

نسرين درزي (أبوظبي) 

«اللولية يا محلاها، ملفاها للغريب، شرتاها من بحرها، مرة يهب ومرة يطيب».. بهذه الأهزوجة الشعبية تستعيد عايشة خميس بو رشيد ذكرياتها عن فريج اللؤلؤية بمدينة خورفكان في الشارقة، والذي ترعرعت فيه بمختلف مراحل عمرها، وعبارات الفخر والاعتزاز بزمن الأولين لا تفارق حديثها. ورسمت بكلامها صوراً جميلة عن تماسك الأسرة الذي نشأ عليه أبناء الإمارات، وتعاون الجيران على مواجهة تحديات الحياة سابقاً، ولا سيما في أشهر رمضان التي كانت موعداً يجمع أهل الفريج حول أطباق الإفطار وقهوة السحور.

  • عايشة خميس تتحدث عن فريج اللؤلؤية (تصوير صادق عبد الله)
    عايشة خميس تتحدث عن فريج اللؤلؤية (تصوير صادق عبد الله)

البيت العود
بدأت روايتها بوصف بيوت اللؤلؤية التي كانت تشيّد من الطوب اللبن وسعف النخيل وكلها متلاصقة ولا يدخل في بنائها الطابوق، بحيث يتقاسم أهلها حلو الأيام ومرها في كثير من المواقف، حتى إن الرجل لو تكلم سمع صوته الجار في تأكيد على وحدة العيش وبساطته.
وقالت: أذكر من تلك الأيام البيت العود لكبير رجال الفريج سالم بن عبدالله الذي كانت مشورته واجبة على الجميع وفي مختلف الظروف، وكان يوقظ الرجال لصلاة الفجر، ويبارك تكاتف الجيران في مساعدة بعضهم بعضاً وتبادل الخيرات بما فيها الملابس.. فمن احتاجت ثوباً استعارته من جارتها، ثم غسلته وردته شاكرة، ومن اضطر لتبديل كندورته طلب واحدة من جاره. 

رمضان
وبالحديث عن أجواء رمضان في اللؤلؤية قديماً، ذكرت الوالدة عايشة أنها كانت تتسم بالحركة التي لا تتوقف على مدار اليوم. النسوة يبدأن من الصباح الباكر في تحضير العجين وخبزه ليكون جاهزاً، ويقدم ساخناً مع الهريس والصالونة وباقي طعام الإفطار، فيما الرجال جميعهم مشغولون في توفير الرزق من خيرات المزارع التي يتقاسمونها بينهم، ومنها الفول والشعير والبقدونس والكزبراء والبطيخ. وفي ذلك الزمن لم تكن هنالك أسواق، وإنما مجرد بسطات، وكان الطراشة يركبون الجِمال، ويحملون عليها الفندال واللومي والبصل وسواها من منتجات مزارعهم ليبيعوها في الشارقة أو يتبادلوها مع سلع أخرى. أما جلسات الرجال فكانت بمجملها عند البحر، حيث يمضون الساعات في صيد الأسماك وتجهيزها لتوزيعها على بيوت الفريج الذي كان يضم بين 7 و10 عائلات. وما إن يقترب موعد أذان المغرب حتى تبدأ النسوة في تجهيز الطعام وتوزيعه على الرجال والأولاد، حيث يجتمعون في خيمة واحدة وعلى حلة واحدة، فيما للأمهات وبناتهن جلسات منفصلة. وكانت تمر أيام كثيرة لا يتوفر فيها الطعام وقت المغرب، وكان الجميع يكتفون بكسر صيامهم بالتمر إلى حين تجهيز ما يمكن تناوله من طعام عند السحور مثل «الخبيص» و«البلاليط» مع القهوة.

الطلوق
تتابع الوالدة عايشة رواياتها وتصل إلى الألعاب الشاطئية للأطفال وتذكر منها الحلة والطلوق التي كانت تدور بين الصغار في مشهدية ترفيهية ممتعة. وأكثرها مرحاً عندما يختبئ أحدهم خلف النخلة أو بين الحصى، ولا يعلن عن اكتشاف موقعه إلا بكلمة زخّوه. أما الأكبر سناً فكانوا يركضون بعد العصر ويتحلقون حول جلسات تحفيظ القرآن، قبل أن يعودوا للهو على رمال البحر.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©