الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الشرقي».. بيت الموروث في عجمان

«الشرقي».. بيت الموروث في عجمان
25 ابريل 2021 00:14

خولة علي (دبي)

تستعيد موزة عبدالله ذكرياتها في الفريج الشرقي في إمارة عجمان، الواقع بالقرب من الميناء، والذي يعتبر من الفرجان القديمة التي ما زالت باقية كحي سكني حتى هذه اللحظة، على الرغم من رحيل أهاليها وسكانها إلا أن آثارهم ما زالت محفورة، في تلك البراحة التي شهت تجمع النسوة عصرا بين سوالف وحكايات.

  •  موزة عبدالله (تصوير: إحسان ناجي)
    موزة عبدالله (تصوير: إحسان ناجي)

تقول موزة عبدالله: الفرجان هي المكان الذي يتجلى فيه الموروث الشعبي لأي ثقافة كانت، فيمكن أن يتعرف الفرد على تتمتع به الشعوب من خلال الحي والفرجان الذي يقطنه، الفريج يظل الحضن الذي تعلمنا منه الكثير وتبادل الخبرات والمعرفة بين أهالي الفريج وتربينا على يدهم، فكان فريج الشرقي من الأحياء الشعبية القديمة في إمارة عجمان، حي بسيط يتكون من عدد محدود من البيوت من الأهل والأقارب فلا وجود للغريب بيننا، فكانت البيوت متقاربة تفصل بينها السكك الضيقة كأنها دهاليز، فكنا نسمع وقع أقدام المارة ولهو الصبية. فبتقارب بيوت الفريج مع بعضها البعض، تقارب الأهالي وأصبحوا أكثر تكاتفاً وتلاحماً.

كانت الأمهات قديماً تحرصن على تعليم البنات كافة أعمال المنزل، لافتة: تعلمنا ونحن صغار الأعمال المنزلية، والطهي وحرفة التلي والخياطة وقرض البراقع، والكثير من الأعمال المنزلية، والجميل أن الفريج مصدر للتعلم نتيجة انتشار الحرف اليدوية بين أمهات الفريج فكنا نستفيد من خبراتهن، فالأسر على بساطتها كانت منتجة وتحاول أن تحقق الاكتفاء الذاتي، من خلال ما تملكه من حرفة.

وأوضحت أن الكل يسعى إلى رزقه منذ الصباح الباكر، فلا مكان للخمول والكسل في الفريج، فالبيئة تحفز على طلب الرزق، والسعي، ونظرا لقرب البحر فأهل الفريج كانوا يعتمدون على الصيد، ومنهم من احترف صناعة القراقير وشباك الصيد، فكل فرد هو مكمل للآخر، هذا التنوع في الحرف جعل الفرجان أكثر نشاطا وحركة بحثا عن الرزق، وهذا أيضا انطبق على الأمهات اللاتي تقضين وقت استراحتهن من الأعمال المنزلية، في ممارسة حرفة ما، كالخياطة وغيرها، فهي تنتج لأسرتها وتلبي احتياجاتها، وأيضا عمل المطوعة التي أيضا لها دور هام في الفريج في تدريس أولاد وبنات الحي القرآن، فالفرجان مدرسة لتعليم القيم والعادات والتقاليد والكثير غيرها.

وحول طابع الفرجان في رمضان تقول: طبعا الفرجان في رمضان لها إيقاع خاص، حيث يزداد الترابط من خلال مشاركة الأطباق والإفطار الجماعي بين أهالي الفريج، وقضاء ليالي رمضان بين قرأة القرآن وممارسة الحرف، حتى السحور بالمتوفر من طعام الإفطار، أو السحور على التمر واللبن، تحت شعار الجود بالموجود، في حياة الفرجان الجميلة التي تتميز بالبساطة ما يجعل الجميع يحنون إليها ويستعيدون ذكرياتها بين حين وآخر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©