الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

احذر.. الجلوس ضار جدا بالصحة

احذر.. الجلوس ضار جدا بالصحة
1 مايو 2021 00:32

د. شريف عرفة

هل أنت جالس في هذه اللحظة؟
ربما تفكر في القيام وتحريك قدميك قليلاً بعد قراءة هذه السطور!
تتزايد ساعات الجلوس يوماً بعد يوم.. إذ نجلس في السيارة والمواصلات وفي العمل وفي المدرسة والجامعة والسينما، بل وفي المنزل أيضاً.. وتتزايد ساعات الجلوس مع تطور العصر.. وعلى عكس الاعتقاد الشائع، بأن صغار السن لا يعانون من هذه المشكلة، كشفت دراسة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية، أن الشباب من سن 19 - 12 يجلسون في المتوسط 8.2 في اليوم، بينما يجلس من هم أكبر من 20 سنة 6.5 ساعة في اليوم.. أو أكثر!

يبدو أن الجسم البشري غير مهيأ للجلوس لهذه الساعات الطويلة.. لهذا يدق باحثون يدقون ناقوس الخطر، معتبرين أن أكثر خطورة مما نظن.

خطر حقيقي
هناك علاقة بين حالتنا الصحية، وعدد الساعات التي نقضيها جالسين.. تلك العلاقة التي لاحظها علماء بريطانيون في الخمسينيات من القرن الماضي، عندما وجدوا أن سائقي الحافلات ذات الطابقين كانوا أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية، مقارنة بزملائهم من جامعي التذاكر الذين يعملون في نفس الحافلات، حيث يظل السائق جالساً طوال الوقت، بينما يتحرك جامع التذاكر في الممرات، وعلى حوالي 600 درجة سلم، في كل يوم عمل.

في دراسة نشرت في الدورية العلمية ديابيتيس كير، وجدت الباحثة ماري أو.ويبل وزملاؤها من جامعة كلورادو، أن كلما زاد عدد ساعات الجلوس اليومي، زادت مخاطر الإصابة بعدد من المشاكل الصحية الخطيرة، مثل السمنة والسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية ومتلازمة التمثيل الغذائي، السكري من النوع الثاني، وكذلك مخاطر الوفاة المبكرة، خصوصاً لو وصل التكاسل والجلوس إلى تسع ساعات في اليوم. وهي قائمة من التداعيات الصحية التي لا يمكن تجاهلها، لدرجة أن الباحثين يعتبرون أن الجلوس الطويل يعتبر عنصراً صحياً قائماً بذاته في المعادلة الصحية.

الرياضة وحدها لا تكفي
قد يعتقد البعض أن الحل - ببساطة - هو تعويض الجلوس الطويل بالرياضة. أن يظل الشخص جالساً لثماني ساعات متواصلة، لكن يمارس الرياضة بعد ذلك، لكن يبدو أن هذا الحل ليس كافياً!

في دراسة دولية نشرت في المجلة الأميركية للطب الوقائي شملت 45 بلداً، وجدوا أن النشاط البدني مهم وضروري بالطبع، لكنه لا يكفي لإلغاء التأثير الصحي الضار لزيادة ساعات الجلوس الطويلة. بل إن تقليل ساعات الجلوس في حد ذات ضروري، لدرجة أن تقليص الوقت لساعة واحدة كان له تأثير كبير في الصحة العامة وانعكس على متوسط أعمار لأفراد المشاركين في الدراسة، فالرياضة لا يمكنها تعويض ساعات الجلوس الطويلة إلا عندما تتجاوز 60 - 75 دقيقة كل يوم، حسب دراسة جامعة كلورادو.
بمعنى آخر: يكمن الحل في كل من الرياضة وتقليل ساعات الجلوس، وليس في أحدهما دون الآخر.

أفكار
ينصح مركز الخدمة الصحية الوطنية في بريطانيا، بمجموعة من التدابير لتقليل الجلوس لكافة المراحل العمرية.. منها:
- لا تترك الطفل في عربة الأطفال أو عربات التي تجرها الدواب أو مقاعد السيارة أو المقعد المرتفع لمدة تزيد عن ساعة في المرة الواحدة

- تشجيع الأطفال على ممارسة مهام بدنية مثل تجهيز الطاولة أو ترتيب الغرفة «لكسب» وقت استخدام الشاشة.
- اشتر لطفلك ألعاباً تقتضي الجلوس كألعاب الفيديو، بل ألعاب تشجع الحركة مثل دراجة أو كرة أو طائرة ورقية أو سكوتر.
- بالنسبة للكبار: قف في الحافلة أو المترو ولا داع للجلوس.
- اذهب إلى مكتب الزملاء بدلاً من إرسال بريد إلكتروني أو اتصال.
- استبدل بعض وقت التلفزيون بمهام أو هوايات تحبها تتطلب الحركة، وقف وتحرك أثناء إعلانات التلفزيون.
- بدلاً من الجلوس في مقعد مع الأصدقاء. يمكن التجول والتنزه في مكان ما وتجاذب أطواف الحديث.
- تأكد من تغيير وضعيتك طوال الوقت بقدر المستطاع. هناك تطبيقات هاتف «وفي الساعات الذكية» تذكرك بضرورة الحركة، وعدم الجلوس لفترة طويلة.. فخذها على محمل الجد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©