الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الزبارة».. عيده بالطبول ومؤونته بالمقايضة

مريم النقبي تتحدث عن فريج «الزبارة» (تصوير يوسف العدان)
6 مايو 2021 00:23

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

عندما تتحدث مريم أحمد النقبي عن فريج «الزبارة» بمدينة خورفكان في الشارقة، فإنها تستدعي الماضي، بشغف كبير عبر مراحل حياتها من الطفولة وصولاً إلى يومنا هذا، وبفخر واعتزاز سردت قصص الطفولة وعادات أهل «الزبارة» الأصيلة، وتعاونهم والحب المتبادل بينهم والذي جعلهم مثالاً للأخوة في أجواء مفعمة بالمودة، وقالت أن أهل الفريج كانوا يحتفون بالعيد بالطبول ويدبرون مؤونته بالمقايضة.. وأشارت إلى أن الفريج يتميز بمزارعه الكثيرة، أما الجبال فشكلت حصنه التاريخي، إلى جانب وفرة الآبار والأفلاج التي جعلت منه واحة غناء تفوح منها روائح الخضراوات والفواكه طوال السنة.
بدأت الوالدة مريم حديثها عن «الزبارة» بسرد أشعار تغنى بها الشعراء حباً في المنطقة، واصفين جمالها وعراقتها وكرم أهلها، ومنها الأهزوجة التي تقول («الزبارة» يا أم السحة، يا مسكتة الصيبان، يا معلية العرشان)، والتي تعكس جانباً مما يتميز به الفريج من خير، وما احتواه من  نخيل وتموركان أهله يخزنونها كمؤونة طوال السنة، أو يستغلون باقي أجزاء النخيل في بناء العرشان التي تقيهم حرارة الصيف، ويلجؤون لها أيام القيظ وسط البساتين، مؤكدة أن «الزبارة» أهله معروفون بالكرم والجود والطيبة، كما أن الترابط كان سمة أصيلة وراسخة لدى أهل الفريج، لا سيما أن البيوت كانت متراصة، مما يعزز من شعور الترابط بين السكان والأهالي.

زبارة الخير
وأكدت الوالدة مريم أحمد النقبي أن فريج «الزبارة» ونظراً لموقعه الفريد وطبيعته الخلابة وقربه من البحر وتواجده وسط الجبال، كان مقصداً للناس صيفاً، موضحة أنه تميز بخصوبة أرضه ووفرة مياهه الجوفية، مما جعل أهله يمتهنون قديماً حرفة الزراعة، وكان له الحظ الوافر من أشجار النخيل والمزارع بكافة أنواعها التي أنتجت مختلف المحاصيل ومنها الفواكه، مثل «الهامبا» والحمضيات واللوز الإماراتي والجوافة واللومي وغيرها من المزروعات...والخضراوات والفواكه، بينما كانت مهنة الصيد هي المهنة الثانية السائدة نتيجة لطبيعة المنطقة الساحلية، وكان يشمل صيد السمك واللؤلؤ، وكان سكان الفريج يعملون في المهن المرتبطة بالبحر، حيث يصنعون سفنهم بأنفسهم، كما أتقنوا المهن الأخرى المرتبطة بالطبيعة الجبلية والزراعية كسف الخوص وغيرها، أما المقايضة فكانت هي السمة الغالبة في توفير الاحتياجات لأهل المنطقة، بينما كان البعض يفتح دكاناً في بيته لبيع أو مقايضة بعض السلع الأساسية.

القيظ
وبالحديث عن الزراعة التي اشتهر بها الفريج، أكدت النقبي أن الزراعة رافقتها مهنة رعي الماشية وجمع الحطب، وأن النساء كن تشاركن في المسؤولية مع الرجال، بينما اقتصر رعي الأغنام على النساء والأطفال، لأن الرجال كانوا يعملون في البحر أو النخيل، موضحة أن أهل الزبارة، يغيرون مسكنهم صيفاً وشتاء، يرحلون مجتمعين إلى المزارع، حيث الماء والخضرة والبساتين، صيفاً.. وأضافت:«قبل أن يحل الصيف نبني العرشان بالقرب من البحر وسط البساتين التي تزهر بفواكه الصيف وخضرواته، بينما نقضي الشتاء في «المخازن» عند الجبل، وهي بيوت دافئة مبنية من الطين والحصى، تقتصر على ميسوري الحال، بينما يسكن الباقي في خيم، وكان البيت الواحد يجمع أكثر من عائلة ومنهم الأولاد وزوجاتهم والأخوات، وأوضحت أن رمال بحر الزبارة اشتهرت بتخليص الجسم من الطاقة السلبية. 

فرحة العيد
وعن العيد وفرحته، أشارت أن عيد الفطر يأتي وسط فرحة كبيرة لدى أهل فريج «الزبارة»، وبعد لبس الملابس الجديدة يقصد الجميع مصلى العيد، تصلي النساء وراء الرجال، وبعد الصلاة، يعود المصلون إلى بيوتهم مصحوبين بدق الطبول والرزيف والغناء، وتستمر هذه الحفلات ثلاثة أيام.

التعاون
التعاون  تبادل المساعدة سمة راسخة لدى أهل الفريج، قالت عنها الوالدة مريم النقبي: العادات والتقاليد تحتم على الجميع التعاون ومساعدة بعضهم البعض، في جميع المناسبات كالأعراس، حيث يتعاون الكل لمساعدة بيت العرس، حيث كانت تمتد الحفلات عدة أيام، وتزيد هذه الخصال خلال الشهر الكريم، ففي رمضان تطحن الأمهات طحين الشعير وحب الدخن والذرة في الرحى لإعداد الخبيص والمهلبية والعرسية وتوزع منها على الجيران.. ومن العادات الرمضانية أيضاً أن الرجال يفطرون جماعة بالقرب من المسجد، بينما تتناول النساء وجبة الفطور عند إحداهن، وتتكون وجبة الفطور مما توفره المزارع من حبوب ودجاج ولحوم أو أسماك من البحر، أما الفوالة فكانت تتكون من الخوخ والأناناس.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©