الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

صفاء النقبي.. هزمت «السرطان»

صفاء النقبي
6 مايو 2021 00:24

هناء الحمادي (أبوظبي)

صفاء النقبي، إحدى بطلات تحدي السرطان، تغلبت على المرض وقهرته، وفتحت باباً جديداً على الحياة، وواجهت كل الصعاب التي مرت بها، عاشت بقلب نابض بالأمل والإيمان وبنظرة جديدة للمستقبل، حيث كانت إصابتها بالسرطان بداية حياة جديدة توالت بعدها النجاحات في حياتها.
هي طبيبة أسنان، ومدربة تنمية بشرية وأسرية وأكاديمية معتمدة، صاحبة شركة خاصة للعطور تطمح لوصولها إلى العالمية، بعد أن حاربت السرطان وشفيت منه، وحصلت على درجة الماجستير في تجميل الأسنان.

دراسة 
قصة نجاحها والتحديات والصعوبات التي مرت بها، لم تكن بالأمر السهل لطالبة في المرحلة الثانوية، حين توقفت عن الدراسة من أجل البحث عن بصيص أمل وشفاء عبر رحلة علاج قد تستمر لفترة طويلة، لكن اليأس لم ينل من إرادتها القوية.

من هنا، تسرد الحكاية وتقول عنها : «بدأت رحلتي الدراسية في مدارس خورفكان بجميع مراحلها وأوقفت مرحلتي الثانوية العامة، وبدأت رحلة علاجي من السرطان في المملكة المتحدة، وكنت بين تحديين، الأول وفاة والدي وشعوري باليتم والانكسار باعتباره مدرستي الأولى وقائد طريقي، والثاني خبر إصابتي بالسرطان وحاجتي السريعة للعلاج، وعدت بعد رحلة العلاج لمدرستي، حيث تخرجت بتفوق كبير، وكان هذا هو «الإنجاز الأول» الذي تحقق رغم الظروف التي كنت أعانيها.

رحلة كفاح
وتستمر رحلة الكفاح مع النقبي، التي التحقت بجامعة الشارقة لدراسة الطب الذي كان حلم حياتها، لكن الألم لم يبارحها، بل أنهك جسدها وانتكست حالتها بعد الإقامة بالسكن الداخلي، واضطررت للانتقال لجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا لتعود للسكن في المنزل ومتابعة علاجها، إلى أن استقر وضعها الصحي، واستكملت دراستها وتخرجت بتقدير جيد جداً، لتحقق هدفها الثاني ثم أكملت رحلة التعلم بدراسة «دبلوم زراعة الأسنان» في جامعة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية، وفي آخر سنة دراسية لها، وقبل صدور شهادة التخرج، قبلت لاستكمال دراستها وحصلت على «دبلوم تجميل»، وذلك لمهارتها في الأداء خلال المقابلة الشخصية بالجامعة.

لم أتوقف
وأضافت: خلال فترة علاج تالية في الولايات المتحدة لم أتوقف عن التعلم، بل درست التنمية البشرية والتدريب والتطوير في جامعة نيويورك، كما حصلت فيما بعد على ماجستير الاستراتيجية وتطوير البنية التحتية في جامعة الفجيرة، بتقدير امتياز، وختمتها بدبلوم العمل البرلماني في جامعة الشارقة، مشيرة إلى أنها رغم تعدد الوقفات في رحلتها الدراسية والعملية ومرورها بمنحنيات كثيرة، لكنها كانت تحافظ على وقود محرك طموحها وأهدافها ليستمر حلمها، وسعيها المتواصل بعزيمة وإصرار على تحقيق أهدافها في الحياة، وأن تكون دائماً بين صفوف المتميزين، وأن تكون العثرات في مسيرتها دافعاً وليست معوقاً . 

ألم وأمل
تقول: تضيق بنا الدنيا حين ينتابنا الألم من محنة مباغتة تصيب أحداً من ذوينا أو فما بالك إن أتتك هذه المحنة لتباغتك أنت وتنهك جزءاً من جسدك  وقتها تشعر بالاغتيال، اغتيال جزء من حياتك من ذكرياتك، تشعر وكأنك «على شفا الموت»..

هذا ما شعرت به صاحبة التحدي وصانعة النجاح الدكتورة صفاء النقبي، حيث لم تجعل كل الآلام  محطة توقف لقطار إنجازاتها ونجاحاتها، وفضلت الاستمرار بكل قوتها من أجل النجاح وإثبات ذلك للمقربين منها وخاصة والدتها.
وتقول: «عندما اكتشفت حقيقة مرضي بـ«سرطان الدماغ» تألمت وشعرت بكسر وحزن على نفسي وشعرت بحرقة الألم، حينما بدأت رحلة العلاج، جلسات الكيماوي والعمليات الجراحية لمواجهة المرض، وكنت أطلق على هذه الأمور «طوق النجاة القاسي»، وقررت بعد إجراء العملية متابعة مواجهة السرطان وتحدى كلمات الطبيب المعالج عندما قال لي: «أنتِ لن تستطيعي دراسة الطب، فهي النهاية لك»، وقتها قررت أن أكسر قيود الألم والمرض التي كتبت على جسدي، واستعدت نفسي وقوايّ الداخلية لألملم بها شتاتي وأسند بها جسدي النحيل، وعدت لمقاعد دراسة الطب، نعم تعبت كثيراً، ولكن صبرت أكثر، وعمدت لأن أخرج كل قدراتي التي كنت لا أعيرها أي اهتمام، وبالفعل بدأت أهتم بزيادة ثقافتي وحضوري.

أكتب وأخرج كل طاقتي في الكتابة والمطالعة والتدرب، وبدأت كتابتي تخرج للنور، أصبحت طبيبة ومدربة، اكتب رحلتي في «كتابي الخاص»، شاركت ببرامج تلفزيونية وأعد برنامجي الخاص، أحضر دائماً بصفتي محاربة وطبيبة ومدرب تنمية بشرية متحدية، حولها المرض من شخصية حساسة تصارع الموت إلى شخص معطاء، وتيقنت أنها رحلة حالها حال أي رحلة، لها خط نهاية ولها لحظات سقوط ونهوض وانتصار، وبدأت أبث ذلك في المجتمع، أنشر هذه الثقافة وأزرعها فيمن حولي، بعد أن حاربت مَرض السرطان ونظرات الناس، وانتصرت.

أمي سندي
مهما قلت وسأقول لن أوفيها حقها، «أمي»، عن الداعم الأول والمشجع والسند تقول صفاء: «أمي هي عمود صفاء الفقري وداعمي الأول، هي من ساندتني بكل مراحلي العمرية، كانت هي دوماً خط دفاعي الأول وجيشي الوحيد، وفي كل يوم أردد بيني وبين قلبي، لولا وجود أمي لهرمت روحي، وتثاقلت الدنيا على كتفي، أحبها بقدر ما ضاقت علي سعة هذا العالم وضمتني رحابة صدرها.

رفض الاستسلام
خلال أزمة «كورونا» كانت الدكتورة صفاء النقبي أحد أبطال مواجهة الفيروس، رغم معاناتها من نقص المناعة بسبب العلاج، إلا أنها رفضت الاستسلام والجلوس من المنزل، وتقول: « تجربتنا كانت مختلفة، كانت مخيفة، ولكن أظهرت أننا قادرون على مواجهة أي طارئ وأننا دوماً خط دفاع لوطننا، حيث إنني كنت مسؤولة عن توفير المتطلبات الخاصة بالمراكز والإدارات، وأيضاً تأمين احتياجات مراكز العزل، كما أنني عملت ببعض المستشفيات والإدارات، وعملت ببعض مستشفيات العزل كطبيب وكانت تجربة مختلفة مليئة بالتحديات والإصرار.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©