عدد اليوم
محمد قناوي (القاهرة)
شهد الموسم الرمضاني هذا العام عودة شخصية البطل الشعبي من خلال أعمال تنتمي إلى الدراما الشعبية، حيث تنافست 6 مسلسلات، على جذب الجمهور بقصص واقعية مؤثرة، ولم تقتصر الشخصيات على الفنانين الرجال، بل شاركت شخصيات نسائية أيضاً.
رمضان.. الكفاح الوطني
أعاد محمد رمضان في مسلسل «موسى» إلى الأذهان شخصية «أدهم الشرقاوي»، ذلك البطل الشعبي الذي تصدى لجنود الاحتلال للدفاع عن قريته، وظهر موسي ابن صالحين، كنسخة محدثة من تلك الشخصية، ومحاولة إحيائها من جديد.
ويبدو أن جزءاً كبيراً من أحداث «موسى» مستوحاة من فيلم «أدهم الشرقاوي» بطولة عبدالله غيث، الذي عرض العام 1964، خاصة الجزء الذي يتحول فيه موسى اللص قاطع الطريق «خط الصعيد» الذي يسرق الأغنياء من أجل الفقراء، بمبرر درامي منطقي، إلى مقاومة الاحتلال الإنجليزي بعد استشهاد أخيه.
ويروي العمل قصة نضال ومواجهة بغلاف اجتماعي إنساني، إذ أن موسى فقد والده منذ صغره، وتحمل مسؤولية أشقائه وواجه العديد من الأزمات، ويربيه جده على حب الوطن والتضحية، لتظهر مجموعة فدائية تقوم بأعمال ضد الاحتلال الإنجليزي، إلا أن حياته تنقلب رأساً على عقب، بعد لقائه بامرأة وانتقاله للعيش في القاهرة، ليعمل في التجارة ويصبح شخصية مهمة.
إمام.. حقوق الغلابة
ويقدم محمد إمام شخصية البطل الشعبي في مسلسل «النمر»، الذي تدور أحداثه حول صعود ورحلة كفاح، في إطار أكشن ممزوج بالإثارة والتشويق، حول شاب صعيدي يقتحم «الصاغة» – سوق الذهب في مصر- ويستطيع كسب ثقة أصحاب المحلات، لنكتشف أنه عاد للبحث عن حقوق والده التي سرقها التجار.
وقال مؤلف العمل محمد صلاح العزب: يقدم إمام شخصية بطل شعبي خارق، سعياً للوصول إلى الشباب الأصغر سناً من خلال الشخصية، وتعليمهم بعض القيم والأخلاقيات، وقدمنا معاً من قبل في هوجان «الرجل الأخضر» لكن «بنكهة» مصرية، وفي النمر نقدم نموذجاً لشخصية باتمان أو روبن هود.
وأضاف أنه يسعى لتقديم البطل الشعبي «روبن هود الغلابة»، بشكل جيد، فإمام يقدم شخصية الشاب الشعبي البسيط، بعيداً عن أحداث النصب والبلطجة وتجارة المخدرات، كما اعتادت الدراما تقديم النماذج الشعبية، فهو شهم ولديه قيم ومبادئ ينتصر لها ويقف مع الضعفاء في دراما اجتماعية يغلب عليها الأكشن.
ويضيف العزب، أن الحارة والشخصيات الشعبية تغيرت، ونحن نرصد التغيرات التي تحدث، سلبيةً أو إيجابيةً، ويتم تقديم نموذج محبب لدى الناس، ونحن ضد تقديم القبح غير المبرر درامياً.
جلال.. رسالة إنسانية
ويواصل ياسر جلال تقديم شخصية البطل الشعبي للعام الثالث على التوالي، من خلال مسلسل «ضل راجل»، وتدور أحداثه حول العديد من المشكلات والقضايا الاجتماعية والإنسانية في قالب تشويقي مثير، ويناقش العديد من الصراعات المجتمعية المختلفة.
وأكد جلال على أن العمل مختلف عن مسلسلي «الفتوة» و«رحيم»، فيه الحارة الجميلة بوجهها الحقيقي، الأصالة، الأخلاق، حسن الجوار، والبيوت المصرية التي تعيش على الحب والحنان، و«ضل راجل» يعني الرجل الذي يظلل على أسرته ويعامل زوجته باحترام وأولاده بحب، وهذا سر المسمى، وأجسد شخصية معلم تربية رياضية في مدرسة بنات، يعيش في حارة شعبية.
وأكد ياسر على أنه يقدم رسالة قوية جداً في هذا العمل، وفخور جداً به، رسالة مغلفة بالسكر، وإطار درامي مليء بالمشاعر والأحاسيس حتى يقبل الجمهور عليها.
عمرو ومصطفى.. ملحمة
ويقدم عمرو سعد ومصطفى شعبان شخصية البطل الشعبي في مسلسل «ملوك الجدعنة»، الذي يدور حول «سفينة» و«سرية»، شابين معدمين من منطقة شعبية، تلقي بهما الأقدار في رحلة ملحمية يصعدان من خلالها هرم العالم السفلي للجريمة ضد أحد أباطرة تجارة الشر، مسلحين بقوتهما وذكائهما والأهم صداقتهما المتينة، التي تواجه المكائد، ويتحولان لعدوين وغريمين ثم تضطرهما الظروف لأن يعودا حليفين في مواجهة خطر أكبر.
البطل.. أنثى
وتقدم غادة عبد الرازق شخصية البطل الشعبي، لكن بشكل «أنثوي»، تخوض معارك من أجل استعادة حقوقها المنهوبة وحقوق أصدقائها من خلال مسلسل «لحم غزال».
وكشفت غادة عن سعادتها بتقديم هذه التجربة، ورغبتها في العودة إلى الدراما الشعبية والتي سبق وقدمتها في مسلسلات «الباطنية»، و«زهرة وأزواجها الخامسة»، و«عائلة الحاج متولي»، وتتمنى أن يحظى العمل بنفس النجاح الذي حققته تلك الأعمال.
الأمر نفسه ينطبق على ياسمين عبد العزيز التي تقدم نموذجاً آخر للبطلة الشعبية من خلال شخصية «غزل» في مسلسل «اللي ملوش كبير»، الدراما الاجتماعية الشعبية، التي يتخللها بعض الأكشن والرومانسية، ومواقف تتحدث عن أوضاع وعلاقات أسرية.
وتجسد عبدالعزيز شخصية «غزل»، ابنة رجل طماع، يزوجها لرجل كبير في السن من أجل المال، الأمر الذي يغير شخصيتها، ويجعلها قوية، لا تقبل جرح كرامتها، وتدخل في صراع مع والدها بسبب قسوته، وتقع في حب «سيف» (أحمد العوضي).
