الإثنين 13 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

ملهمات حوّلن التحديات إلى فرص

ملهمات حوّلن التحديات إلى فرص
17 مايو 2021 00:18

مرتضى البريري (أبوظبي)

فاطمة الحمادي، وعبير الشحي، ويقين النجار، وشيرين النويس، أسماء لمعت في برنامج «جواهر»، الذي عرض مؤخراً على تلفزيون الشارقة  بعد أن سطّرن بتجاربهنّ الحياتية والعملية أسمى معاني الإصرار والشغف والسعي من أجل تحقيق الحلم بعزيمة كبيرة لا تلين. 

عبير الشحيّ.. صوتٌ يتحدّث في صمت
متخصصة في مجال لغة الصُمّ، تتحدّث مع تلاميذها بصمت، لكنها توصل المحبة بصوت عالٍ. لم يحالفها الحظ في دراسة الإعلام، ووجدت نفسها وعن طريق المصادفة أمام مسرحية للصُمّ قادتها لأن تبدأ رحلة تعلّم لغة الإشارة عبر تخصص التربية الخاصة، وخلال هذه المسيرة تطوعت الشحّي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وضربت نموذجاً في مجال الاهتمام بأصحاب الإعاقة السمعيّة وبقيت إلى جانبهم، وأكدت أنها «صوتهم».
بعد سعيها المتواصل لإيجاد فرصة الحصول على رخصة للترجمة الفورية للصمّ، باتت الشحّي أول مترجمة فورية متخصصة بهذه اللغة على مستوى الدولة، وتم تكريمها من ضمن أوائل الإمارات، واستمرت في رحلة التوعية بأهمية لغة الإشارة وتنظيم الدورات المجانية، وتواصلت مع الجهات والمؤسسات الحكومية، وفي يوم تبادر لذهنها فكرة لماذا يوجد هؤلاء الطلبة الذين يعانون الصمم في مراكز التأهيل وليس في المدارس، لماذا لا ندمجهم مع أقرانهم، وحصل ما أرادت، واستمرت الشحي في جهودها من أجل تمكين ذوي الإعاقة السمعية وبالفعل أكدت أنها صوتهم.

فاطمة الحمّادي.. تبدع في مملكة الرسم
من التدريس إلى المرسم، خاضت الرسامة الإماراتية فاطمة الحمادي رحلة الفنّ، متجاوزة الكثير من التحديات التي واجهتها بإصرار عزز شغفها وقادها لتحديد أهدافها والمضي في تحقيقها، فأسست مرسمها الخاص، الذي وصفته بأنه «مملكتها»، واقتربت من طالباتها ورسّخت في داخلهنّ الشعور الإبداعي، فباب المرسم كان مفتوحاً دوماً أمامهنّ، وكانت دوماً تحرص على تحبيبهنّ بحصّة الفنون التي كانت تنفر منها وهي طالبة، ما انعكس على شخصياتهنّ وعلاقتهنّ بالفنّ. 
واستمرت في مجالها وحرصت على تطوير قدراتها، فبدأت بالرسم على العباءات وتصميم الأزياء، ووضعت خطة للبيع ونجحت هي وطالباتها، لكنها لم تكمل نظراً لمسؤولياتها التي تضاعفت تجاه بيتها والمدرسة وأولادها، وبعد أن ترقّت إلى مرتبة موجّهة وجدت وقتاً لذاتها، وأسست مرسماً خاصاً لها من منزلها.
وجاءت فرصة المشاركة في معرض إلى جانب ستّ فنانات، ونجحت في إيجاد التوازن بين الفن والالتزام بالعمل وشؤون الأسرة، ووضعت هدفين، الأول معرضها الشخصي، والثاني أن تشارك في معارض عالمية، وبالفعل خاضت التجربة بمعرض عقد في بريطانيا وعرضت لوحتها في مزاد كرستي الشهير.

يقين النجار.. كيف تدرس الهندسة وهي لا تعرف القراءة والكتابة؟
لم تستسلم لمعاناتها في عدم إتقان اللغة العربية خلال سنوات عمرها الأولى، فهي تربّت في خورفكان بكنف جدتها التي لم تكن تقرأ أو تكتب، لكنها تعلّمت القراءة والكتابة من أجل الصغيرة يقين وشقيقتها، فتجاوزت أزمة اللغة وأبدعت في مجالات الدراسة، وشاركت بمسابقة نالت على إثرها منحة دراسية للفنون الجميلة في أميركا، لكنها لم تجد الدعم، واختارت تخصصاً تستطيع من خلاله أن تعود لمجال الرسم، فدرست هندسة الكمبيوتر واللغة الإنجليزية، وأضاعت عامين في التنقّل بين التخصصات حتى استنفدت خياراتها التي قدمتها لها المنحة في جامعة الشارقة.
لم تكن لديها قيمة الرسوم الجامعية لتتحول لدراسة القانون، فاستطاعت أن تجمع الجزء الأول من الدفعة عن طريق مصروفها الخاص، وباشرت في البحث عن سبل أخرى للحصول على المال، فقامت بالرسم وتصميم الأزياء؛ لأنها تحب هذا المجال، وبعد انتهاء الفصل حصلت على مكرمة من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، نظير تفوقها في جميع المساقات التي درستها، وتخرّجت في الجامعة بتفوق، وبدأت مسيرة العمل في مجال القانون العقاري، وأصبحت أول امرأة إماراتية تتولى منصب قاضٍ في مجال القانون العقاري.

شيرين النويس.. حولت أزمة ابنها إلى قصة ملهمة
لم تكن تعلم أن اكتشافها لمعاناة ابنها محمد من صعوبات التعلّم وعسر القراءة «الديسلكسيا» سيقودها لتأسيس مركز تعليم «للتدريب وتطوير المهارات» في أبوظبي لتلبية احتياجات أطفال «الديسلكسيا»، وأنها ستمد يدها نحو جميع الأطفال الذين يعانون الحالة نفسها، منطلقة من شعور الأمومة الذي قادها لتكرِّس نفسها خدمة لكل طفل يعاني هذه الأزمة. 
واليوم وبعد أن عملت النويس على تأسيس المركز ومساعدة ابنها إلى جانب الكثير من الأطفال الذين يعانون هذه المشكلة، تم ابتعاث ابنها محمد من قبل مجلس أبوظبي للتعليم لدراسة الاقتصاد في الولايات المتحدة الأميركية، في جامعة أريزونا، وبعد أن اطمأنت على ابنها، لاحظت أن مشوارها لم ينتهِ بعد، وصار لديها هاجس الاطلاع على الخبرات الأخرى المتعلقة بصعوبات التعلّم، وبدأت في مساعدة الآخرين وتغيير المجتمع نحو الاهتمام بشكل أكبر بهؤلاء الأشخاص، حيث أكدت أن رسالتها هي الإنسان، لا شيء آخر، فبدأت من طفلها ووصلت إلى مساعدة نحو 6 آلاف حالة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©