الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

شاهد.. هذا الموقع لا يوجد في أي مكان آخر!

اللاجئون يخلفون السلاطين على أنقاض القصور في جنوب أفغانستان
24 مايو 2021 21:38

صمدت بقايا أثرية لمدينة ملكية قروناً عدة عند ضفاف نهر هلمند في جنوب أفغانستان، غير أن علماء الآثار يبدون قلقاً حيال مستقبل هذا المجمع الاستثنائي الذي يشغله حاليا مئات النازحين الهاربين من المعارك في المناطق المجاورة.

فوق مجرى مائي شبه جاف في ضواحي لشكر كاه عاصمة ولاية هلمند، يظهر مجمّع ضخم لقصور من الصلصال الأمغر عائد إلى القرن الحادي عشر يسمى قلعة كهنه.

ويشكل المجمع الذي يسميه علماء الآثار لشكري بازار، النموذج الوحيد المعروف للمقار الشتوية لسلاطين السلالة الغزنوية وبعدهم الغوريون.

وقد حكمت هاتان السلالتان بين القرنين العاشر والثالث عشر على منطقة كانت تضم أفغانستان الحالية، وهما نشرتا الفن الإسلامي وصولاً إلى شمال الهند.

وتمتد منشآت متفرقة أخرى على حوالى عشرة كيلومترات جنوبا وصولا إلى قلعة بست المعروفة بقوسها الحجري الضخم.

وأثار المجمع اهتماماً كبيراً بفضل ضخامته وهندسته اللافتة ولوحاته الجدارية.

ويقول مدير البعثة الأثرية الفرنسية في أفغانستان (دافا) فيليب ماركي «لا يوجد مثل هذا الموقع في أي مكان آخر في العالم الإسلامي، مجمّع بهذا القدر من التجانس والدقة في العمل، ورغم كل شيء لا يزال المكان محفوظا بصورة جيدة نسبيا».

ويضيف «نعرف القليل عن المكان في نهاية المطاف»، ومن «المهم الحفاظ عليه لأننا متأكدون أن ذلك سيعلّمنا الكثير عن تلك الحقبة».

لكنّ هذه المعالم المصنوعة من حجر الطوب والتربة المدكوكة، مهددة جراء المساكن المعاصرة في المدينة الآخذة في التوسع، والتي تضم في داخلها عائلات هاربة من النزاع في المناطق الريفية التي يسيطر عليها متمردو حركة طالبان.

وقد اختارت هذه العائلات النزول بين الأقواس المزخرفة والأبراج المنهارة جزئياً بعدما كانت تزخر في الماضي بنقوش ورسوم شتى.

وقد أضاف القاطنون الجدد على المكان نوافذ وأبواباً وأسلاكاً شائكة، وغطوا الجدران بمزيج من الطين والقش لتفادي انهيارها.

وكانت البعثة الأثرية الفرنسية في أفغانستان قد استكشفت الموقع في خمسينات القرن العشرين، لتتوقف بعدها كل عمليات التنقيب الأثري. وهي كشفت حينها عن قصور ومساجد ومبان ملاصقة أخرى، مثل مشاغل للخزفيات والأعمال الحرفية ومبرّدات تتيح الحفاظ على الأطعمة طازجة.

ونبشت البعثة أيضاً اللوحات الشهيرة لمشاهد من حياة البلاط الملكي، وهي قطع نادرة في حقبة كان التصوير التجسيدي للبشر غير مستحب في التفسيرات الدينية. هذه الرسومات التي وُضعت في متحف كابول، تعرضت للهدم أو السرقة خلال الحرب الأهلية في تسعينات القرن العشرين. لكنّ بعض الصور لا تزال موجودة.

ويبدي فيليب ماركي قلقه إزاء عمليات التدمير الناجمة عن أشخاص يحتلون الموقع أو ينهبونه.. كما يخشى تبعات التغير المناخي الذي قد يؤدي إلى فيضان النهر ويقضي تالياً على الموقع.

ويأمل ماركي في تحويل المجمّع إلى «متنزه أثري» مع إشراك النازحين في أعمال الحفظ ليؤمنوا قوتهم ويغادروا المكان. ويقول «المفارقة تكمن في أن الناس يحمون المكان بطريقتهم لكونه منزلهم».

المصدر: آ ف ب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©