الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«بينا الوطني» قصر الرومانسية

«بينا الوطني» قصر الرومانسية
29 مايو 2021 01:50

أحمد مراد (القاهرة)

في غضون 40 دقيقة فقط، يقطع قطار الضواحي المسافة من محطة السكك الحديدية وسط العاصمة البرتغالية «لشبونة» إلى مدينة «سينترا» الواقعة على بعد 18 كيلومتراً شرق المحيط الأطلسي، تلك المدينة الساحرة التي تجذب آلاف السياح والزوار سنوياً للتمتع بمناظرها الطبيعية ومعالمها الحضارية، وعلى رأسها قصر «بينا» الوطني، المدرج ضمن قائمة التراث العالمي التابعة لـ«اليونسكو».

قصر فوق تلة
يُعد قصر بينا الوطني لوحة فنية وتحفة معمارية، ويفتخر به البرتغاليون الذين يعتبرونه واحدة من عجائب الدنيا السبع في البرتغال، حيث يُعد من أهم المعالم التاريخية والسياحية في البرتغال، وإحدى نقاط الجذب السياحي في جبال سينترا التي يبلغ ارتفاعها 529 متراً، الأمر الذي جعل الرومان يطلقون على هذه السلسلة الجبلية اسم «جبل القمر».
ويقع قصر بينا الوطني، الملقب بـ«القصر الرومانسي» على قمة تلة عالية في منطقة ساو بيدرو دي بينا فيريم بمدينة «سينترا» التي تبعد نحو 30 كيلومتراً، شمال غرب العاصمة لشبونة، وهو مقام على أرضية من الصخر، ويضم النصب التذكاري الوطني الذي يشير إلى أحد التعبيرات الرئيسية من الرومانسية للقرن التاسع عشر في العالم.

مقر صيفي للملك
على مدى مراحل تاريخية متعاقبة، اتخذ ملوك البرتغال السابقون قصر بينا الوطني مقراً صيفياً لهم، نظراً للمناخ المعتدل الذي تتمتع به مدينة سينترا، ولوقوعها أيضاً بالقرب من المحيط الأطلسي، حيث تبعد عنه فقط بـ 18 كيلومتراً، ولأجل هذا حرص الملوك على تجديد القصر بين فترة وأخرى، وإدخال تعديلات عليه وتزيينه بألوان زاهية، وحالياً يُستخدم القصر في المناسبات الوطنية والسياسية من قبل الحكومة البرتغالية.

500 عام
يعود تاريخ بناء القصر إلى القرون الوسطى، واستخدم في البداية كنيسة للسيدة بينا، وبُني فوق تلة اعتقد ظهور السيدة مريم العذراء فيها، وفيما بعد، وبالتحديد في زمن الملك جواو الثاني في عام 1493، أصبح موقعاً للحج، وكان الملك وزوجته يمارسون فيه الطقوس الدينية، وبُني أيضاً دير في المنطقة.
تعرض القصر للتدمير بسبب زلزال لشبونة الشهير في عام 1755، وبعدها بمائة عام، تمت إعادة بناء القصر من جديد في عهد الملك، فرديناند الثاني، وبدأت عملية البناء في عام 1842، واستمرت حتى اكتمل بناء القصر في عام 1854، وصُمم القصر على الطراز الكلاسيكي الأوروبي، ويمزج بين الطراز القوطي والنيو مانيولين، وقام بتصميمه البارون ويلهلم لودويج فون ايستشويج.
وأضاف الملك فرديناند الثاني وزوجته الملكة ماريا بعض الإبداعات إلى القصر، وأدرجت إليه بعض تصميمات القرون الوسطى الإسلامية، وبعد أن كان لونه رمادياً أعيد طلاؤه باللونين الأحمر والأصفر في نهاية القرن العشرين.

500 نوع من الأشجار
تمتد حديقة قصر بينا الوطني على مساحة 200 هكتار، وهي مكونة من منطقة غابات مليئة بالأشجار والنباتات الغريبة، وأُقيمت بعض أجزائها في مناطق وعرة، وجلب إليها الملك أشجاراً نادرة ومتنوعة من بلدان عدة بعيدة، مثل الصين واليابان وأستراليا ونيوزيلندا، وتضم أكثر من 500 نوع من الأشجار والنباتات.
وتتميز الحديقة بأن لديها نظاماً من المسارات والطرق الضيقة، وتم ربط القصر بالعديد من النقاط في جميع أنحاء الحديقة، فضلاً عن اثنين من مخارج البوابات.

4 أجزاء
يتكون القصر من 4 أجزاء، أولها الأساسات التي تمتد الأسوار منها، مفصولة فقط ببوابتين، إحداهما محمية بجسر متحرك، والجزء الثاني يتكون من البناء المرمم وبرج الساعة. أما الجزء الثالث، فهو ساحة الأقواس الإسلامية والكنيسة، ويضم الجزء الرابع المنطقة الفخمة والمعقل الأسطواني المزين بالداخل بتصاميم كاتدرائية.

غرفة بـ «قبة»
يزخر القصر من الداخل بالعديد من التصاميم الرائعة، حيث تشع منه أجواء الفخامة والرقي، وقد رُسمت الجدران بمعجون رائع، مع وجود ستائر رائعة ومختلفة تعود إلى القرن التاسع عشر، وتشكل جزءاً من المجموعات الملكية.
ويضم المبنى الرئيسي للقصر عشرات الغرف، منها غرفة الجلوس، وغرفة الهاتف، بالإضافة إلى غرفة الطعام، والغرفة الخضراء، ومن أشهر الغرف، غرفة مربعة بها قبة مثمنة الزوايا، وترتفع القبة ثلاثة أضعاف الجدران الداعمة لها، بالإضافة إلى تغطية الجدران بالبلاط الأزرق القديم، وهناك اثنتان من المداخن المخروطية ترتفع نحو 33 متراً فوق مطبخ القصر، ويستطيع الزوار والسياح التجول بين بعض الغرف، واستكشاف المكان بحرية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©