الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

العلاقات الاجتماعية في زمن كورونا.. إليك الإجابة من منظور علمي

العلاقات الاجتماعية في زمن كورونا.. إليك الإجابة من منظور علمي
31 مايو 2021 14:56

بينما تقوم الكثير من الدول بصورة مؤقتة، بتخفيف القيود التي تفرضها لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد، 
يشعر بعضنا بالقلق حيال الاجابة على بعض التساؤلات مثل: "هل صارت مهاراتي الاجتماعية متواضعة بسبب فترات الحجر الصحي الطويلة وقرارات الإغلاق التي تم فرضها؟ هل انتهت صداقاتي؟ وهل سأستمر في الحفاظ على مجموعة الاصدقاء القديمة التي كانت لدي وسأعود إليها؟ وهل تمزقت دوائري الاجتماعية أم تقلصت؟.

يقول المحلل الالماني أندرياس كلوت " Nنه من أجل الحصول على منظور علمي، تم طرح هذه الأسئلة على 
روبن دنبار، وهو عالم أنثروبولوجيا وعالم نفس تطوري بريطاني. بحسب تحقيق نشرته وكالة "بلومبرج".

ويقول كلوت إن دنبار اكتشف وجود نسبة مستقرة بصورة ملحوظة لدى جميع أنواع الرئيسيات، تربط بين حجم قشرتها المخية الحديثة ومجموعاتها الاجتماعية: فكلما كان الدماغ أكبر، كلما زاد حجم المجتمع. ويبدو ذلك 
منطقيا. حيث يتطلب البقاء ضمن مجموعات كميات كبيرة جدا من القوة الإدراكية.

وصار ذلك معروفا بصورة مثيرة للجدل باسم "فرضية الدماغ الاجتماعي" أو "فرضية الذكاء الميكافيلي (الانتهازي)"، وهي فرضية تبدو مشؤومة تماما. 

إلا أن الأبحاث الأخرى تؤكد على أن إدراكنا يجعل "لدينا سلوكيات إيجابية تجاه المجتمع" أيضا، ويجعلنا نولي اهتماما بالآخرين، بحسب كلوت.

ويقول المحلل الالماني، إنه من هنا تأتي مشاعر الاستمالة الوفيرة التي تقوم بها الرئيسيات من أجل تدفق مادة الـ "إندورفين". ويعني ذلك بالنسبة لنا عادة، "العناق".

وتقول وكالة "بلومبرج" إن أحد الفروق البسيطة في نظرية دنبار هو أن مجموعات الرئيسيات تأتي ضمن فئات مختلفة. فالبشر، على سبيل المثال، يميلون إلى أن يكونوا قريبين من عدد من الأشخاص الآخرين يقدر بخمسة فقط. 

كما أنهم يشكلون "مجموعات" تضم نحو 40 فردا - مثلما يحدث في حفلات الصيد أو بين المجموعات أو الفرق على سبيل المثال - و"القبائل" الأكبر كثيرا، والتي يقدر عددها بالآلاف. إلا أن متوسط حجم "المجتمع" البشري هو، ودائما ما كان، نحو 150 فردا.

إنه من المدهش مدى استقرار ما يسمى بـ "عدد دنبار". إنه يصف متوسط الحد الأقصى لمجموعات الصيادين، والقرى في العصور الوسطى، ومجتمعات الألعاب عبر الإنترنت، وقوائم بطاقات عيد الميلاد والتجمعات في الكنيسة، وغيرها، بحسب المحلل الالماني.

وعندما تتجاوز المجموعات البشرية العدد - كما هو الحال عندما يزيد عدد العاملين في الشركات عن 150 موظفا - عادة ما يصير إدراكنا الفطري غير كافٍ ونحتاج إلى البيروقراطية لتنظيم أنفسنا.

وفي عام 2009، عندما كانت شبكات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت مازالت جديدة بالنسبة للكثيرين منا، كان كلوت يتساءل عما إذا كان من الممكن أن تزيد التكنولوجيا من "عدد دنبار"، لذلك طلب من إدارة "فيسبوك" معالجة بعض البيانات. وبعد الفحص، تبين أن الاجابة هي "لا". فموقع "فيسبوك" - وما شابه من مواقع التواصل الاجتماعي - قد يتيح لنا إدارة ما هي في الواقع قائمة موسعة من المعارف. إلا أن تلك المواقع لا يمكنها رفع الحد الأقصى للعلاقات الجيدة التي نحافظ عليها، لأن ذلك يبدو أنه أمر بيولوجي، بحسب كلوت.

ولكن ماذا عن وباء كورونا وكل عمليات الإغلاق التي جعلها ضرورية؟ يقول كلوت إن مثل تلك الفترات غير الطبيعية من العزلة الاجتماعية، يجب أن تؤدي إلى تدمير نفسية الرئيسيات، مضيفا: "أشك في إمكانية نجاة القردة في 
ظل فترة طويلة من الحجر الصحي. فقرود الـ /بونوبو/ تحتاج إلى التحفيز المستمر للحفاظ على الانسجام والتماسك الجماعي بين أفرادها.

وتقوم أنواع أخرى من الرئيسيات بالقليل من ذلك، إلا أن الرئيسيات من أمثال الشمبانزي العادي، والليمور، أو البابون، تصاب بالضيق والوهن في ظل عدم وجود اتصال اجتماعي بين أفرادها، وتتفكك مجتمعاتها.

ويقول المحلل الالماني إن القردة ليس لديها بالطبع تطبيقات إلكترونية مثل "زووم"، على عكس ما هو متاح للبشر. ومع ذلك ، فإن وسائل التواصل الاجتماعي لدينا تعد في أحسن الأحوال بدائل غير مكتملة وجزئية للتواصل 
الاجتماعي بين الافراد. حيث من الممكن عند استخدام تطبيق مثل "زووم"، رؤية أعين الأشخاص، ولكن ليس من الممكن تحديد ما الذي يحدقون فيه، وهي إشارة مهمة في ديناميكيات المجموعات. ويمكن لشخص واحد فقط أن يتحدث في نفس الوقت، مع عدم وجود إمكانية للعناق. 

المصدر: وكالات
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©