عدد اليوم
ساسي جبيل (تونس)
ينضج الكمأ، أو «الترفاس» كما يسميه التونسيون، في هذه الفترة من كل سنة بمناطق الجنوب التونسي، خاصة الشرقية منها، وتحديداً في محافظتي مدنين وتطاوين القريبتين من الحدود الليبية، حيث يتواصل ظهور هذا النوع من الفطر من أواخر شهر يناير ولغاية شهر مايو، ليصبح النبش عليه من المشاغل اليومية الملحة لعدد كبير من أهالي مناطق الجهات الجنوبية، بعد أن أصبح مورد رزق مهماً لعدد كبير من الشباب.
و«الترفاس» نوع من أنواع الفطريات التي تنمو تحت سطح الأرض، وتؤكل مطبوخة، ولها منافع عديدة واستعمالات مختلفة، بالإضافة للفوائد الأخرى التي لا تحصى ولا تعد، ما جعلها تكون قبلة للأوروبيين والخليجيين.
علاج
كما له فوائد صحية عديدة وفق الدكتور المختص في البيولوجيا في الجامعة التونسية محمد الدريدي، الذي قال: «إن القدامى كانوا منذ قرون عدة يتداوون به من ظلمة البصر والرمد، وبمائه تجلى العين ويقوى البصر»، مضيفاً أنه يستخدم أيضاً لعلاج هشاشة العظام والأظافر وسرعة تكسرها، كما يعالج تشققات الشفتين، حيث يحتوي على كمية كبيرة من البروتين والمعادن اللازمة للصحة، منها البوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور والحديد والزنك والنحاس، ويُفيد صحة الأم الحامل والجنين لاحتوائه على مضادات الأكسدة التي تحمي من الإصابة بالتشوهات الخلقية، كما يعالج الصداع الذي يُصيب المرأة الحامل ويقوي جسمها، ويمد الجسم بكميات كبيرة من البروتين، مشدداً على أنه يمنع تناوله نيئاً لأن ذلك يُسبب عسر الهضم.
مورد رزق
وأشار الباحث محمد فاتح الأبيض إلى أن «الترفاس» مورد رزق للعاطلين عن العمل وغيرهم، مؤكداً أنه يباع بأسعار مرتفعة تصل إلى 120 ديناراً بالعملة المحلية (نحو 40 دولاراً) للكيلوغرام الواحد، مبرزاً أنه كثيراً ما يتوفر في صحاري الجنوب التونسي وأيضاً في بعض دول عربية أخرى، غير أن تسميته تختلف من بلد إلى آخر، فيسمى في ليبيا والجزائر والمغرب، كما يسمى في تونس، «الترفاس»، وفي السودان «بنت الرعد»، وفي بعض دول الخليج العربي «الفقع» أو «الكمأ».
