السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«حياة».. على حافة «الموت»

«حياة».. على حافة «الموت»
12 يونيو 2021 02:39

أحمد مراد (القاهرة)

منذ آلاف السنين، سخر الإنسان الطبيعة وظروفها لتلبي احتياجات ومتطلبات حياته، وما زال حتى الآن يصنع المستحيل ليحيا وسط أشد البيئات والظروف الطبيعية قسوة وخطراً، ومنها المناطق التي تفور فيها البراكين، والمناطق التي تتعرض لهزات عنيفة من الزلازل، فكيف تبدو الحياة وسط مخاطر البراكين والزلازل؟ وكيف يتأقلم الإنسان مع المخاطر ويسكن إلى جوارها؟

اليابان.. مبانٍ بـ «أكياس هوائية»
توصف اليابان بأنها واحدة من أكثر مناطق العالم تعرضاً للزلازل، الأمر الذي جعل اليابانيين يعيشون في حالة استعداد مستمرة لأي زلزال قد يضرب البلاد في أي لحظة، وفي السابق تعرضت اليابان للعديد من الزلازل التي أسقطت المئات من الضحايا، لعل أبرزها زلزال هانشين أواجي الذي ضرب البلاد في يناير 1995، وزلزال نيغاتا تشوإيتشو في أكتوبر 2004.
وتشتهر اليابان باستخدام العديد من التقنيات العلمية لتقليل آثار الزلازل المدمرة، منها تصميم مبان مقاومة للزلازل، واستخدام ما يُعرف بـ «الأكياس الهوائية»، ففي حالة وقوع زلزال يقوم ضاغط هواء كبير بضغط الهواء داخل هذه الأكياس التي تُوضع في أساس البناء، وبعد ملء الأكياس بالهواء يُعلق المنزل فوق كيس من الهواء، ويحميه من الانهيار، وعند انتهاء الهزة الأرضية يعود كيس الهواء إلى حالته الأولى عبر الضغط على مفتاح معين.

كما أن هناك نظاماً متبعاً لتحذير السكان عند وقوع الزلزال، حيث تنشط أنظمة التحذير خلال فترة وجيزة للغاية قبل وقوع الزلزال، وتقوم بتحذير أهالي المنطقة من خلال إرسال رسائل نصية إلى الهواتف المحمولة والتلفزيون المحلي، وتتوقف القطارات تلقائياً عن الحركة.

الرأس الأخضر.. زراعة في تربة البراكين
تُعرف دولة جزر الرأس الأخضر باسم «كاب فيردي»، وهي تقع قبالة الساحل الشمالي الغربي لقارة أفريقيا، وتضم 15 جزيرة في المحيط الأطلنطي، وتبلغ مساحتها الإجمالية 4033 كم مربع، ويصل عدد سكانها إلى 589.451 نسمة، وتضم العديد من البراكين، وفيها يجول السياح في طريق منحدر بشدة وسط المناظر البركانية، وفي هذا الطريق يمر السياح والسكان فوق قطع صغيرة من الحمم البركانية التي تدهسها أقدامهم، حتى الوصول إلى فوهة البركان المعروف بـ «بيكو بيكينو»، وهي قمة جبلية صغيرة، ومن فوقها ينظر السياح إلى الهوة السحيقة التي كانت تقذف بالحمم البركانية حتى عام 1995.
وتعد جزيرة سانتو أنتاو من أبرز جزر الرأس الأخضر، وتشتهر برحلات التجول خلال المخروط البركاني «كوفا دي باول» في المنطقة الجبلية الخضراء بشمال الجزيرة، حيث تنمو أشجار الصنوبر بكثافة على الجدران الصخرية شديدة الانحدار لفوهة البركان، وتنتشر المنازل المطلية بألوان زاهية على المدرجات الجبلية بقرية «فونتاينهاس»، وتُزرع المدرجات الجبلية بالموز وقصب السكر.
أما جزيرة «ساو فيسنتي»، فإن معظم البراكين فيها خامدة، لكن في جزيرة «فوغو» حدث ثوران بركاني نادر في عام 2014، مما اضطر المئات من السكان إلى النزوح عن منازلهم.

وعلى الرغم من عدم توافر مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية في جزر الرأس الأخضر، فإن التربة البركانية تنتج كميات وفيرة من الفاكهة والخضراوات التي تنتشر في العديد من الأسواق، وعادة ما تنتشر النساء اللواتي يبعن الخضراوات في مناطق البركان، فضلاً عن أن جزءاً آخر من السكان يعملون في مهنة الصيد. 

جبل إتنا.. أمطار من الرماد 
يعد جبل إتنا الواقع على الساحل الشرقي من صقلية، بالقرب من ميسينا وقطانية، وجنوب جبال الألب، من أكبر البراكين النشطة في أوروبا، وكان يُعرف عربياً باسم «جبل النار»، وهو أعلى جبل في إيطاليا، ويغطي مساحة 1.190 كم مربع ومحيط قاعدته 140 كيلومتراً. 
ورغم أن جبل إتنا هو أحد أنشط البراكين في العالم، وهو في حالة مستمرة من الانفجارات، فإن أكثر من 500 ألف شخص يعيشون على المنحدرات والمناطق المحيطة بالبركان، مع العلم أن التربة البركانية الخصبة ساعدت على التوسع بالرقعة الزراعية في هذه المناطق، حيث تنتشر زراعات الكروم والبساتين في سفوح الجبال وسهول قطانية.
وكانت الحمم البركانية قد عادت إلى التدفق من فوهة البركان خلال يوليو من عام 2019، وبلغت الحمم ارتفاعاً شديداً، وصل إلى 1.5 كيلومتر مربع من نقطة الانبعاث، الأمر الذي جعل السلطات تتخذ المزيد من إجراءات الأمن والسلامة، ومنها غلق مطارين بمدينة كاتانيا في جزيرة صقلية.

وفي أوائل العام الحالي، واصل البركان نشاطه في شهر فبراير الماضي، واستمر حتى شهر مارس الماضي، وقد أطلق الحمم والرماد 11 مرة خلال 3 أسابيع، ورغم أن البركان ظل يقذف الرماد والحمم البركانية على القرى المجاورة، فإنه لم يسفر عن أي إصابات أو خسائر في الأرواح.
وتساقطت أمطار من الرماد البركاني على بعض القرى التابعة لصقلية مثل: جاري وفورنزو وكاتانيا، وقام سكان هذه القرى باستعمال المكانس لإزالة طبقات الرماد البركاني من الشوارع والمنازل والسيارات.

فليغري.. مليون نسمة في خطر
في منطقة فليغري غرب مدينة نابولي الإيطالية، يعيش أكثر من مليون شخص على سطح أحد أخطر البراكين في العالم، وقد أقاموا في هذه المنطقة آلاف المنازل والمباني التجارية والمقاهي والمتنزهات، الأمر الذي جعل الجهات المختصة تسعى إلى إنشاء نظام طوارئ لإنذار وتحذير السكان عند اقتراب أي مخاطر تتعلق بالبركان. 
وتتميز هذه المنطقة بأنها مسطحة، وبالتالي فإن أي فوران للبركان يظهر في أي موقع، ويصعب توقعه، مما يزيد شدة الخطر على السكان الذين يمارسون أعمالهم اليومية دون أي خوف.
وحدث أول فوران لهذا البركان منذ 30 ألف عام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©