الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«إيرث شوت».. جائزة لإصلاح الأرض

«إيرث شوت».. جائزة لإصلاح الأرض
31 يوليو 2021 02:10

طه حسيب (أبوظبي) 

في 25 مايو 1961 أطلق الرئيس الأميركي الراحل جون كيندي فكرة «مون شوت»، من أجل حشد ملايين الأميركيين حول هبوط الإنسان على سطح القمر، ومن هذه الفكرة تأتي «إيرث شوت» كجائزة بيئية عالمية طموحة تهدف إلى اكتشاف وتوسيع نطاق أفضل الحلول للمساعدة في إصلاح كوكبنا على مدى السنوات العشر القادمة «2021-2030».  الجائزة تأتي كمبادرة من الأمير ويليام دوق كامبريدج، وتم الإعلان عنها في أكتوبر 2020، كجائزة عالمية هدفها مواجهة أخطر التحديات البيئية، وتعتبر نفسها «الأرقى في التاريخ التي تهدف إلى تحفيز التغيير، وتساعد على إصلاح كوكبنا على مدى الأعوام العشرة المقبلة».  التحديات البيئية العالمية تدفع في اتجاه مبادرات كبرى تحشد الجهود من كل مكان، ومن كافة الفئات للوصول إلى أفضل النتائج خلال أقصر فترة ممكنة. التحدي المناخي، وما يتعلق به من وعي بيئي بات هاجساً كبيراً يستوجب الاهتمام بخطوات عملية على الأرض تتجاوز الشعارات والرؤى المثالية لإجراءات وممارسات وقرارات، وضمن هذا الإطار تأتي مبادرة«إيرث شوت».  ستشارك 10 مدن عالمية في استضافة حفل توزيع جوائز «إيرث شوت»، وبذلك سيتم تكريم 50 فائزاً بالجائزة بنهاية العقد في عشر حفلات عالمية لتوزيع الجوائز.

تحفيز الابتكار 
الدعوة إلى حماية البيئة تزداد أهمية يوماً بعد يوم، خاصة في ظل تغيرات كارثية في المناخ يشهدها الجميع في فيضانات عارمة وحرائق غابات واضطرابات في درجات الحرارة وأعاصير غير مسبوقة. وإذا كانت الجهود الدولية قد ساهمت عبر اتفاقية باريس للمناخ، الصادرة في 12 ديسمبر 2015، فإن مشكلة التغير المناخي وحماية الطبيعة على كوكب الأرض تحتاج إلى تضافر الجهود الحكومية والفردية من أجل حامية كوكبنا للجيل الحالي وللأجيال المقبلة. ومن هنا تأتي أهمية جائزة إيرث شوت وغيرها من الجوائز المحفزة على الابتكار والعمل الإيجابي من أجل توفير حلول واقعية لحماية البيئة ووقف التدهور في مكوناتها البيولوجية والمناخية. هذه الجوائز تعد رافداً جديداً مهماً يتكامل مع الأطر المؤسسية والقانونية إلى تلتزم بها الدول من أجل حماية المناخ، وفي الوقت نفسه ترفع درجة الوعي البيئي لدى العامة من أجل رؤية عالمية لحماية الأرض ووقف التدهور البيئي وكبح جماح التغير المناخي.

توحيد الإنسانية
«ها هو كوكب الأرض يصل إلى مرحلة حرجة، وأمسينا أمام خيار عسير: فإمّا أن نستمر على المنوال نفسه في تدميرنا لكوكبنا تدميراً يتعذر معه إصلاحه، وإمّا أن نتذكر قوتنا الفريدة كبشر، وقدرتنا المستمرة على القيادة، والإبداع، وحل المشكلات، فالإنسان قادر على تحقيق المعجزات. وستضع أمامنا الأعوام العشرة المقبلة واحداً من أعظم الاختبارات التي نخوضها في حياتنا، فهي عشرة أعوام من العمل من أجل إصلاح الأرض»، «ومن خلال استضافة مؤتمر COP26 في جلاسكو، بعد أسابيع فقط من افتتاح جوائزنا، تساعد المملكة المتحدة في قيادة العالم في معالجة تغير المناخ. تعد لندن موقعاً رائعاً لإبراز هذه القيادة، وتسليط الضوء على المتأهلين للتصفيات النهائية، ومنح الفائزين الأوائل بجائزة إيرث شوت. سيكون حفل توزيع الجوائز حدثاً عالمياً حقاً، يربط الناس من جميع أنحاء العالم للاحتفال بهؤلاء القادة الملهمين وابتكاراتهم لحل أكبر التحديات البيئية في العالم»، بهذه العبارات المفعمة بالتحديات والمتطلعة لأفق طموح في مواجهة التدهور البيئي يحشد الأمير ويليام، دوق كامبرديج، انتباه العالم للمشكلات التي يتعين التصدي لها من أجل حماية الأرض، حيث تسعى «المؤسسة الملكية لدوق كامبريدج» إلى توحيد الإنسانية لمواجهة بعض أكبر التحديات الراهنة، وضمن هذا الإطار تدير المؤسسة الملكية «جائزة إيرث شوت» في الوقت الحالي حتى تصبح جهة قائمة بذاتها بنهاية العام الجاري 2021.

مجلس الجائزة
مجلس «جائزة إيرث شوت» هو فريق عالمي حقيقي من الأفراد المؤثرين من مجموعة واسعة من القطاعات المختلفة، ملتزمون جميعاً- حسب الموقع الرسمي للجائزة- بدعم الإجراءات الإيجابية المتخذة على الساحة البيئية. وبدءاً من عام 2021 وحتى عام 2030 سوف يمنح المجلس كل عام الجائزة لخمسة فائزين:، فائز واحد لكل هدف من أهداف «إيرث شوت». وتضم قائمة مجلس الجائزة: صاحب السمو الملكي الأمير ويليام، وجلالة الملكة رانيا العبد الله (الأردن)، وكيت بلانشيت - ممثلة ومنتجة (أستراليا)، وكريستيانا فيغيريس - مسؤولة المناخ السابقة في الأمم المتحدة، والمسؤولة عن اتفاقية باريس التاريخية بشأن تغير المناخ (كوستاريكا)، وداني ألفيس - لاعب كرة القدم المحترف (البرازيل)، والسير ديفيد أتينبورو - مذيع ومؤرخ طبيعي (المملكة المتحدة) وإرنست جيبسون - ناشط مجتمعي (فيجي)، وهندو أومارو إبراهيم - ناشطة بيئية (تشاد)، وإندرا نويي - تنفيذية أعمال ورئيس مجلس إدارة ومدير تنفيذي سابق لشركة PepsiCo (الولايات المتحدة والهند)، وجاك ما - فاعل خير ورجل أعمال ومحامي مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (الصين)، ولويزا نيوباور - ناشطة في مجال العدالة المناخية (ألمانيا)، وناوكو يامازاكي - رائدة فضاء سابقة بمحطة الفضاء الدولية (اليابان)، والدكتورة نغوزي أوكونجو إيويالا - المدير العام لمنظمة التجارة العالمية (نيجيريا)، وشاكيرا مبارك - مغنية وفاعلة خير (كولومبيا)، وياو مينغ - قاعة نايسميث لكرة السلة للمشاهير وعالم البيئة (الصين). ووجّه أعضاء مجلس الجائزة رسالة مشتركة في 22 أبريل الماضي بعنوان«أعطوا الأرض الفرصة التي تستحقها». 

فرصة للإلهام
في 25 يونيو الماضي، أعلنت جائزة «إيرث شوت»، أن حفل توزيع جوائز نسختها الأولى سيعقد يوم الأحد 17 أكتوبر المقبل في قصر الكسندرا الشهير في لندن. الحفل سيسبق بأيام قليلة استضافة مؤتمر COP26 في جلاسكو، خلال الفترة من 31 أكتوبر إلى 12 نوفمبر2021. وحددت الجائزة سبتمبر المقبل للإعلان عن المتأهلين للتصفيات النهائية، على أن يتم اختيار الفائزين من قبل مجلس الجائزة، وهو فريق دولي من الأفراد المؤثرين ذوي الخلفيات المتنوعة، وسيحصل كل فائز على مليون جنيه إسترليني لتوسيع نطاق حلولهم.
 ويرى عمدة لندن صادق خان أن الجائزة التي ستستضيف لندن نسختها الأولى «فرصة غير مسبوقة لإلهام جميع سكان لندن والناس حول العالم ليكونوا جزءاً من هذا الجهد العالمي لإصلاح كوكبنا. يسعدني أن مدينتنا ستكون المضيف الأول لمنح جوائز إيرث شوت».
سيقام حفل لتوزيع الجوائز في مدن مختلفة في جميع أنحاء العالم كل عام بين عامي 2021 و2030 لمنح «جائزة إيرث شوت»، سوف تُمنح خمس جوائز بقيمة مليون جنيه إسترليني كل عام على مدى الأعوام العشرة المقبلة، ما يوفر ما لا يقل عن 50 حلاً لأكبر المشكلات البيئية التي تواجه العالم بحلول عام 2030. 

الشركاء المؤسسون
تشير الجائزة إلى أن الشركاء المؤسسين هم مجموعة من الجهات الخيرية والمنظمات الرائدة على الصعيد العالمي، والذين سيعملون لتحقيق تطلعات الجائزة، وتوسيع نطاقها ومجال وصولها من خلال أهداف التمويل والشراكة، وهؤلاء هم: شبكة الأغا خان للتنمية، ومؤسسة بلومبيرج فيلانثروبيس الخيرية، وهيئة موانئ دبي العالمية، بالشراكة مع معرض إكسبو دبي 2020، ومؤسسة جاك ما، ومؤسسة مارك ولين بينيوف الخيرية، ومجموعة عائلة بول ج. آلان.

شركاء التحالف العالمي
تشير الجائزة إلى ما وصفته بـ (شركاء تحالفنا العالمي)، وهم منظمات غير هادفة للربح في قطاع البيئة والتنمية المستدامة، سيزودون الجائزة بالخبرات والوصول العالمي، ويعملون كجهات مسؤولة عن الترشيح كل عام. الشركاء يتضمنون 16 مؤسسة: برنامج البيئة العالمي، ومؤسسة (سي 40)، و(ناشيونال جيوجرافيك) والمنتدى الاقتصادي العالمي، ومؤسسة (وان إيرث)، والصندوق العالمي للطبيعة و«كونزرفيشن انترناشونال» «جرين بيس»، و«كونت داون»، و«ذي باراديز» و«فيونا أند فلورا انترناشونال»، و«مبادرة الأسواق المستدامة»، و«منظمة إيرث داي»، و«حركة الحزام الأخضر»، و«بروجيكت إيفري وان»، ومؤسسة «راب».

الأهداف الخمسة
الجائزة تشجع وتحفّز ما أسمته بحلول شاملة لأهدافها ​​الخمسة: حماية الطبيعة واستعادتها، نظافة هوائنا، وإحياء محيطاتنا، وبناء عالم خالٍ من النفايات، وإصلاح مناخنا. أهداف بسيطة وفي الوقت نفسه طموحة، وإذا تحققت بحلول عام 2030، فلا شك ستعود بمكاسب تتمثل في تحسين الحياة بالنسبة لنا جميعاً لأجيال قادمة.  حددت الجائزة مضمون أهدافها الخمسة، من أجل توعية الجمهور، وأيضاً لتضع المتطلعين بالفوز بها أمام قضايا محددة وجوانب واضحة يتطلب العمل من أجلها لحماية البيئة، وفق التدهور الراهن الذي يطال المحيطات والبحار والهواء، وطرق التخلص من النفايات، وتشرح الجائزة أهدافها كالتالي:

01 حماية الطبيعة واستعادة بريقها
تُعد الغابات والأراضي الطبيعية أمراً حيوياً لصحة الإنسان وسعادته، إذ تساعد على منع الاحتباس الحراري، وإنتاج الأكسجين الذي نتنفسه. يجب علينا العمل الآن لحماية مستقبلنا. فنحن نختار إصلاح الموائل التي تحتاجها حيواناتنا للعيش والحفاظ عليها، بدءاً من الغابات المطيرة والمراعي إلى المناطق الرطبة والبحيرات والأنهار. وتمنح «جائزة إيرث شوت» لأبرز الجهود المبذولة في استيفاء هذا التحدي. حيث وهم دعاة الحفاظ على البيئة الذين وضعوا حداً للصيد الجائر.

02 تنقية هوائنا
يتنفس ملايين الأطفال في جميع أنحاء العالم هواءً ملوثاً كل يوم، ما يتسبب في وفيات لا حصر لها يمكن الحد منها. نحن نرفض قبول ذلك، فالهواء النقي والحياة الصحية في متناول أيدينا. لقد اخترنا إنهاء استخدام وسائل النقل القديمة التي تنبعث منها أبخرة سامة، وإزالة التلوث من الهواء باستخدام كل من التكنولوجيا والطبيعة، والقضاء على أعمال حرق الوقود الأحفوري، واختيار العمل بالطاقة المتجددة، بنسبة 100% للجميع – بدءاً من المدن الكبيرة إلى القرى الريفية. سنمنح «جائزة إيرث شوت» لأبرز الجهود المبذولة في استيفاء هذا التحدي.

03 إحياء محيطاتنا
تؤدي درجات الحرارة المرتفعة، والتلوث وممارسات الصيد الضارة إلى آثار مدمرة على المحيط، ما يعرّض الحياة تحت الماء للخطر. لكن يمكننا في هذا العقد اختيار جعل محيطاتنا أكثر صحة. فنحن لا نقبل بعالم تختفي فيه السلاحف والدلافين والشعاب المرجانية من بحارنا. إننا نختار طرح حقبة جديدة، حيث يستخدم جميعنا المحيط بشكل مستدام. سنمنح «جائزة إيرث شوت» لأبرز الجهود المبذولة في استيفاء هذا التحدي.

04 بناء عالم خال من النفايات
العالم الذي بنيناه ليس بهذه الصورة، فنحن نتخلص من كل شيء، وهذا يضر بكوكبنا. لكننا نتحلّى بالقوة لبناء شيء أفضل. نحن نختار القضاء على فكرة نفايات الطعام والتعبئة ذات الاستخدام الفردي، ونلهم جيلاً جديداً من الأفراد والشركات والصناعات لإعادة الاستخدام وإعادة التوظيف وإعادة التدوير. سنمنح «جائزة إيرث شوت» لأبرز الجهود المبذولة في استيفاء هذا التحدي. إذ سنمنحها للمؤسسات التي تعمل على القضاء على المنتجات والتعبئة والتغليف ذوات الاستخدام الفردي.

05 إصلاح مناخنا البيئي
يزيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي من درجة الحرارة على كوكبنا، حيث يصل إلى مستويات تهدد جميع أشكال الحياة على الأرض. ولكن الوقت لم يفت بعد، إذا تحركنا الآن، يمكننا أن نجعل العالم ملاذاً أفضل وأكثر استدامة للجميع. فسنعمل على مواجهة ظاهرة تغير المناخ من خلال إزالة قدر أكبر من الكربون من الغلاف الجوي عما نبثه فيه، وضمان وصول جميع البلدان إلى نسبة صفر من صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©