السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول نظرية «السفر عبر الزمن»

أرشيفية
31 يوليو 2021 18:41

أحمد شعبان (القاهرة)

أثار فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي «تيك توك» منذ أيام قليلة لأحد المواطنين الإسبان يزعم فيه بأنه انتقل إلى العام 2027، جدلاً واسعاً بين رواد التواصل الاجتماعي، بعد انقسام الملايين من المشاهدين بين مُكذب ومصدق لهذا الشاب.

وبعد الجدل الثائر لهذه الواقعة، أدلت دار الإفتاء المصرية بدلوها عبر إجابتها على سؤال الكثير من المتابعين حول هذه النظرية «السفر عبر الزمن»، وهل توجد نصوص تقول إن فكرة السفر عبر الزمن لا تحدث أو ممكن حدوثها؟ وهل من يعتقد فيها قد ارتكب إثماً؟ وبينت دار الإفتاء المصرية في فتوى رسمية صادرة عنها تحت رقم 4376 وتم نشرها على موقع دار الافتاء الرسمي على شبكة الإنترنت، الحكم الشرعي في السفر عبر الزمن.

وقالت أمانة الفتوى بالدار، إن الله سبحانه وتعالي قادرٌ على كل شيء، وأن القدرة تتعلق بالممكن العقلي، ولا تتعلق بالمستحيل ولا بالواجب العقليين، وأن كل ما كان تحت عالم الإمكان ولم يرد في الشريعة ما يمنع حصوله فهو داخلٌ تحت القدرة، ولا تُسمَع فيه دعوى الاستحالة، ولا تكفيرَ ولا تضليلَ ولا تأثيمَ في ذلك.

وأشارت دار الإفتاء إلى أن الإسلام حث على البحث العلمي وتلمُّس آيات الله تعالى المنظورة في الكون والمسطورة في الوحي، بما يدل عليه سبحانه وتعالى وجودًا وصفات، ويدل على سننه ونظامه في الأنفس والآفاق؛ فمصدر المعرفة في الإسلام شيئان: الوحي والوجود، وقد جاء الأمر الإلهي بقراءة الوحي وقراءة الكون؛ لأنهما من عند الله، فهما لا يختلفان ولا تنازع بينهما؛ فإن ما كان من عند الله تعالى فهو لا يختلف ولا تناقض فيه.

وأضافت دار الإفتاء: «مثل هذه الأبحاث لا ينبغي المسارعة إلى دعوى تناقُضِها مع الكتاب والسنة؛ لأن الشريعة تستوعب كل الأسقف المعرفية وتتسق مع كل الحقائق العلمية، كما أنها تحث على الاجتهادات البحثية طالما هي في طور البحث الجادِّ والاجتهاد العلمي.

وتابعت دار الإفتاء: »ولعلماء المسلمين أبحاث علمية حول الإعجاز العلمي المتعلق بالانتقال عبر الزمن في الكتاب والسنة قارنوا فيها بين النظريات الحديثة في هذا المجال وبين ما ورد في الكتاب والسنة من أحداث تدل عليه وتُفَسَّر به تفسيرًا علميًّا مقبولًا«.

ونوهت دار الإفتاء إلى أن الانتقال عبر الزمن متصور باختلاف العوالم الذي يجعل هناك تفاوتاً في معايير الزمان بالنسبة إلى كل عالم، وهذا الانتقال له صور: فقد يكون الانتقال إلى المستقبل، وقد يكون إلى الماضي، ويكون ذلك أيضاً برؤية أي من الماضي أو المستقبل، وكلها أمور جائزة عقلاً، وتدخل في قوله تعالى:»عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً، إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا".

وأشارت الإفتاء إلى أن الحياة بعد الموت تعد انتقالاً للمستقبل، وأن الحياة بعد الموت من الأمور الجائزة عقلاً ووقوعاً، كما حدث مع سيدنا عزيز عليه السلام الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه، وكما حصل مع سيدنا عيسى عليه السلام في إحياء الموتى بإذن الله.

وختمت دار الإفتاء فتواها بأن الله تعالى قادر على كل شيء، وأن القدرة تتعلق بالممكن العقلي، ولكنها لا تتعلق بالمستحيل ولا بالواجب العقليين، فكل ما كام عالم الإمكان، ولم يرد في الشريعة ما يمنع حصوله، فهو داخل في القدرة، ولا تأثيم في ذلك.
 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©