الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

المها المهيري: سطح بيتي مزرعة ذكية

في مزرعتها على سطح البيت (من المصدر)
17 سبتمبر 2021 01:31

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

شغف المها المهيري بعالم الزراعة جعلها تنجح في ابتكار أكثر من وسيلة لإنتاج أنواع كثيرة من الخضراوات، مروراً بالثلاجة الذكية والمزرعة الذكية إلى الأصيص الذكي. وترى أن العزيمة والإرادة والطموح، عناصر إن اجتمعت تحقِّق المستحيل، وأن بإمكان كل شخص توفير احتياجاته من المواد العضوية في بيته باستغلال المساحات المتوفِّرة لديه مهما كانت صغيرة.
استغلّت المها المهيري سطح بيتها وحوّلته إلى مزرعة ذكية للحصول على الخضراوات والورقيات طوال السنة، وهي اليوم تفكّر بطريقة مختلفة، إذ إن دخولها في هذا المجال جعلها تستكشف عالماً واسعاً يمكن أن تحقّق فيه طموحاتها الكبيرة في جعل المجتمع أكثر خضرة واستدامة. وتؤمن بأن الزراعة في البيوت ممكنة مهما كانت المساحة صغيرة، مشيرة إلى أن اختيار الطريقة الصحيحة والتربة المناسبة مع القليل من الخبرة، أساسيات تساعد على إنجاح المشروع مهما كان بسيطاً، وتدعو الجميع إلى استغلال الموسم الزراعي في الإمارات، والذي تعتبره من بين أطول المواسم الزراعية حول العالم، حيث يستغرق أكثر من 6 أشهر مما يُتيح إلى التنويع في المحاصيل. 

خبرة 
بالعودة إلى البدايات أكدت المهيري أنها ليست مهندسة زراعية ولم تدرس أي تخصص له علاقة بالزراعة ولم تنشأ في بيئة زراعية، موضحة أن والدها وأجدادها كانوا من أهل البحر. وقالت إن مشاركتها في مسابقة «بالعلوم نفكر» عندما كانت تدرس هندسة الكمبيوتر في كلية التقنية بدبي، جعلتها تستكشف شغفها الكبير بالزراعة، وقد ابتكرت ثلاجة للزراعة تمكِّن من الحصول على منتجات طوال السنة، حظيت عنها بالعديد من شهادات التكريم والجوائز.

  • الثلاجة الذكية
    الثلاجة الذكية

واليوم وبعدما اختبرت مجال الزراعة في المنطقة، باتت تبحث عن حلول للتحديات التي تواجهها، كتجويد نوع التربة، وابتكار أصيص ذكي يمكِّن أصحاب المساحات الضيقة من الزراعة، والاستمتاع طوال السنة بأنواع مختلفة من الخضراوات والورقيات.

نظام هجين
وروت المهيري أن تعلّقها في هذا المجال جعلها تستكشف جوانب جميلة جداً في هذا العالم الذي منحها السعادة، وأعاد بلورة حياتها، وأصبحت واثقة أنه بخطوات بسيطة يمكن لكل شخص أن يحقِّق جزءاً من اكتفائه الذاتي من يعض الخضراوات والورقيات.
أضافت: بعدما حققت الثلاجة الذكية نجاحات، فكّرت في استغلال مساحة سطح البيت، واتّفقت مع شركة على بناء بيت بلاستيكي جهّزته بنفسي عبر نظام هجين يجمع بين الزراعة المائية والتقليدية. وقمت بزراعة الخس، الجرجير، الريحان، البقدونس، النعناع، الطماطم، الباذنجان والخيار، وكانت التجربة ناجحة جداً، وقد تعلّمت منها الكثير، وكنت أقضي وقتاً طويلاً في المزرعة، وأختبر مجموعة من التقنيات حتى أصبحت ملمّة بالزراعة. 

تربة وعناصر
وأشارت المهيري إلى أن جائحة «كوفيد-19» منحتها المزيد من الوقت وجعلتها تركِّز أكثر على مزرعتها والتفكير في حلول أخرى من أجل استدامة الغذاء. وقالت: كنت قد بدأت المشروع قبل فترة، لكن الظروف المستجدة جعلتني أخطِّط لكيفية تحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضراوات العضوية في البيت، وبدأت البحث وتثقيف نفسي من خلال شبكة الإنترنت، في محاولة لإيجاد فرص أكبر لإمكانية الزراعة في أي مكان. 
وبعدها عملت المهيري على إعداد تربة زراعية خاصة بها تضم الكثير من العناصر، وتتكوّن من البتموس، غلاف نبات جوز الهند، الصخور البركانية، سماد الدود، نحاس، وعناصر صغرى وكبرى. وهكذا عملت على تقليل الصعوبات والمساهمة في استدامة الموارد، وقرّرت مساعدة الأشخاص على الاستمتاع بالزراعة في بيوتهم، وتناول ما ينتجونه بأيديهم من مواد طبيعية سليمة. 

تحديات
وأوضحت المها المهيري أن الزراعة تواجه عدة تحديات بسبب طبيعة الطقس، وبالتالي توجّب عليها اختراع بديل آخر للزراعة، أكثر فائدة وينتج على مدار العام. ومن هنا جاءت فكرة الثلاجة المستخدمة في الزراعة، التي لا تبرِّد أو تسخِّن ما بداخلها، بل تحافظ عليه من خلال درجات متوسطة من البخار. وبهذه التقنية لا تستخدم التربة العادية، وإنما تزرع النباتات في تربة مصنوعة من غلاف نبات جوز الهند، ما يسهم في توفير استهلاك المياه، وحصاد الثمار في فترة زمنية تتراوح بين 15 و20 يوماً كحد أقصى.
وذكرت المهيري أنها حقّقت اكتفاءً ذاتياً من الخضراوات لأسرتها المكوّنة من 10 أفراد، وتأمل بأن تتبنى الجهات المعنية بالدولة فكرتها، وإنشاء هذه المزرعة على نطاق أوسع، موضحة أن المزرعة تسهم بدورها في توفير استهلاك المياه.

الأصيص الذكي
عن ابتكارها للأصيص الذكي، أوضحت المها المهيري أنه يتكوّن من مستويين: الأصيص، والقاعدة، وهو عبارة عن صندوق يتم ملؤه بالماء، موجود بأحجام مختلفة يتوقف على مساحة البيت والشرفات. وذكرت أنه يمكن تزويد الأصيص بمياه تكفيه لأسبوعين وأكثر، وتكون كافية للزراعة من أسبوعين إلى شهر، مع عدم الحاجة إلى استخدام السماد. والمفيد في الأصيص أنه يمكن نقله من مكان لآخر، ويمكن أن تُزرع فيه حتى 3 شتلات حسب نوع الخضراوات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©