الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

التواصل عبر الشاشات.. رافعة مجتمعية

التواصل عبر الشاشات.. رافعة مجتمعية
17 سبتمبر 2021 01:27

هناء الحمادي (أبوظبي)

التواصل عن بُعد، واقعٌ فرضته جائحة «كورونا» على العالم بأسره، ليصبح الأشخاص مضطرين إلى مخاطبة بعضهم  والالتقاء عبر ألواح إلكترونية تفتقد للعنصر الإنساني، لكنها في الوقت نفسه، مكّنتهم من ممارسة وظائفهم وإكمال أعمالهم، حتى إن البعض ذهب لتأكيد أن الناتج المعرفي ازداد أضعافاً في زمن «الجائحة»، وكذلك الناتج المهني.
ومع تحوّل أشكال التواصل، من المحادثات المباشرة، إلى «الإنترنت» والمؤتمرات عبر الفيديو، وارتداء الكمامات عند تعذّر التباعد الجسدي بحسب ظروف العمل، فإنه لا بد من التكيّف مع «الوضع الطبيعي الجديد»، كما يوصي الباحثون في مجال تأثيرات «الجائحة»، لكن كيف؟   
أورد الدكتور غانم كشواني  الباحث الأكاديمي في جامعة نيويورك أبوظبي، أنه من المحتمل جداً أن تصبح مكالمات الفيديو أكثر انتشاراً بعد الوباء، والأمر نفسه ينطبق على طرق الاتصال الرقمي الأخرى التي ازداد الإقبال عليها، مثل الرسائل النصية والمكالمات الصوتية ووسائل التواصل الاجتماعي.

  • غانم كشواني
    غانم كشواني

وذكر أن الدراسات الأولية، تشير إلى أنه حتى بعد فترة طويلة من انتشار «الجائحة» وحتى بعد انقضائها، قد تستمر اجتماعات الفيديو وسلوكيات استخدام الوسائط الرقمية، مع إمكانية استبعاد كبار السن، والذين يعانون عدم الأمان في التعامل مع «الإنترنت»، وذوي المهارات الأقل في استيعاب هذا النوع من التواصل. 

تعزيز التواصل
من جهته، قال المهندس حمد العيدروس من المؤسسة الاتحادية للشباب: تحلو الحياة حينما يحيط الشخص نفسه بالأهل والأصدقاء، حيث يقوم بتكوين ذكريات تدوم مدى الحياة، ولكن في زمن «كورونا» اختلف الأمر مع توجّه العديد من الأسر إلى تخصيص أوقات محدّدة لتعزيز التواصل مع المقرّبين عبر برامج الاتصال المرئي، تماشياً مع توجهات الدولة لضمان السلامة العامة.

  • حمد العيدروس
    حمد العيدروس

وأوضح أنه من الممكن التكيّف مع تغيّر الظروف، لا سيما أنه في عصر التكنولوجيا هناك الكثير من الأدوات والبرامج الإلكترونية التي يمكن استخدامها لتعزيز الروابط الأسرية، بما فيها برامج التواصل الاجتماعي والواتساب.

برامج
وذكر المحامي عبدالله الحمداني أنه دائماً ما تكون بداية أي فعل جديد لم يعتده أفراد المجتمع، صعبة. فقبل انتشار الوباء كانت الزيارات العائلية تتكرّر في بيت واحد، في حين أن الوضع اختلف تماماً بسبب الظروف التي فرضتها «الجائحة»، وأصبحت الأسر لا تتزاور وما عاد الأصدقاء يجتمعون مثل السابق. فالجميع يخشى التواصل المباشر لضمان عدم نقل أحدهم العدوى إلى أفراد عائلته في حال كان مصاباً ولا يعلم بعد.
أضاف: جاءت التكنولوجيا لتضع حلاً بديلاً، مع توفّر برامج التواصل عن بُعد والتي أتاحت قضاء الوقت مع الأهل والأصدقاء، وبالرغم من أن الشعور ليس نفسه كما لو كان الجميع تحت سقف واحد، إلا أن الأمر لاقى رواجاً مرضياً.

  • عبدالله الحمداني
    عبدالله الحمداني

وتحدث عن إيجابية استحدثها الوباء داخل الأسرة الواحدة، بحيث بات أفرادها يلتقون أكثر بكثير في ظل وجودهم لساعات طويلة داخل البيت. 
ولفت إلى أنه قبل «الجائحة» كانت اللقاءات قليلة بين أفراد الأسرة لانشغال الجميع، سواء بسبب وجودهم في العمل، وذهاب البعض إلى النوادي الرياضية أو قضاء وقت مع الأصدقاء. وكانوا لا يلتقون إلا في عطلة نهاية الأسبوع، حتى إن بعض الآباء والأمهات لم تكن انشغالاتهم تسمح لهم بالجلوس مع أطفالهم إلا في المساء، أما بعد الوباء فقد تغيّر الوضع وبات الجميع ينعم بالمزيد من الوقت سوياً. 

متنفّس 
ورأى عبدالرحمن الرئيسي موظف إداري، أن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت من أبرز الوسائط الفاعلة في إدارة أزمة انتشار فيروس كورونا، حيث استخدمت كافة التقنيات والوسائل التكنولوجية، لاحتواء سلبيات «الجائحة» والتعايش معها.

  • عبدالرحمن الرئيسي
    عبدالرحمن الرئيسي

وأشار إلى أن هذه الوسائل كانت بمثابة سلاح ذي حدين، إذ لعبت دوراً إيجابياً وآخر سلبياً منذ تفشي الوباء، ولكنها شكّلت متنفساً لجميع الأفراد، وذلك لما تتميز به من خصائص، وما تقدمه من خدمات وبرامج، وما توفره من تطبيقات سريعة ومتطورة. كما منحت الكثير من الفرص والإمكانات المتنوعة في مجال التفاعل الاجتماعي، عن طريق مساحات حرة للاتصال وتبادل المعلومات والأفكار في مختلف المجالات المرتبطة بالحياة الاجتماعية.

بيئة فاعلة
أوضحت الاختصاصية النفسية عايدة الكثيري أن تفاعل أفراد المجتمع مع وسائل التواصل لتكون خيارهم الأول في زمن كورونا، يعتبر محوراً أساسياً في قدرة الأشخاص على التأقلم. وقالت: احتلت مواقع التواصل الاجتماعي، حيّزاً واسعاً من حياة الناس، وفرضت نفسها على مختلف المجالات، بحيث أصبحت من أهم طرق التواصل الحديثة التي أوجدت ثورة في مجال الاتصالات بين الأفراد.

وذكرت أن هذه الأساليب الناجحة في التفاعل المجتمعي والنفسي، سهّلت الطريق لإمكانية التقارب وتبادل الآراء والأفكار، وفضلاً عن خاصية التواصل، تتميز هذه الشبكات الرقمية بالسهولة ومجانية الاستخدام،  وكسر حواجز الزمان  والمكان. وهي ردهة يتجول فيها المستخدم لإرضاء مختلف حاجاته ورغباته، وبالرغم من تنوّع هذه الشبكات وتعدّدها، إلا أن، هدفها واحد، وهو تحقيق التواصل بين الأفراد والجماعات وسط بيئة إلكترونية افتراضية آمنة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©