طيف الأميري: الإعلام.. «أمل حياتي»

هناء الحمادي (أبوظبي) 

تفوقت طيف الأميري في عملها بمناصب عدة، وركزت خلال مسيرتها على التميز في خدمة الوطن، حيث بدأت قصة نجاحها منذ الصغر، مع التقديم والإلقاء والمشاركة في الكثير من الفعاليات والمناسبات المختلفة في المدرسة أو خارجها، ونما هذا الشغف خلال الدراسة في الجامعة، حينما قررت تغيير التخصص من الهندسة الكيميائية إلى الإعلام والاتصال الجماهيري، حيث كانت تؤمن أن الاتصال أساس ازدهار الحضارات ورفعة الأمم، إذا تم توظيفه بالطرق والأساليب والأدوات الصحيحة.
تقول طيف الأميري: «لم أعمل في بداية مسيرتي المهنية بمجال الإعلام، فقد بدأت عملي في الهيئة العامة للطيران المدني، ومن ثم انتقلت للعمل كدبلوماسي في وزارة الخارجية والتعاون الدولي وتمثيل الدولة في ملفات متنوعة منها حقوق الإنسان، والتغير المناخي، والنمو الأخضر، حيث إن تخصصي في مجال الإعلام ساهم بشكل كبير في دعم ملفات متنوعة عملت بها، وكذلك اقتراح مبادرات وتمثيل هذه الملفات في المحافل الدولية والمفاوضات، منها الأمم المتحدة واجتماعات الجمعية العمومية الخاصة بها.. بعدها أتيحت لي فرصة العمل في منصب مدير إدارة الاتصال الحكومي بوزارة التغير المناخي والبيئة في عام 2016، وأعتبر هذه المحطة هي أولى المحطات التي كانت قريبة جداً إلى قلبي، حيث جمعت فيها بين حبي للطبيعة والبيئة والإعلام في آن واحد، واكتشفت فيها مهاراتي وقدراتي في هذا المجال، الأمر الذي شجعني أن أكمل المسيرة فيه، وأخص بالذكر قيادات الوزارة التي كان لها الأثر الكبير في مسيرتي المهنية والتعليمية والإيمان بقدراتي وتشجيعي على المضي قدماً في تحقيق أهدافي.

تحديات
ولم يكن انشغال طيف بالتفكير في الإعلام مصادفة، بل ناتج عن شغف قديم وأمل حياتها منذ طفولتها، فهي ابنة أسرة إماراتية مثقفة، لأب «رحمه الله» كان يعمل طبيباً استشارياً في تخصص المسالك البولية، وأم معلمة أجيال، كما أنها عندما جلست في صفوف كلية الهندسة، شعرت بغربة ما وأحست أنها ينتظرها مستقبل آخر، إذا ما اتخذت قرارها بالانتقال إلى صفوف كلية الإعلام، ما جعلها تحسم أمرها مبكراً، فهي تحب القرب من الناس، والاندماج معهم، والشعور بالتأثير فيهم.

وكانت ترى والدها على شاشات تلفزيون الشارقة، يقدم استشارات طبية، والأكثر من ذلك كانت ترصد ردود أفعال الناس على دعم والدها واستشاراته وثقتهم فيه ودعواتهم إليه، ما أشعل لديها شغف التفاعل مع الجمهور. وليس هذا فحسب، بل إن تميز الوالدة في محيطها الاجتماعي، وهي معلمة وموجهة، ساعدها كثيراً على بلورة شخصية تمزج بين حب الناس والتفاعل معهم، وترى في العمل نوعاً من الجدية والتقديس، تماماً كما تعتبره نوعاً من رد الجميل للوطن، وأصبح جزءاً من مكونات شخصية طيف، التي كانت تطلب من والدتها وهي صغيرة أن تكتب رسالة إلى تلفزيون الشارقة تطلب أن تشارك ابنتها في البرامج.
وهنا، تتذكر طيف كيف واجهت تحدياً كبيراً، يتمثل في أن تكون مديراً في عمر 28 عاماً، خصوصاً عندما كانت تواجه بعض النظرات القديمة، مثل أنها صغيرة، وبالتالي محدودة الثقافة الإدارية، وأيضاً خبرتها بسيطة، ومثل تراجع قدرة البعض على التصديق، أن فتاة صغيرة نسبياً ستقود فريقاً.. وهل ستنجح في ذلك؟
وتقول طيف: «كان هذا التحدي بمثابة معركة بالنسبة لي، لم تكن الطرق سهلة، لكن عزيمتي وإيماني وعلمي وشغفي، كانوا نبراسي في مواجهة هذا التحدي، وبدأت في تكوين فريق الاتصال الحكومي في وزارة التغير المناخي والبيئة، وبصبر ومرونة ودأب وتفكير خارج الصندوق وتجدد مستمر نافسنا ونجحنا وفزنا بجائزة للاتصال الحكومي، عن أفضل «حملة اتصال حكومي خارج دولة الإمارات».

تحديات
وفي عالم الإعلام لا شيء ثابتاً، وأن إنتاج المحتوى الهادف والمحفز والوصول إلى شرائح مختلفة في آن معاً يعد من أكبر التحديات، حول ذلك تقول طيف الأميري:«أكبر تحدٍّ واجهته ارتبط بالتخصص والفهم العميق لهذا المجال من قبل العاملين فيه، فهناك العديد من خريجي الإعلام، لكن قليل منهم من يستثمر في صقل مهاراته وتطويرها بما يتواءم مع المتغيرات واحتياجات سوق العمل.

رسالة إلى المرأة
وتوجه الأميري رسالتها للمرأة الإماراتية: «مجال الإعلام متنوع ومتغير بشكل مستمر، لذلك فإن الخبرة والممارسة العملية والعمل ضمن فرق عمل مختلفة ومتنوعة عامل جداً مهم في صقل المهارات الشخصية وتطويرها وبالتالي بناء القدرات البشرية لمواكبة التطور.. ورسالتي للإماراتية: ساهمي في تطوير مهارات أخواتك الإماراتيات، خاصة إن كنت في منصب قيادي، واستثمري فيهن وشجعيهن وسترين ثمرة هذا المجهود وستفخرين بهن وستفخر دولتك بهن. واجهي التحديات فهو باب للعديد من الفرص التي قد لا ترينها الآن، ولا تنسي دورك المهم في بيتك ومجتمعك، فأنت الأساس في بناء جيل صالح وواعٍ ومثقف ومفتاح للتنمية المستدامة في المجتمع».

مبادرات
وتستعد طيف لاستكمال الدراسة والحصول على شهادة الدكتوراه في مجال «التغيير الاجتماعي والسلوكي من خلال الاتصال وتوظيف الذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي»، والمساهمة في نهضة هذا القطاع المهم من خلال الانضمام إلى فرق العمل الوطنية أو المشاركة في المبادرات والمشاريع التحويلية. 

أخبار ذات صلة

هزاع بن سلطان.. رحيل «فارس الإنجازات الرياضية»

هزاع بن زايد ناعياً هزاع بن سلطان بن زايد: من خيرة شباب الإمارات

هوايات
ورغم انشغال طيف الأميري بالعديد من المشاغل، إلا أنها لم تغفل عن ممارسة هوايتها وهواية اقتناء الحيوانات والاعتناء بها والسفر وتجربة المأكولات المتنوعة من مختلف أنواع العالم، ناهيك عن القراءة التي تستمتع بها خلال وقت الفراغ.

أزمة كورونا
وتعلمت الأميري من التعامل مع الجائحة المرونة والاستثمار في العنصر البشري والتكنولوجيا المتقدمة جداً مهم لضمان استمرارية الأعمال، وخلال الجائحة انتقلت لمحطة جديدة أضافت إلى مسيرتها المهنية، وهي العمل في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، بهدف تمكين القطاع الصناعي في الدولة ورفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي.

مسيرة
وتشغل طيف حالياً منصب مدير إدارة الاتصال الحكومي بوزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة وخبير في قطاع الإعلام والصناعات المبتكرة في «برنامج خبراء الإمارات»، وتمتلك خبرة سنوات طويلة في مجال الإعلام والتسويق وإدارة المواهب والاتصال الاستراتيجي وإدارة الفعاليات المحلية والدولية.
وتعتبر من المتحدثين الرسميين في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وهي مدرب معتمد ضمن برنامج «مدربي التبادل المعرفي الحكومي» التابع لمكتب الاتصال لحكومة الإمارات بمجلس الوزراء، وحاصلة على درجة البكالوريوس في الإعلام الجماهيري والعلاقات العامة من الجامعة الأميركية في الشارقة في عام 2009، والماجستير في الإعلام والتسويق والإدارة من جامعة السوربون أبوظبي في عام 2020.

إنجازات
وخلال سيرة العمل حققت الأميري الكثير من الإنجازات التي تفتخر بها مثل تطوير وتنفيذ خطط الاتصال والاستراتيجيات وتوظيف الموارد وإعادة هيكلة إدارة الاتصال الحكومي بوزارة التغير المناخي والبيئة، وساهمت في فوز وزارة التغير المناخي والبيئة بجائزة «أفضل حملة اتصال حكومي خارج دولة الإمارات» في الدورة الرابعة من جائزة الشارقة للاتصال الحكومي 2017، وشاركت وفد دولة الإمارات في أعمال الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف المشاركة في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 22) في مراكش، والتي كانت الأكبر من نوعها في تاريخ مشاركات الدولة في مؤتمرات الأطراف آنذاك، كما قامت بإدارة أنشطة الاتصال المتعلقة بفعاليات وزارة التغير المناخي والبيئة بشأن تغير المناخ خلال النسخة الخامسة والسادسة والسابعة من القمة العالمية للحكومات، وأسبوع أبوظبي للاستدامة عام «2016-2017-2018-2019» وأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي أثمرت بنتائج إيجابية، منها تحقيق أكبر مشاهدة وتفاعل لحملات الوزارة وصلت لمليون مشاهد خلال القمة العالمية للحكومات ومشاركة عدد من مشاهير هوليوود. 
وكان للشباب دور بارز في الاجتماع، إذ شارك حوالي 500 شاب وشابة من حوالي 30 دولة حول العالم في جلسات حوار مفتوحة، وكذلك قامت بإدارة الأنشطة الاتصالية والتسويقية الخاصة بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة «مشروع 300 مليار» والهوية الصناعية الموحدة «اصنع في الإمارات».

ترويج للسياحة البيئية
قادت طيف الأميري الحملة الإعلامية للمشروع الوطني عن السياحة البيئية في دولة الإمارات، والذي يستهدف الاهتمام والترويج للسياحة البيئية تحت مسمى «كنوز الطبيعة في الإمارات»، كذلك قامت بإدارة كافة الأنشطة الاتصالية المتعلقة باستضافة «اجتماع أبوظبي للمناخ» الذي استضافته العاصمة أبوظبي من 30 يونيو إلى1 يوليو 2019، وحظي اجتماع أبوظبي للمناخ باهتمام دولي واسع، وشارك فيه إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة، أكثر من 100 مسؤول عالمي رفيع المستوى، وحوالي 2000 من صناع القرار وممثلي الدول والخبراء والمختصين العالميين في مجال العمل من أجل المناخ من أكثر من 160 دولة. 

إشراف
أشرفت طيف الأميري على الأنشطة الاتصالية الخاصة بمبادرات الوزارة لمشاريع الخمسين والتي أطلقتها حكومة الإمارات مؤخراً، وهي برنامج الثورة الصناعية الرابعة «الصناعة 4.0»، برنامج القيمة الوطنية المضافة والإعلان عن حزم التمويل الذكية للقطاع الصناعي بالتعاون مع مصرف الإمارات للتنمية.