عدد اليوم
د. شريف عرفة
هل تجد نفسك مدفوعاً لتفقد هاتفك باستمرار؟
ربما يرجع السبب لظاهرة الـ «Fomo».. وهي الحروف الإنجليزية الأولى من عبارة «الخوف من التفويت» fear or missing out.. فالناس يفتحون تطبيقات التواصل الاجتماعي أكثر من اللازم بسبب شعور دفين بالخوف من تفويت شيء ما.. خبر مهم.. فيديو مسلٍّ.. أو شيء مضحك يتابعه الآخرون وقد يفوتك.. فتقوم بتصفح هاتفك كي لا تفوتك الفرصة!
أصبح هذا تعبير «فومو» شائعاً لدرجة أن قاموس «أوكسفورد» قام بإضافته للغة الإنجليزية عام 2013.. لم يعد في الإمكان تجاهله لأنه المتهم الرئيس لإدمان مواقع التواصل.. ويؤدي لتفويت أحداث حقيقية في حياتنا، خوفاً من تفويت شيء افتراضي!
فكيف نتخلص من الـ «فومو»؟
في دراسة حديثة نشرت في دورية «إنترناشونال جورنال أوف إنفايرومينتال ريسيرش آند بابليك هيلث»، تحمل عنوان «مكافحة الخوف من التفويت على وسائل التواصل الاجتماعي: طريقة فومو-آر»، قام باحثون من جامعة بورنماوث البريطانية بتجربة كشفت طرقاً ناجحة للتعامل مع هذه الظاهرة.. من بينها ما يلي:
اعرف نوعك!
رغم أن ظاهرة الـ «فومو» واحدة، إلا أن الباحثين وجدوا أن هذا الخوف له أنواع متعددة.. ينبغي تحديد النوع أولاً، لمعرفة الطريقة المثلى للتعامل معه.. من هذه الأنواع:
الخوف من فقدان المتابعين - الخوف من تفويت الأخبار - الخوف من تضايق الأصدقاء لعدم استجابتك سريعاً - الخوف من تفويت فرصة حضور حدث عبر الإنترنت - الخوف من فقدان صورتك الاجتماعية - تفويت ما يجري في حياة الآخرين..الخوف من ضياعِ فرصة ثمينة «إعلان أو فرصة عمل..» - الخوف من تفويت فرصة معرفة انطباعات الآخرين «عدد الإعجابات والتعليقات..».
مجادلة الفومو
بعد أن حددت نوع الفومو، أي السبب الذي يدفعك لتفقد الـ «سوشيال ميديا» باستمرار، يمكنك مجادلة هذه الفكرة بما يلائمها من أفكارٍ مضادة.. على سبيل المثال.. لو كان خوفك يقع في فئة الخوف من فقدان المتابعين أو فقدان شهرتك بسبب قلة التفاعل، يمكن مجادلة هذا الشعور بهذه الأفكار:
اخفض توقعاتك ولا تنتظر تفاعلاً كثيفاً.. لا تتوقع استجابات فورية.. لا تتوقع أن كل المتابعين مهتمين بالموضوع.. توقع أن يكون الآخرون في إجازة.. توقع أن خوارزميات الـ «سوشيال ميديا» لا تعرض المنشور للمستلم المقصود.. توقع عدم تمكن الآخرين من الاتصال بالإنترنت.. لو كان الأمر يتعلق بمحادثة خاصة مع شخص متصل بالإنترنت، فقد يكون مشاركاً في محادثة طارئة أو مشغولاً بالعمل، ولا يكون مستعداً للإجابة فوراً..
هدف هذه الإجراءات تخفيض الشعور بالخوف من فقدان الشعبية أو فقدان اهتمام الناس بك..
اعتبارات عامة
الاهتمام بتفاعل الآخرين ليس أمراً سيئاً، بل قد يكون جيداً لأسباب كثيرة، منها الترويج للعمل الذي يعرضه الشخص على الـ «سوشيال ميديا» مثلاً، لو كان المستخدم مؤلفاً يعرض كتاباته، أو بائعاً يعرض منتجاته، أو شخصاً يروّج لنفسه بشكل طبيعي للحفاظ على صورته الاجتماعية.. لذلك يقدم الباحثون نصائح لتحسين المنشورات على الـ «سوشيال ميديا».. وهي:
- اسأل نفسك عن قيمة المنشور.. ما مدى جودة المنشور أو أهمية الفكرة وما إذا كانت ستفيد أو تعجب الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي.
- اسأل نفسك عن الفئة المستهدفة: هل محتوى المنشور يناسب اهتمامات المستهدفين ويدفعهم للتفاعل؟
- هل الفكرة معروضة بشكل جيد؟ هل الأسلوب واللغة المستخدمة في المنشور مناسبان؟
- هل التوقيت ملائم لهذا المنشور؟ ضع في اعتبارك المناطق الزمنية للمتابعين في البلدان الأخرى.
بعد القيام بهذه الإجراءات، ينصح الباحثون بعدم الاكتراث بالنتيجة من الناحية النفسية.. اغلق هاتفك ولا تدع ظاهرة «الفومو» تدفعك لتفقد هاتفك بين لحظة وأخرى لمعرفة عدد الإعجابات التي حصلت عليها!
اكتب المنشور في عالمك الافتراضي.. واترك هاتفك، كي تستمتع بعالمك الواقعي.
