عدد اليوم
أحمد شعبان (القاهرة)
اهتمام الإمارات بالإبداع والتميز والمشروعات الحضارية كان دافعاً لـ «عمشاء علي الهاجري» الطالبة بجامعة زايد، للمشاركة والفوز ضمن فريق «إماراتي مصري» في ماراثون القاهرة التصميمي الثاني، بتحدي التصميم المجتمعي، حيث قدم الفريق مشروع تطوير منطقة ساكني «الحطابة» بجوار قلعة محمد علي التاريخية، والتي تعتبر من المناطق القيمة عمرانياً لاحتوائها على عدد من الآثار والمباني القديمة ذات القيمة، بالإضافة لكونها مركزاً للحرف اليدوية مثل التطعيم بالصدف والخيامية والنجارة.
وحول فوزها بالمشروع، أكدت عمشاء الطالبة بكلية الفنون والصناعات الإبداعية قسم عمارة بجامعة زايد لـ «الاتحاد الأسبوعي»، أن ماراثون القاهرة التصميمي من المبادرات التي تدعم وتشجع الطلاب على الابتكار والاكتشاف، مضيفةً: «هذا ما نحتاجه كطلاب من مبادرات دولية تساعنا على الإبداع والتعرف على ثقافات مختلفة»، مشيرةً إلى أنه بالرغم من بُعد المسافة وظروف جائحة كورونا، إلا أن ذلك لم يكن عائقاً لها ولزملائها من إنجاز هذا المشروع الحضاري.
وقالت: «في البداية لم يكن الهدف من المشاركة في الماراثون التصميمي الفوز بقدر اكتساب خبرات وتجارب من خلال مشاركتي في المسابقة، والتعرف على ثقافات مختلفة في المجال المعماري، وكانت فرصة لي تم طرحها من قبل الدكتور باسم محمد بجامعة زايد في أبوظبي، وتشجيعه لي على المشاركة لاكتساب الخبرات وتنمية مهاراتنا كمعماريين».
وأشارت إلى أن مشاركتها في الماراثون كانت تحدي لها بسبب اختلاف ثقافة العمارة في مصر والإمارات، كما كانت تجربة مفيدة وفريدة من نوعها بسبب توسيع مداركها كطالبة، وأيضاً التعلم من زملائها في الفريق.
وعن المشروع الفائز بتحدي التصميم المجتمعي، قالت عمشاء: «كان المشروع عن منطقة تاريخية تدعى (الحطابة) بجوار قلعة محمد علي التاريخية بالقاهرة الفاطمية، حيث يشتهر سكانها بالعمل في الحرف التقليدية مثل الخيامية وفن التصديف»، مشيرةً إلى أنه في الفترة الأخيرة عانى سكان الحطابة من انخفاض دخلهم المادي بسبب انخفاض عدد السائحين، بالإضافة إلى منع السكان من ترميم المنطقة لأنها قد تفقد هويتها التاريخية والأثرية.
ولفتت إلى أنه نتيجة لتدهور المنطقة، اختفت قيمتها الأثرية والتاريخية عن أعين المجتمع، وعانى سكانها من سوء الحالة الاقتصادية وخطر الإزالة، وهذا ما دفع جمعية الفكر العمراني لتقديم مقترح لتطوير منطقة الحطابة وجعلها مركزاً سياحياً وحرفياً.
وأكدت أنها كانت تهدف هي وزملائها من هذا المشروع التصميمي، إعادة إحياء المنطقة بما يتناسب مع قيمتها التاريخية، والمحافظة على هويتها المعمارية، وإيجاد حلول لزيادة دخل المواطنين عبر إشراكهم واستخدام مواهبهم الفنية لبناء المنطقة واستخدام الشارع كوسيلة لعرض مشاريعهم لجذب السُياح، ورفع كفاءة المنطقة وظيفياً وتيسير السبل لأداء الأنشطة الحالية، والتأكيد على هوية المنطقة المتميزة، وتوفير عائد مادي للسكان، وأجواء من الراحة والسلام للسكان.
حلول مقترحة
تتنوع الحلول المقترحة التي قدمها الفريق لتطوير منطقة «الحطابة» ما بين تصميم واجهات وبوابات المنطقة، وخلق مساحات ترفيهية، والاهتمام بالإضاءة الليلية، والفراغات العامة، وتجميل الزوايا والحارات المسدودة، كل ذلك فيما يحقق أهداف المشروع باستخدام الحرف اليدوية المتمركزة في المنطقة مثل التطعيم بالصدف والخيامية والنجارة وفيما يعبر عن هوية المنطقة والسكان.
ويعد الماراثون التصميمي الأول في مصر والشرق الأوسط، وأسسه المعماري محمد رضوان في 2020 مع شركائه المهندس عمرو عرنسة، والمصمم هشام العيساوي بعد انتشار جائحة كورونا وصعوبة إقامة مسابقات تصميمية دولية حضورياً.
وشهد الماراثون في نسخته الثانية مشاركة 150 مصمماً من 15 دولة، تنافسوا في أربع تحديات تصميمية هي: تحدي تصميم الأثاث وفاز به فريق «F2» من مصر ولبنان عن تصميمهم «بوبا» لغرفة أثاث أطفال تكبر وتتغير مع الطفل حسب احتياجاته العمرية، وتحدي تصميم وحدات الإضاءة وفاز به فريق «L3» من مصر وإيران عن تصميم «سيشن» وحدة إضاءة خارجية مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة.
كما فاز بتحدي تصميم المنتجات الخشبية فريق «W4» من مصر عن تصميم تريباز لوحدات ديكور مصنوعة من الخشاب المعاد تدويره، وفاز بتحدي التصميم المجتمعي بالشراكة فريق «S3» من مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة عن تصميم «مستقبل الحطابة»، الذي يهدف للتطوير منطقة الحطابة عمرانياً.
وتسلمت الفرق الفائزة بالمركز الأول والمراكز الشرفية في كل تحدي جوائز ماراثون القاهرة التصميمي المتميزة في حفل كبير أقيم على سفح الأهرامات بالجيزة.
