الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الفن الإماراتي.. إنجازات عابرة للحدود

الفن الإماراتي.. إنجازات عابرة للحدود
30 ديسمبر 2021 00:59

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

شهدت الإمارات خلال 5 عقود من الزمن، طفرة فنية واكبت الإنجازات التاريخية التي حقَّقتها وتحقِّقها في شتى المجالات، وخرجت بأعمال سينمائية ومسرحية ودرامية وغنائية، من المحلية إلى العربية والعالمية، حاصدة العديد من الجوائز والتكريمات من مهرجانات دولية وعالمية بفضل الاهتمام الكبير الذي أولاه قادة الإمارات وحكامها وأولياء العهود. وظلّت وجهة فنية ثقافية عالمية، منذ قيام الاتحاد في 2 ديسمبر عام 1971، وحتى عامها الخمسين، وأصبحت منارة للفن ومنصة لدعم صنّاع الحركة الفنية، عبر إنشاء التلفزيونات وتأسيس المهرجانات السينمائية والشركات الإعلامية والإنتاجية، والاستديوهات المجهّزة بأحدث التقنيات، حتى صارت الإمارات «فضاءً مفتوحاً» يستقطب نجوم العالم إلى أرضها لتتمتع بروح المكان وجماله، والتسهيلات المقدَّمة لتنفيذ الأعمال على أعلى المستويات.

  • لقاء الشيخ زايد بأم كلثوم في أبوظبي عام  1971 (الصور أرشيفية)
    لقاء الشيخ زايد بأم كلثوم في أبوظبي عام 1971 (الصور أرشيفية)

عهد زاخر 
التطوّر الكبير الذي شهدته الإمارات في المسرح والتلفزيون والسينما والغناء، أتى بفضل رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، بالاهتمام الواسع بالفنون والثقافة والإعلام، فتأسّست في عهده الزاخر مؤسسات عريقة أسهمت في البناء والتنمية والتنوير. وكان على دراية بأن هذه العناصر هي المكونات الرئيسة لتأسيس دولة قوية، فسار على إنشاء المشروعات الثقافية وتأسيس إعلام قوي يتمثّل بافتتاح مبنى الإذاعة والتلفزيون في أبوظبي، وتأسيس جريدة «الاتحاد»، إلى جانب اهتمامه بتنفيذ البرامج الثقافية والمسابقات الشعبية وكذلك الشعر والغناء، حتى أصبحت الإمارات مركزاً ثقافياً تجتمع فيها كل الفنون. ولا تزال هذه المؤسسات، بفضل النهج نفسه الذي سار عليه «أبناء زايد»، تعبِّر عن ثقافة الدولة وموروثها العريق.

  • «موسيقى أبوظبي الكلاسيكية»
    «موسيقى أبوظبي الكلاسيكية»

تطوّرات ومتغيِّرات
تولّى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي عام 1966، وشهدت تلك الفترة عملاً متواصلاً، إذ كان يقوم حينها بجهود مكثَّفة مع إخوانه حكام الإمارات، سعياً لقيام اتحاد الدولة، وكان لدى القائد المؤسِّس إيمان بأهمية إيجاد وبناء وسائل إعلامية تواكب الحراك في البلاد، وتراقب التطوّرات والمتغيِّرات والأحداث المتلاحقة. وكانت البداية مع إصدار صحيفة في أبوظبي تعبر عن لسان حال الشعب، وتشارك إعلامياً في دعم الجهود التي كانت تُبذل من أجل قيام الاتحاد. وأصدرت حكومة أبوظبي متمثّلة بدائرة الإعلام والسياحة آنذاك قراراً عام 1969 بإصدار صحيفة أسبوعية اختار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، أن يكون اسمها «الاتحاد»، وذلك تيمّناً بالتحرّكات التي كان يقوم بها الشيخ زايد وإخوانه. وصدر العدد الأوّل من جريدة «الاتحاد» في 20 أكتوبر1969، إلى جانب الإذاعة، التي كانت تقتصر على النشرات الإخبارية والبرامج المحلية.

  • جابر نغموش في «حاير طاير»
    جابر نغموش في «حاير طاير»

تلفزيون أبوظبي
في شهر مارس من العام نفسه، جاء وفد بريطاني من مؤسسة «طومسون» للقاء المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وتم الاتفاق معه على تأسيس تلفزيون أبوظبي، وأُنشئت استوديوهاته، واستمرت عمليات التحضير إلى يوم 6 أغسطس، وقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، «حفظه الله»، بصفته ولياً للعهد آنذاك، بافتتاح مقر التلفزيون. وفي عام 1977، تم إشهارها كمؤسسة مستقلّة تحمل اسم «مؤسسة الاتحاد للصحافة والنشر والتوزيع»، وصدر عن المؤسسة مجلة «زهرة الخليج» ومجلة «ماجد»، وصحيفة يومية ناطقة بالإنجليزية «إمارات نيوز». وفي بداية عام 1999 صدر قرار اتحادي بضم «مؤسسة الاتحاد للصحافة والنشر والتوزيع»، التي كانت تمتلك عدداً من المطبوعات، إلى «هيئة الإذاعة والتلفزيون»، لتصبح «مؤسسة الإمارات للإعلام»، والتي أصبحت حالياً «أبوظبي للإعلام».

  • أحمد الجسمي ومجموعة من صنّاع الدراما
    أحمد الجسمي ومجموعة من صنّاع الدراما

تعزيز الهوية
ارتبطت الأغنية المحلية بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، عبر مسارين، الأوّل من خلال تشجيعه للفنانين الإماراتيين على غناء القصائد النبطية لكبار شعراء الإمارات عموماً، والثاني غناء الفنانين قصائد الوالد المؤسِّس، حيث تميَّزت قصائده المغنّاة بقوة العبارة الشعرية، وبراعة الوصف وتعدّد المضامين المتّصلة بتجربة إنسانية عميقة. وكان لدعوة المغفور له لـ«كوكب الشرق» أم كلثوم لإحياء حفلين في أبوظبي عام 1971، في عيد الجلوس، الدليل على اهتمامه بالفنون وتأثيرها على الناس والمجتمع، وتأكيده أن أبوظبي ستظل واحة للثقافة الجادّة والفن الرفيع والموسيقى الراقية. 

  • عابر سبيل
    عابر سبيل

مهرجانات
أصبح للفن حضور قوي واستثنائي، في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، ففي عام 1981 أصدر صاحب السمو، ولي عهد أبوظبي آنذاك، قانون إنشاء المجمع الثقافي بساحة قصر الحصن، في قلب مدينة أبوظبي، وتحوَّل إلى مركز إشعاع فكري وثقافي، بفضل دعم ورعاية المغفور له الشيخ زايد، واهتمام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد. ثم استمرّت مسيرة التطوير والبناء والاهتمام بالثقافة والفنون، حيث تم تأسيس مهرجانات فنية ومنصّات ثقافية وضعت الإمارات في «قلب الحدث»، أبرزها: «دبي السينمائي»، «أبوظبي السينمائي»، «الخليج السينمائي»، «العين السينمائي»، «أبوظبي للفنون»، «أبوظبي للموسيقى الكلاسيكية»، «الفجيرة الدولي للفنون»، «أيام الشارقة المسرحية»، «دبي أوبرا» و«مدرج خورفكان».

تطوير المحتوى 
كان لتأسيس بعض الجهات الإنتاجية والمعنية بالفن داخل الدولة، العنصر الأهم في دعم الفن المحلي والعربي والعالمي وصنّاعه، أبرزها: «إيمج نيشن أبوظبي» التي تأسست في سبتمبر 2008، وtwofour54 لتي تهدف إلى تطوير المحتوى الإعلامي والترفيهي العربي والارتقاء به إلى مستوى العالمية، ولجنة دبي للإنتاج السينمائي والتلفزيوني التي تأسَّست عام 2005. وهكذا شهدت الدولة حراكاً إنتاجياً في السنوات الأخيرة أهّلها لتكون محطّة سينمائية مهمّة لصنّاع الأفلام على غرار المدن العالمية.

الدراما المحلية
بعد عرض مسلسلَي «الغوص» و«أشحفان القطو» عام 1978، بدأت الدراما المحلية تشكيل بنيتها الأساسية لتتمكّن من تحقيق طفرة نوعية، طارحة العديد من قضايا المجتمع، ومجسِّدة ثقافة الإمارات وثراءها الحضاري والتراثي والإنساني. وكرَّست بعض الجهات المعنية بالإنتاجات الفنية اهتمامها بدعم المسلسل المحلي. وظهرت مجموعة من المبدعين في التأليف والتمثيل والإخراج والإنتاج، منهم جابر نغموش، سلطان النيادي، أحمد الجسمي، جمال سالم، مرعي الحليان، سميرة أحمد وزريقة طارش. عكست أعمالهم أصالة التراث، وأظهرت العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، مثل مسلسلات «زمن الطيبين»، «دكة الفريج»، «القياضة»، «طماشة»، «حاير طاير»، «عجيب غريب» و«وديمة وحليمة».

عابر سبيل
«عابر سبيل»، هو أوّل تجربة سينمائية في الإمارات للمخرج الإماراتي علي العبدول الذي عُرض عام 1989، وفتح الطريق أمام صناعة السينما المحلية. وظهر من بعده عدد من المخرجين الإماراتيين الذين باشروا بتنفيذ أفلام قصيرة من خلال مسابقة «أفلام من الإمارات». وتوالت إنجازاتهم في عالم الفن السابع في المهرجانات والأفلام الروائية الطويلة، التي وصل بعضها إلى المشاركة في مهرجانات عالمية.

استديوهات عجمان
افتتح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، استديوهات عجمان رسمياً في مارس 1980، واعتُبرت واحدة من التجارب الإعلامية الرائدة على مستوى المنطقة العربية، ولعبت دوراً كبيراً في إنتاج أعمال درامية عُرضت في الثمانينيات، ولا تزال محفورة في ذاكرة المشاهد العربي، أبرزها الجزء الأول من مسلسل «الشهد والدموع». وأصبحت الإمارات وجهة جاذبة للفنانين العرب، وشجّع هذا التعاون الفني صنّاع الدراما من ممثلين ومخرجين ومنتجين من الوطن العربي للاشتراك في أعمال فنية محلية.

  • توم كروز في لقطة من «المهمة المستحيلة» بأبوظبي
    توم كروز في لقطة من «المهمة المستحيلة» بأبوظبي

مكانة رائدة
بفضل ما تتمتّع به الإمارات من بنية تحتية فائقة، ومواقع صحراوية وشواطئ خلّابة، وأبراج وفنادق ضخمة، أصبحت محط أنظار العديد من مخرجي هوليوود وبوليوود والعالم العربي لتصوير أحدث إنتاجاتهم السينمائية والدرامية، أبرزها: «المهمة المستحيلة»، «وول ستريت»، «ستار تريج»، «حرب النجوم»، «هابي نيو يير»، «السرعة والغضب»، «كونغ فو يوغا»، «وفان جارد» و«آلة الحرب»، وكان آخرها «غريبو الأطوار» و«ديون»، لتؤكد الإمارات مكانتها العالمية الرائدة في عالم الفن، وتعزير صناعة السينما.

  • جاكي شان في أحد أفلامه بدبي
    جاكي شان في أحد أفلامه بدبي
  • شاروخان في دبي
    شاروخان في دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©